ذكرى مريرة .. بسنواتها العسيرة


كل عام تمر علينا هذه الذكرى المؤلمة حقا والقاسية صدقا
والحال هو كما عرفناه ، على مدى الأعوام التي قربت على سبعة عقود نهايتها ، وما زال العرب لا يعرفون ما واجبهم اتجاه القضية الفلسطينية ، التي ساهم في تسليمها لليهود كثيرهم وبارك الخطوة عديدهم .

وما زالت فلسطين محتلة من قبل يهود في دولتهم المسخ أقاموها ، على ذل العرب بنوها وعلى خلافاتهم قووها وبتآمرهم على بنو أقوامهم دعموها ، فأصبحت إسرائيل هي التي للسياسة العالمية تدير، وللربيع العربي تحرك والعرب ما زالوا نيام وها هم يجددوا العهد في بناء الخيام.

بعد أن فتك ربيعهم ببعض قادتهم والقتل جار ٍ في شعوبهم هنا وهناك ، ولا أحد يعرف ماذا يخطط له قد يكون عميل اليوم ضحية الغد ، ومخلص اليوم لأمريكا مستهدف الغد وقد يلاقي كل من تآمر على فلسطين مصير ما لاقاه مبارك اللعين .

الذي جوع القطاع الغزي ودمر منافذ تزويده بالمواد التموينية والمستلزمات الطبية ، وبعض وسائل القتال الدفاعية التي كانت من سيناء مدخلها ، ومن البحر ممرها ومن الأحرار مصدرها وقام مبارك فأغلقها ، وكان له ربك بالمرصاد فدمر ملكه وأسقط عرشه ، وأذله خير إذلال وأوقع به شر الوبال .

فهذه فلسطين التي ضاعت وبيعت نتيجة مؤامرات أحيكت في مواخير العاهرات ، فلا بد لربك إلا أن ينتقم من كل من تآمر عليها وساوم على مقدساتها ، التي هي لم تكن يوما ً مسؤولية الفلسطينيين وحدهم ولم يطلب التحرير لارضها منهم ، بل المطلوب من كل المسلمين تحرير فلسطين ، كمشتركين بالعقيدة مدافعين عن مقدسات المسلمين ، أينما كانت ولمن آلت حراستها وصيانتها .

فلسطين مضى عل ضياعها وبيعها وتسليمها أربعة وستون عاما ، وما زالت نارها حامية لم تطفئها السنوات ولم تطمسها المؤامرات ، ولن تنهيها المؤتمرات العربية الكاذبة ، ولم تتقدم قيد أنملة نحو الحلول السلمية ولا الحلول العسكرية .

المدسوس كثير من مؤسسيها وعملاء بعض من كان فيها ، لقد تآمروا على شعبها في كل مكان ، بدأ ً من هنا في أردن الخير كانت أكبر المؤامرات على الشعب الفلسطيني ، الذي وقع فريسة فتنة أيلول الأسود الذي ما زالت آثارها ماثلة لغاية وقتنا الحاضر، ولولا حكمة الهاشميين لكان الأمر غير ذلك ولكن الخير فيما يختاره الله ويرعاه عبد الله.

وكذلك الفتنه التي وقعت في سوريا وجمد العمل الفلسطيني وأقتصر في زاوية ٍ ضيقة ، وجائت مؤامرة العرب الكبرى على المتواجدين في بيروت وأجتيحت لبنان ودخلها العدو عام 1982وصمد الفلسطينيون 88 يوما.

وخرجوا باتفاق عربي الى تونس وكان من ضمن المخطط التآمري ، على قضية فلسطين وشعبها ما جرى في لبنان حين ذلك ، واستقبلت تونس عديد الفلسطينيين وكذلك اليمن والسودان وقسما آخر في ليبيا .

وأبعد العمل الفدائي الحر من مناطق التماس في ساحات الوغى على حدود وطنهم المحتل ، الذي تقام عليه دولة الشتات اليهودي السرطاني الخبيث الذي طرد الشعب الفلسطيني ، وأقام دولته المحروسة والمحمية عربيا ً والمرعية دوليا ً .

على تربة فلسطين الطاهرة وأرضها المقدسة المباركة حولها بلاد الشام ، ومنها الأردن الأكثر بركة بتواجد الأنبياء على تربته والدماء على ساحاته في مؤتة والغور الأردني الخصب على مدار أيام السنة وفصولها الأربعة .

فلسطين لم تنسى من قبل كل مسلم حر يوحد الله ويؤمن بكتابه وسنة نبيه ، والأقصى لم يدمر مهما ضعف العرب والمسلمين ومهما قلت من بين أيديهم ، وسائل التحرير وتلاشت تماما ً كما نشاهد هذه الأيام التي فقدت فيها كل الوسائل ، وسدت كل الطرق والسبل.

بعد أن فتك الربيع العربي بأكبر دولة عربية وإسلامية وهي مصر العروبة والإسلام ، التي لا حول لها ولا قوة ولا حيلة ولا نفيلة ، مصر إنتهت كدولة يحسب لها حساب ، بعد أن سكتت مدافعها منذ ثلاث عقود.

أفلت بزعامة رئيسها المتمارض بعد خلعه شعبيا ً وجماهيريا بعد ثورة شباب ميدان التحرير، التي سرقت ثورته وتبددت جهودهم وتناثرت أفكارهم ، ودخل عليها المتزعمون ولأمريكا تابعون ولإسرائيل موالون .

