همسة في اذن الملك


قبل قرابة العام زار الملك الرمثا والتقى بعضا من اهلها .. وكان من بينهم العالم النووي الاردني الجليل الحائز على اسنى الجوائز العالمية لمساهماته في علم الطاقة النووية الدكتور نضال الزعبي مهندس المفاعلات النووية والمعروف عالميا والمشهود له بغزارة علمه وحبه الصادق لوطنه .. هذا الرجل ضحّى بالرواتب الخيالية والمكاسب الكثيرة .. وقرر العودة الى وطنه الاردن ليكون جنديا يضع علمه في خدمة بلده .. الدكتور الزعبي صاحب قول فصل يعتد برأيه وتحترم وجهة نظره
اسس البنية التحتية للمفاعل النووي البحثي بجامعة العلوم والتكنولوجيا وكان مدير المشروع النووي الاردني بهيئة الطاقة الذرية قبل لن يكون من افضل العلماء النوويين في العالم على الاطلاق .. .. بعد مرور فترة من الوقت اكتشف هذا الاردني المنتمي ان الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية يقود الاردن الى الهاوية ويسعى من خلال مشروعه النووي الى تدمير البلاد اقتصاديا وبيئيا ويواصل الليل بالنهار لانجاز مخططاته بعيدا عن اعين الرقابة الرسمية والشعبية .. ويكبد خزينة الدولة عشرات بل مئات الملايين دون ضرورة ..
حاول الدكتور الزعبي ان يثني طوقان عن تنفيذ مخططاته المشبوهة .. ولكن ملك المسلخ النووي الاردني كان له بالمرصاد .. فقد وشى به الى اسياده الوزراء المتعاطفين معه في تحقيق مأرب لا تخفى على كل ذي لب وكانت النتيجة قيام مجلس الوزراء غير المحمود على فعلته بانهاء خدمات هذاالعالم الاردني الذي يستطيع أي مواطن بنقرة واحدة على مفتاح غوغل ان يتعّرف على غزارة علم الرجل ومكانته على الساحة الدولية ..
قيض لي الاسبوع الماضي ان استضيف كلا من الدكتور الزعبي والناشط البيئي الدكتور باسل برقان في برنامجي بدون زعل على قناة أي ون جوردان .. فوجدت نفسي امام علمهما وادبهما الجم لا شيء
سألت الرجل عن سبب قيام مجلس الوزراء بانهاء خدماته بتنسيب من خالد طوقان لم ينبس الرجل بكلمة وقال حسبي الله ونعم الوكيل..

لقد اصبح الاردن مرتعا للفاسدين الذين لا يهمهم الا مصالحهم ولو ادى ذلك الى تدمير الوطن بالكامل .. ولان خالد طوقان قد فعلها من قبل مع علماء وخبراء اردنيين حاولوا كبح جماحه والتصدي لمشروعه المشبوه فقد كان مصيرهم هو نفس مصير الدكتور الزعبي واقصد هنا الدكتور ماهر حجازي والدكتور كمال خضير واللذين كان لي شرف اجراء لقاءات تلفزيونية معهما ولمست اثناءها حجم المرارة والقدرة الفائقة لدى طوقان لتظليل الملك واعطائه معلومات غير دقيقة عن الجدوى الاقتصادية للمشروع من حيث تقبل الاردنيين له وتأثيراته على الصحة والبيئة وكمية اليورانيوم في الارض الاردنية مما جعل الملك يتبنى مشروعه الذي يرفضه معظم الاردنيين ويدعمه بالكامل ..
الرجلان قالا علانية على الهواء وقالها ايضا الخبير الاردني المعروف المهندس كمال جريسات وقالها ايضا الدكتور ايوب ابو دية صاحب المؤلفات العلمية المتداولة عالميا وقالها عشرات الخبراء الاردنيين .. ان خالد طوقان يسير بالاردن الى الهاوية .. وكلما كان يتصدى له عالم او خبير ويحاول منعه من الاستمرار في هذا البرنامج خبيث المقاصد لا يجد عنده الاذان او حتى مجرد الرغبة في الحوار او المناقشة . وما هي الا ايام حتى يجد الواحد من العاملين بمعيته مطرودا او معزولا من وظيفته .
لا احد يعرف لماذا سدت كل المنافذ المؤدية الى الملك حول هذا المشروع ولم يعد هناك سوى منفذ واحد هو منفذ خالد طوقان الذي يتقاضى شهريا راتب خمسة رؤساء وزارات . هذا الرجل كلمته عند الملك مسموعة وطلباته مستجابه قوله الحق وما يقوله بقية علماء الاردن هو الباطل .. وصف المعارضين لمشروعه بالحمير والزبالين واظن انه قال ذلك وهو مرتكز على حائط كبير يعطيه الثقة بأنه فوق الاردن وفوق كل العلماء الاردنيين .
انا شخصيا تربطني بالدكتور طوقان علاقة جيدة ولكن علاقتي بالاردن فوق كل العلاقات ولذلك وجدت من الواجب ان اهمس في اذن الملك واقول له ان مشروع خالد طوقان النووي وضمن المعايير التي يعمل في ضوئها هو مشروع فاشل بامتياز ومشبوه 100 %
وحتى لا يقول قائل انني لست مؤهلا للخوض في هذا الموضوع فانني اتمنى على الملك ان يلتقي بالعلماء الافاضل الذين ورد ذكرهم في المقالة وان يستمع منهم ومن غيرهم من العلماء الاردنيين وغير الاردنيين عن المشروع النووي الاردني بحضور خالد طوقان نفسه معه من يؤيد وجهة نظره .. ومن كانت له الغلبة في توضيح الرأي الصائب يؤخذ بوجهة نظره ..
ولعل مما يستحق ان اذكره هنا على مسامع الملك ان الدكتور الزعبي كان تشرف بتناول طعام الغداء على طاولة الملك اثناء زيارته للرمثا العام الماضي وقال للملك كلاما خطيرا عن خالد طوقان وعن مشروعه النووي المدمر .. واستدار الملك صوب احد مرافقيه وطلب منه باهتمام وجدية ان يحدد موعدا اقصاه اسبوع ليحضر الدكتور الزعبي الى القصر ويفضي للملك بكل ما في جعبته من معلومات .. ومضى عام على اللقاء ودخلنا في العام الثاني والدكتور نضال الزعبي ما يزال يتصفح الوجوه التي ترافق الملك في جولاته على المدن الاردنية ليقول له انت وخالد طوقان والمفاعل النووي الاردني كلكم من نفس الطراز تهمكم مصالحكم فقط والوطن ليس له في اولوياتكم أي مكانة .
اتمنى على أي مقرب من الملك لديه الوطنية الزائدة ان يقول له وبصوت عال يا سيدي ان من بين خواصك ومرافقيك وحاشيتك من لا يهمه امرك ولا يهمه من امر الاردن شيئا
..
ليتني انا المواطن الاردني الغلبان اتعرف على ذلك المرافق لاقول له انت قطعا لست اردنيا انت مرتزق ومثلك كثيرون يوهموننا بحبهم للملك وللاردن ولكنهم في دواخلهم افاعي سامة وحرباوات تتلون حسب العرض والطلب وتتكيف بحسب الوجوه والمصالح والمواقف .

M.KATISHAT@YAHOO.COM



تعليقات القراء

ابن عباد
طيب ياعزيزي لماذا لم يتكلم العالم الفاضل عن كل الذي ذكرت قبل اقالته او حتى قدم استقالته ابراءاً لذمته من المشروع المدمر للاردن وثانياً ذكرت انه ترك امتيازات ومكاسب خياليه من اجل الاردن من المعروف ان الاجانب لايفلتو عالم عربي مثل ماذكرت حتى لو قتلوه ؟؟؟
15-05-2012 10:24 PM
سليمان
شكرا يا استاذ محمود على التفصيلات التي فاتتني فيما مضى ولكن يبدو ان نهاية ....... باتت قريبة
15-05-2012 11:09 PM
الغاء قانون سفك حقوق المواطنين في الضمان
الغاء قانون الظلم والقهر والهلاك الاجتماعي المؤقت
16-05-2012 09:28 AM
ززززز
يتقاضى شهريا راتب خمسة رؤساء وزارات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الله أكبر.. وبدكو ترفعوا الدعم والكهربا؟؟ يعني ما بينفع تقلصوا من هالرواتب الخيالية..على رئيس الوزراء ووزير المالية
16-05-2012 11:54 AM
احمد الحياري
لقد ابدعت ياصاحب القلم الشريف ....

والله اني لأفتخر عندما اعرف ان لدينا علماء مثل الدكتور نضال الزعبي وأستغرب من تجاهل الحكومة لأبناء الوطن الشرفاء
16-05-2012 03:23 PM
المهندس مبارك الطهراوي
الرجل الرجل الاستاذ ............
الى متى ستبقى تحاول ان تسمع من به صمم؟ هل تعرف المثل الشعبي الاردني الذي يقول" احلقله وسميه عقله".
بعد ان حاولت البحث والتدقيق في الاليه التي يستخدمها هؤلاء القوم وجدت ان العامل المشترك في الكثير من القضايا هي المثل الشعبي المذكور أعلاه.

أنا لا اشكك أبدا بقدرات الدكتور خالد طوقان ولكن عليه ان يجيبنا اولا على تساؤلنا
17-05-2012 11:56 AM
الطفلاوي
ليعلم المهندس الطهراوي والعلماء الاردنيين المذكورين في المقال أن حياة ومستقبل الاردنيين في اعناقهم فليحركوا انفسهم ليخرجوا الى الملا ليخرجوا الى الاعلام فمع كثرة وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمواقع ليس لهم عذر بعد الان ولهم فائق الاحترام
02-06-2012 04:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات