لماذا المفاعل النووي الآن !!!


أذكر في ستينيات القرن الماضي . أن معدل استهلاك الأسرة الأسبوعي من المياه ، كان لا يتجاوز ( البرميل ) أي 200 لتر مكعب من الماء ، لجميع الأغراض .. ولكن اليوم تستهلك الأسرة في أقل الأحوال 1000 لتر مكعب اسبوعيا داخل البيت .. أي خمسة أضعاف استهلاك أيام زمان .. ولا ننسى الزيادة السكانية الحاصلة في الخمسين سنة الماضية ، وحجم استهلاكهم للماء .
ولا ننسى المرافق العامة المستحدثة التي تستهلك المياه كجزء من عملها اليومي . ومنذ تلك الأيام ولحد الآن وكل مؤسسات العالم ترعبنا بشبح العطش وقلة الموارد المائية . أقول لهم ولكل المرتزقة الذين يسوقون لمثل هذه الفكرة – طبعا لأغراض أخرى – أنكم كاذبون جدا في معلوماتكم . والدليل اننا ما زلنا على قيد الحياة ونأكل مما تنتج الأرض أضعاف أضعاف ما كانت تنتجه قبل خمسين سنة . فالأردن غني جدا بموارده المائية . ولكن يريد أصحاب القرار أن يجعلونا لا نشعر بالاطمئنان – وهذه أيضا لغايات أخرى .
الأردن بلد محاط بدول كلها منتجة للنفط . ولا أظن – إن لم أكن متأكدا – أننا لا نملك النفط بكميات تكفي الأردن إلى درجة أننا يمكننا أن نلبس دشاديش ونسمع محمد عبده . ولكن أيضا فإن أصحاب القرار لا يريدون لنا فرصة الاستمتاع بثرواتنا – أحسن .. خليهن للأولاد .
وفجأة يخرج علينا نفس أصحاب القرار ليخبرونا بأن الأردن غني باليورانيوم والمواد الضرورية للوصول إلى زحل ونبتون !! كيف ؟ لا أعرف .. ولماذا الآن ؟ أيضا لا أعرف .
وخرج علينا الهارب من وجه الوطن – طالق دوخان – ليخبرنا بأن كميات اليورانيوم حوالي 200 مليون طن .. ورجع وقلل الرقم قليلا ثم قليلا .. لأن الكذبة كبيرة بالنسبة للمشترين والممولين !! طبعا لا يوجد من يؤكد أو ينفي ما قاله طوقان غيره هو ومن هم معه في لجان المتابعة – المدفوعين مسبقا – لتأكيد ذلك وضرورة الاستفادة بمثل هذه – النعمة – وبناء مفاعل نووي لاستخدامها .. أن نتعلم ونعرف ونُـشجع أبناء الوطن على دراسة النواة ، هذا أمر مفروغ منه .. ولكن يجب أن نضبط بقية العوامل الأخرى لتنفيذ تلك الرغبات ..
أولا و قبل كل شئ .. ما هي الضرورة لامتلاكنا مفاعل نووي ؟ إذا كان سعر اليورانيوم في السوق أقل من تكلفة استخراجه من الأرض – حسب رأي الخبراء !!
ثانيا .. إذا كان فعلا هناك نوايا صادقة لدى أصحاب القرار في تنفيذ مثل هذه المشاريع – وأنا أشك في صدق نواياهم – فهل يوجد في الأردن الكادر القادر على التعامل مع هذه البرامج أو المنشئات المنوي إقامتها ؟ وهذه حسب علمي – لا يوجد . إذا من سيدير برامجنا النووية وبإشراف من بالضبط ؟ إذا كان الرأس الأول لتنفيذ هذه البرامج قد أخذ إجازة مرضية طويلة خارج القطر و ( فَـل ) .؟؟ هل سيأتي جون او مكماهون أو ريتشارد لإدارة تلك البرامج ؟
لنفترض جدلا .. وجود السبب لإقامة تلك البرامج ، ولنفترض أيضا وجود الكادر الفني لهذه البرامج .. ولكن هل يوجد خطة بديلة في حالة وقوع خلل معين في مثل هذه المنشئات لا سمح الله – كما حدث في أمريكا وروسيا واليابان ؟؟؟ وإن توفرت هذه الخطة البديلة لحماية سكان المناطق المنوي إقامة تلك المنشئات فيها ، فهل تتوفر شروط السلامة والآمان والوعي الكافي لدى المواطن ؟ لنفترض جدلا أن كل ذلك متوفر .. لماذا لم تتم الموافقة على إقامة تلك المنشئات في العقبة أو الجنوب أو المفرق ، و – تَـنَّـح – خالد طوقان على إقامتها في الرمثا وجامعتها ؟ مع العلم أنه في حالة وقوع الخطأ أو الخطر لا سمح الله . فحسب ما فهمته من الدوكتور نضال الزعبي . أن قُـطُـر دائرة التأثير لهذه الاشعاعات يصل إلى 80كيلومتر . يعني محافظة اربد كاملة .. ومحافظة المفرق ومحافظة جرش .. ومحافظة درعا أيضا . فهم في الجوار لنا – ما بكفيهمش بشار ؟؟!!
أنا أتكلم بلغة بسيطة لمواطن عادي ولكن ما سمعته من حقائق وأعرفه من تفصيلات ، يتجاوز حد الفكاهة والطرافة في طرحي للموضوع . فالموضوع أخطر مما نتصور .. ومن هذا المنطلق أقول رأيي كالتالي ، وقد أكون مخطئا أو مصيبا – الله أعلم :
أنه لن تتم الموافقة - بالرغم من أن الوعود أن تعمل تلك المنشئات في 2015 – من قبل كل المؤسسات العالمية على إقامة مثل هذا المشروع . وذلك لأسباب امنية قد تطال جيراننا الصهاينة . ولكن حسب اعتقادي ، أن هناك نية أخرى ( تحت السجادة ) كان صاحبها خالد طوقان وجماعته بتمرير موضوع أنه في حالة إقامة مثل هذا المشروع فستكون الإدارة لهيئات لا علاقة لها بالأردن . هذا احتمال .. الاحتمال الآخر ، أنه قد يكون كل المشروع لا علاقة له بالأردن سوى استئجار المكان .. وكان سمسار الموضوع و وسيطه ، خالد طوقان أحد أبطال التطبيع . فالمفاعل الصهيوني في ديمونة قد أصبح قديما ، وربما كانت هناك نية لنقله إلى الأردن على اعتبار التعاون في مجالات الطاقة . واحتمال ثالث أنه لن يكون هناك مفاعل بحجم هذه ( الطنة والرنة ) المعلن عنها ، وأن الموضوع كله هو للتمويه ، والمقصود من كل الحفريات الحالية هو وجود مقابر نفايات لمخلفات نووية لأقطار من خارج الأردن وربما الوطن العربي كله !!!
ولكن ملاحظة ومفارقة عجيبة .. ألم يرعبنا كل خبراء المياه بأننا سنموت من العطش في العام المقبل في كل سنة ؟ فمن أين ستأتي مياه غسيل اليورانيوم والتنشيط والتخصيب وهي بكميات كبيرة جدا؟! وأين سيتم تصريفها ؟ وأين ستذهب مداخن المفاعلات بدخانها ؟؟

في كل الأحوال والاحتمالات الثلاثة السابقة ، أقول أن الأردن في خطر . وأن من قرر لمثل هذه المشاريع لا يعنيه أمر الوطن بالقدر الذي يعنيه من تحصيل الكومشن والسمسرة . وأنا كمواطن عادي .. لن أوافق ولن أقبل بمثل هذه المشاريع على أرضي .. حتى لو كلفني ذلك حياتي .. على الأقل يعيش أبنائي بسلام نووي ، بدل أن نموت جميعا !!
هذه وجهة نظر مواطن عادي . لا أُلزم بها أي شخص . الوطن أولى باستخراج المياه والنفط والاستمتاع بهما ، بدل إقامة منشئات نووية نموت بسببها .
و كجزء من نشاط الحراك الشعبي في الرمثا .. ندعوكم لمشاركتنا الاعتصام المراد إقامته يوم السبت المقبل 20/5/2012 عند الساعة السادسة مساءا على مدخل الرمثا ( الدوار ) .
تحياتي
alkhteib@yahoo.com



تعليقات القراء

كلام جميل ومنطقي
خلي....
18-05-2012 11:29 PM
Neddal Xoubi
احد اهم علماء الطاقة(نضال الزعبي)

شهادة البكالوريوس في الهندسة النووية من جامعة ويسكونسن ماديسون في الولايات المتحدة الأمريكية 1984
شهادة الماجستير في الهندسة النووية من جامعة سينسيناتي في الولايات المتحدة الأمريكية. 2004
شهادة الدكتوراه في الهندسة النووية من جامعة سينسيناتي في الولايات المتحدة الأمريكية 2005
الخبرة من1984 الى 2002 مجهولة
25-05-2012 12:27 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات