ربما كغيري فكرت كثيرا في تعريف من هو الناشط او الناشطه السياسيه وكيف يتم اطلاق هذه التسميه او هذا اللقب على الاشخاص وماذا عليه ان يفعل او ان يكون لديه مقومات فكريه معينه وغايات وطنيه او شخصيه حتى يسجل عند الصحافه ناشطا سياسيا.

ان تعريف الناشط لوحدها تتعلق بوجود مبادره او نشاط او عمل وان صاحبها غالبا ما يتسم بالحيويه والبروز والنشاط المستمر مقارنة مع غيره من الاشخاص وغالبا ما يكون من النخب .

هل فعلا يوجد مقاييس لهذه المهنه او هذه الحرفه وبالتالي يجب على من يرغب الحصول على هذا اللقب عليه ان يجتازها قبل حصوله على هذه التسميه ومن هي الجهه المخوله او التي تسنطيع ان تقرر ان هذا الشخص ناشط سياسي ام هاوي ام مندفع او مدفوع ام انها ثورة غضب لحظيه مر بها وتنتهي بمجرد تحقيق هدف ما سواء كان مادي او اعتباري او غيرها من الدوافع التي كانت تكمن خلف نشاطه هذا .

وقد يخرج احدهم ويقول ما هذا الذي تكتب عنه ولماذا تكتب عنه اصلا .

خلال الفتره القصيره الماضيه لاحظنا هناك كرم حاتمي بليغ ومبالغ به في اطلاق هذه التسميه على الكثيرين من الاشخاص اشك شخصيا في دقة او صحة اطلاق هذا اللقب عليهم.

ودعنا هنا نتساءل سوية عن بعض الحالات التي تم مشاهدتها في وطننا الغالي .
هل كل شخص عمل مدونه وكتب خمسة جمل معارضه للحكومه او للنظام اصبح ناشطا سياسيا ؟
هل كل شخص رفع يافطه او شعارا معارضا او متطاولا على احد الرموز اصبح ناشطا سياسيا ؟
هل كل شخص اتيحت له الفرصه ان يمسك المذياع ويسب ويشتم وينتقد اصبح ناشطا سياسيا ؟
هل كل شخص اسعفه جوجل في كتابة مقاله يتيمه لا اخت لها اصبح ناشطا سياسيا ؟
هل كل شخص قام بحرق صورة لرمز من رموز الوطن اصبح ناشطا سياسيا ؟
هل كل شخص ادعى على جهة امنيه بانها اهانته او ضربته او ما الى ذلك اصبح ناشطا سياسيا ؟

اسئله لا بل تساؤلات كثيره جدا تحيط بهذا اللقب الذي اصبح الحصول عليه بمتناول يد كل شاب او صبيه وفي مقتبل العمر وقبل الحصول على شهادة الثانويه العامه احيانا كون هذا اللقب لا شروط ولا قواعد ولا اساسيات له فلا يبنى على ثقافه وفكر ولا يبنى على قيمة اهداف او الاهداف وراء هذا النشاط وقد اصبح من السهوله لاي محطه فضائيه او موقع الكتروني تسمية اي شخص تستضيفه او تنشر عنه تقريرا تستطيع منحه هذا الوسام الرفيع ومهما كانت نشاطات هذا الشخص قليله او كما اسلفت من الامثله وقد يكون قد انجز عملا واحدا فقط من تلك الامثله التي ضربتها وعلى سبيل المثال لا الحصر بالطبع .

ثم اليس من الظلم ان يشترك اصحاب هذا اللقب الجدد ويتنافسوا مع مارتن لوثر ونيلسون مانديلا اللذان افنيا اعمارهم في مجال مكافحة التمييز العنصري ونشر افكارهم ومعتقداتهم ونشرها بين مؤيديهم وان ينافسونهم على هذا اللقب بمجرد كتابة خاطره في مدونه او كلمه على مكبر صوت ويسجلوا لقب مناضل سياسي وبكل كفاءه .

انا اقول باننا نبالغ كثيرا في استخدام هذا اللقب وهذه التسميه وقد خولت الفضائيات والمواقع الالكترونيه نفسها حق تسميه كل من ارتكب اي مخالفة او تطاول بهذا المسمى الذي يحتاج البعض الى عشرات السنين من العمل حتى يحصل عليه .