فكانوا لكرسي الرئاسة سباقون وعليه غدا سيحوزون ولسياسة أمريكا سينفذون ، وسترى يا مواطن عربي ما لا يرى من عجب وما عليك سوى التصفيق والطرب ، على دماء سالت وثروات نهبت يا مغفل.

وكذلك العراق الذي كان هزبر العرب وأسد زعمائها الذي تآمر عليه القادة ، الذين يتساقطون تباعا ً نتيجة ظلمهم واستبدادهم وتسلطهم الجائر على أنفسهم الظالمة أولا ً، وشعوبهم النائمة أكثرهم والمنتفعة بعضهم ، من أصحاب المصالح الذين يشكلون البطانات المهترئة لرؤسائهم الهلكى مستقبلهم .

وها هي آخر معاقل القوة العربية التي يحسب حسابها التي تشكل خطر على العدو ولو صوريا ، تتعرض لمؤامرة في سوريا الثورة التي يواجه شعبها الإبادة والعرب يتفرجون، وهم تائهون في ملذاتهم الدنيوية وأبراجهم الهوائية .

التي مصيرها الزوال بعد وقوع الزلزال الذي ينتظرهم من الرب المتعال ، الذي لا يشاكله بشر ولا يثنيه فولاذ وحديد أو حجر شيدت به أبراجهم ، وصنعت منه طائراتهم ، وبنيت بمواده بوارجهم البحرية وسفنهم الحربية ، التي ستزول مع زوال الأيام المتعاقبة والساعات المتلاحقة.

والأمر لا بد أن يكون له مراجعه من الجميع والمطلوب من الفلسطينيين قبل غيرهم ، وخاصة قطبي الرحى فتح وحماس اللذان يمثلان الزعامة الفلسطينية ، المطلوب منهما في هذه الذكرى الأليمة علينا كلنا .

والصعبة تمر سنونها على كل فرد من أبناء الشعب الفلسطيني في شتات دوله البديلة للعيش المؤقت ، وأن طالت مدته وتعددت سنواته وتمددت أيامه فلا بد للفجر إلا أن تبزغ شعاعات شموسه .

على فلسطين الذي يختلف فصائلها على آلية إدارتها ، والتفاوض مع الأعداء والتلاعب في الثوابت الوطنية ومصير القضية الفلسطينية ، ولا تكون إلا من خلال تناسي الأنانية وتوحيد الصفوف .

ورص عناصرها المقاتلة في بوتقة ٍ واحدة وتحت أمرة ٍ واحدة تحت شعار كلنا فلسطينيون ، وكلنا مستهدفون من قبل الأعداء وأصدقائهم ، من قبل المخططون وأتباعهم من قبل المنفذون وذيولهم ، من قبل يهود وجواسيسهم الكثيرين في الداخل والأكثر في الخارج من قبل أمريكا وعملائها .

مطلوب منكم أبنائنا في حماس وفتح أن تترفعا عن أي خلاف في ذكرى ضياع فلسطيننا ، وذكرى احتلال أرضنا أن نتوحد وأن نحث الجميع على المقاومة ، التي هي القوة التي تعطينا الحق في التمسك بحقنا الشرعي ودعمنا الدولي .

الذي لا يستطيع عمل أي شيء لنا مقابل دهاء اليهود وسلطتهم على مكامن القوة العالمية ومحافلها الدولية ، التي وجدت لتثبيت الصهاينة على فلسطين نحن أهلها وشعبها ، وهي وطننا وهدفنا الوحيد الذي لن نقبل عنه بديل أي وطن .

مهما كانت الإغراءات وتشعبت المؤامرات وكثرت المهاترات وزادت التوقعات ، فلسطين ستبقى فلسطين مهما إجتهد المجتهدون ومهما حاك المتآمرون ، وساوم المستفيدون فلم ولن نقبل عنك بديل فلسطين .

وعلى فلسطينيي الشتات في هذا اليوم أن نستذكر وطننا السليب وفلسطيننا الحبيبة ، ونحث أبنائنا على أن تبقى كما نحن لها وهي هدفنا الأسمى والأولى ، من أي هدف آخر.

وبدل أن نحتفي بأعياد فرضت علينا كعيد الأم وعيد الأب العامل وعيد الحب والورد وعيد الكورة وعيد الجوله وأعياد حدث ولا حرج ، وجعلنا منها أعياد قومية ووطنية وهي بعيده عن عقيدتنا ، وخارجه عن منهجنا ودخيلة على مجتمعاتنا العربية الأصيلة والإسلامية الكبيرة .

التي تكاد تغطي سطح الكرة الأرضية ومنتشرة كالجراد ولكن غثائها لا يسمن ولا يشفي وكثر هم أتباعها .

ذكرى يجب إعادة الحسابات من جديد ليكون التجديد في الانتماء ويكون التجديد لفلسطين بالوفاء ، ونذكر الأجيال المعاصرة الذين لا يعرفون من هم ومن أين أتوا وما هو هدفهم وما هي مهمتهم .

التي تنتظرهم لتحرير فلسطسن التي سلبت من أجدادهم وسلمت من قبل أسيادهم ، ليهود هم أولياء نعمتنا وهم مسيروا سياساتنا وفارضي نمط معيشتنا، بواسطة حكوماتنا العربية وقياداتنا الشعبية التي ترتبط مع السياسيين ، ويحركها الإداريين والمسؤلين نحو الهدف المطلوب والعمل المرغوب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات