حزب الوسط الإسلامي بين الاعتدال والوسطية


التطرف... التشدد ... الإرهاب ... التعصب ...... الرجعية ..........مصطلحات غريبة على ثقافتنا الإسلامية وعلى ديننا الحنيف , ظهرت في العقود الأخيرة لكي تصف بعض الأحزاب والتيارات الإسلامية التي لها رؤية تستند إلى الشريعة الإسلامية في التغيير ، هذه الأحزاب والتيارات صاحبة النية الحسنة والهدف النبيل كانت هي نفسها سببا في ظهور ر هذه المصطلحات بسبب بعض تصرفاتها المتشددة التي ألبست جميع العاملين في حقل الدعوة والتغيير ثوب التطرف والتشدد في نظر الغرب ، فأصبح الغرب ينظر إلى أي داعية على انه متطرف أو إرهابي ، بل ينظر إلى مجتمعاتنا على أنها حواضن للتطرف للإرهاب ، ومما ساعد على تعزيز هذه النظرة السلبية ندرة الأحزاب التي تمثل منهج الوسطية والاعتدال في فكرها ومنهجها ، ونحن في الأردن حبانا الله بقيادة هاشمية صاحبة رؤية ثاقبة ، فتحت المجال للأحزاب كي تعمل بحرية بغض النظر عن أيدلوجية هذه الأحزاب ومركزاتها ما دامت تحترم سيادة القانون ، وكان من بين الأحزاب التي ظهرت على الساحة حزب الوسط الإسلامي ، هذا الحزب صاحب الاستقلالية التامة عن أي ارتباطات داخلية أو خارجية ، فهو غير محسوب على أحزاب المعارضة ولا على أحزاب السلطة كما يحلو للبعض أن يسميها ، وليس له أي ارتباط مع إي جهة أو جماعة من خارج الأردن ، فقد اختار القائمون عليه الاستقلالية التامة لكي يعطوا لأنفسهم الحرية في العمل واتخاذ القرارات بعيدا عن أي ضغوط قد تؤثر على سير عمل الحزب ، أو تحرفه عن منهج الاعتدال والوسطية الذي ينتهجه والذي ما هو إلى إتباعا لمنهج الرسول عليه الصلاة والسلام في الوسطية والاعتدال امتثالا لقوله تعالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة/143 . وتطبيقا عمليا لقوله عليه الصلاة والسلام ( إيَّاكم والغلوّ في الدّين فإنَّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدّين ) ، ولكن سيخرج إلينا من يقول أن هنالك أحزاب إسلامية موجودة على الساحة قبل هذا الحزب فلماذا تم تأسيسه إذن ؟ وهذا سؤال مشروع يحق لسائله أن يعرف الإجابة عنه ، والتي هي بكل بساطة انه لا يجوز احتكار تمثيل الإسلام بحزب معين فقط ويجب كسر هذا الاحتكار فكلنا مسلمون ، لكن عقولنا ليست واحدة وفهمنا للأشياء ليس بالضرورة أن يكون متفقا دائما ، ثم أن صورة الإسلام تتعرض للتشويه الممنهج من قبل البعض سواء كانوا من بني جلدتنا أو من غير بني جلدتنا ، فيجب أن نعمل جميعا على تصحيح هذه الصورة وبيان الإسلام على حقيقته التي جاء بها نبي الرحمة ، دين يعتمد الوسطية في الفكر والمنهج و في التعامل مع غير المسلمين لا دين يعتمد على التكفير و التفجير والقتل ، ثم ما المانع من ظهور حزب يعمل على تطبيق تعاليم الإسلام على ارض الواقع ليكون سندا لغيره من الأحزاب الإسلامية فمبدأ التعاون على البر والتقوى من البديهيات , وعطفا على ما ذكرته قبل قليل عن استقلالية هذا الحزب فان الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة ألان لا تتمتع بمثل هذه الاستقلالية وهذا ما يعيق تقدمها ونجاحها ويؤثر على قراراتها وسير عملها ، بعكس حزب الوسط الإسلامي الذي تعتبر استقلاليته من أسباب نجاحه وقبوله لدى الناس ، ويلاحظ المتتبع لنشاطات هذا الحزب والمطلع على أدبياته أن تغيير الواقع الذي نعيشه نحو الأفضل هو من أهم أهدافه ، فهو حزب واقعي خرج من رحم المجتمع الأردني ، يرى أن محاربة الفساد ورفع سقف الحريات والعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطن وغيرها من هموم الناس ، هي اكبر التحديات التي توجهه ويجب العمل على معالجتها بطريقة تضمن استمرارية الحل وليس بطريقة الفزعة أو العلاج الآني المؤقت ، مستندا في حلوله إلى الشريعة الإسلامية التي جاءت مفتاح لسعادة البشرية ، لن أطيل في الحديث عن هذا الحزب لكنها كلمة حق يجب أن تقال من باب نسب الفضل إلى أهله ، لأننا بأمس الحاجة إلى حزب يبين لنا طريق الوسطية بعيدا عن الغلو أو التطرف في الدين أو التهاون والتفريط فيه ، حزب يعمل على بناء عقلية إسلاميه ممحصة لا تقبل التقليد الأعمى ، عقلية تعمل على تحقيق الغايات والمقاصد من هذا الدين بطريقة غير منفرة ، فقد علمنا الرسول عليه السلام أن نكون مبشرين لا منفرين قال تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك ) ، وأخيرا أقول الحمد لله الذي سخر لهذا الدين من يعمل على حمايته من التشويه ويظهره للناس على حقيقته ، وجزى الله كل من عمل على نشر الصورة الحقيقة للإسلام خير جزاء .
Fd25_25@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات