هل يغضب ملك البلاد لغضب الشعب الأردني ؟


كثيرة هي الحالات التي أغضبت ملك البلاد وانتصر فيها لشعبه ، وكثيره هي القرارات والإجراءات التي اتخذها سيد البلاد ، ودلت عن عدم رضا الملك على هذه الجهة أو تلك، أو غضبه على هذا المسؤول أو ذاك.
من بين هذه الحالات التي تابعها الأردنيون، غضب الملك الشديد لحظة اكتشافه للواقع المزري في مراكز التربية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة في عمان، بعد الزيارة التي قام بها سيد البلاد الى تلك المراكز ، وكانت الغضبة الملكية شديدة بقدر فداحة الانتهاكات التي طالت أصحاب الإعاقات.

جميعنا يتذكر قول ملك البلاد عندما أطلق صرخته الغاضبة " لا اريد ان أسمع اوامر من فوق " ردا على الذين أساؤا للوطن وللشعب وشاب أفعالهم وسلوكهم كثيرا من الفساد في نهب البلاد من خلال انتهاج خصخصة ماكرة ومنفلته، مستغلين رغبة ملك البلاد في استقطاب الاستثمار لتحرير الإقتصاد وانعاش البلاد ، ففسدوا وفسقوا وكان ذلك بحجة التعليمات والاوامر التي تأتيهم من فوق .
وقبل أيام معدودات يطل علينا رئيس هيئة الطاقة الذرية د. خالد طوقان ويحط من كرامة الاردنيين ، عندما وصف الاردنيين الشرفاء من معارضي المشروع النووي بالحمير وبانهم يفكرون كالزبالين في تسجيل صوتي منسوب اليه.
إهانة ما بعدها إهانة ، طالت كرامة الأردنيين وتجاوزت الخط الأحمربدرجات ، إنتظرنا أيام لنرى ردة فعل الحكومة بإقالة د. طوقان من منصبه وتحويله للقضاء تمهيدا لمحاكمته ، فكانت المفاجئة لا إعتذار ولا اجراء حكومي يليق، ولا تحرك نيابي حقيقي ولا حتى تبرير منطقي، فقط كان جعجعة بالتهديد من قبل مجلس النواب ووجهاء هنا وهناك ، كان هدفها امتصاص غضب الشعب الاردني ، ثم تناسى الاعلام والنواب والشيوخ هذه الجريمة المنكرة بحق الشعب الاردني .
غضب الاردنيين لن يمر مرور الكرام فملك البلاد سيغضب لغضبهم وقريبا جدا سوف نرى قرارات واجراءات سيتخذها سيد البلاد ، فهو القائل " إن كرامة المواطن من كرامتي"، والذي يعرف الأردن يعرف أن ذلك قول وفعل "، فكرامة المواطن الأردني خط أحمر .
الحكومة الاردنية تستخف بعقول الاردنيين وتتخذ قرارات وتسوّق تبريرات ضعيفه تدعو للحزن على حالها وتعطي دلالة واضحة على مدى تخلفها ، بفقدانها لمهارة السياسة المتجددة ، التي لاتناسب وعي الشعوب ، فقرارها باقتطاع (20 %) من رواتب الرئيس والوزراء لصالح الخزينة ، تمهيدا لرفع الأسعار على الشعب المقهور ، كان مكشوفا وفاضحا و كنا نتوقع من الحكومة دعوة تطالب فيه أصحاب الملايين والمليارت الذي ينظّرون علينا بالوطنية وبعضهم يرأس أحزاب وطنية ، بالتبرع ب(20 %) من أرصدتهم لصالح الخزينة والتي حصلوا عليها أثناء تأديتهم للوظيفة العامة عندما كان الوطن في حالة رخاء وعندما كانت المساعدات الدولية والخليجيه تنهمر على الاردن بغزارة كمطر السماء ، الآن وفي حالة الشدة والعسر والمعاناة التي يعاني منها الوطن والشعب ، ننتظر منكم أن تقدموا دليلا واضحا على صدق وطنيتكم وانتمائكم للاردن ..جميعكم وبلا استثناء.

يا ساده يا كرام تجويع الاردنيين ، ودفعهم للتسول أمام الوزارات ومؤسسة الديوان الملكي طلبا لوظيفة أو طرود غذاء ، هي اهانة لكرامتهم ، كرامة الشعب انتهكت أكثر من مرة ، فعندما يتطاول كتاب من الجنسين على الاردنيين الشرفاء الذين أخلصوا للوطن ولقيادته الهاشميه ، فيه انتهاك لكرامة الشعب الاردني ، يا ساده ياكرام الحقوق وكرامة الانسان ليست منّه ولا مكرمات .
نعلم أن ملك البلاد ( الملك عبد الله الثاني) يحب شعبه ويسعى للتخفيف عنه فهو القائل "إنه لا يمر يوم دون أن أفكر في كيفية تخفيف الأعباء الاقتصادية عن المواطنين" ، لكننا نعلم أن هناك لوبي فاعل من المسؤولين الكبار فاحت رائحة فسادهم يضعون العصي في دولاب الإصلاح ، ومازال يضع العراقيل و بأساليب ظاهرة واحيانا بطريقة مستترة لكن آثارها وانعكاساتها تفضحهم وتدل على خبثهم ومكرهم ،ولن يرضى ملك البلاد باجراءات تثقل كاهل المواطنين وتحرر ذمم الفاسدين .
غضب الشعب الاردني أصبح كبيرا بعدما أصابه الإحباط ، و أصبح يتساءل هل هناك إرادة سياسيه حقيقه لتنفيذ الاصلاح بمحاربة الفساد أم لا؟ فالشعب لايعنيه قانون انتخاب أو قانون أحزاب بقدر ما يعنيه انتخابات نزيهه تضمن وصول اردنيين شرفاء لمجلس النواب ، وعودة المال العام المنهوب وتقديم الفاسدين والذين أهانوا الشعب الاردني للمحاكمة ودون إبطاء ، الشعب الاردني يضع أسئلة أضحت بارزة الآن في شعارته، ولم تعد تحتمل أي نوع من أنواع الصمت أكثر من أي وقت مضى ، تتطلب وضع حلول آمنه وعاجله لمعالجة إحباط وغضب حقيقي .
الإحباط واليأس الرامي بظلاله على غالبية الشعب الاردني ، ينذر بالكثيرمالم يتم تدارك الأمر،ويستدعي سرعة في المعالجة حفاظا على الوطن وأمنه ، وكما عودنا سيد البلاد وقوفه لجانب شعبه ، سنرى قريبا غضبه الذي يلامس غضب شعبه فلم يخذلهم سابقا ولن يخذلهم الآن .
حمى الله الوطن وشعبه من كل مكروه ...اللهم آمين
msoklah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات