وما خفي أعظم


لقد أصبح المواطن الاردني في حيرة من أمره وبات لا يعرف من الكاذب ومن الصادق وهو مندهش بشدّة كيف كان هؤلاء الكبار(كان يرتعب عندما يراهم أو حتّى يسمع بإسمهم) مؤتمنون على حياته وحياة اطفاله بينما هم الآن على لوائح المشتبه في سلوكهم الأخلاقي والوظيفي وحتى المهني وترى بعضهم يدخل الزنازين والبعض الاخر يخرج منها بكفالة وهكذا.....
وهل كان حال بلدنا بهذه المأساة ولم نكن نعرف أو نحسْ أو نشتم رائحه كريهة من أعمالهم وإن كنّا نحن الغلابى لم يُلامسنا شعور بذلك خوفا او كرها او خجلا او حتّى خشية ان نُصيب قوما بجهالة (إن جآءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)صدق الله العظيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)صدق الله العظيم
فخفنا من كراهية البعض لنا خاصّة انّه ليس لدينا دلائل وقرائن نبرزها لتوثيق كلامنا ولكن هناك أناس بالتأكيد كانوا يعلمون أو لديهم أدلّة وبينات تُدين هؤلاء المشبوهين سواء من صغار او كبار الموظفين والمستخدمين وحتّى من المواطنين وأقارب المشبوهين .
وهل هذا يعني انّ الإنتماء كان مفقودا عند البعض منذ زمن ليس بالقصير وهل يعني أنّ الكبار كانوا يُعوّلون على خوف الناس ورعبهم بحيث يستطيع اهل القرار ان يُمرّروا قرارات مهمّة دون إعتراض من احد وبطرق تشريعيّة وأصوليّة مئة بالمئة وهل كانت بعض المعارضة فقط كلاميّة لتكملة المشهد .
وهكذا مرّت سنون وعشرات منها ونحن مخدوعون بمسؤولينا نحن نجوع وهم يُتخمون نحن نفقر وهم يُكدّسون نحن عن العمل عاطلون وهم يتبغددون نحن نلطم على مديونيتنا وعجز موزانتنا وندفعها دما وهم لثرواتنا ناهبون .
بقينا على هذا الحال حتّى جاء ربيع ليوقظنا ويجعلنا نتململ ونفتح اعيننا على ما تبقّى من مديونيّة تضاعفت وعجز بالميزانيّة تعاظم كثيرا حتّى بات الجنين في رحم أمّه مُدانا للدول العظمى وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنوك محلية وخارجيّة وأصبح ذلك الجنين عضوا في نادي باريس ونادي روما وعليه أن يكافح من اجل جدولة الديون المفروضة عليه قبل ان يرى النور ليسدّد ما سلبه اعمامه واخواله وجدوده الاشاوس .
وعندما دارت الدائرة دخل الحسد بين المشبوهين انفسهم فدلّوا على بعضهم بالقليل ولكن ما خفي حتّى الان اعظم .
وقد كان الفساد من إختصاص بني آدم وقد دخل في الدائرة بنات حوّاء ليساعدن الرجل في تحمّل المسؤوليّة ألسنا في زمن المساواة فيجب ان تتوزع الشبهات على مختلف اجناس وأطياف وأعمار المجتمع ليكتمل المسلسل الذي تطول حلقاته كالأفلام الهنديّة والمسلسلات التركيّة .
أمّا وقد إستيقظناعلى حقيقة مرعبة وهو عدم وجود رجل حتّى الآن يستطيع ان يقف في وجه التيّار الفاسد الجاثم على صدورنا وجيوبنا ومقدّراتنا والغريب ان الفاسدين منّا والساسة والمسؤولين منّا ايضا فلماذا استطعنا ان نُخلّف الفاسد ولم نستطع ان نُخلّف الكابح له وهل ننتظر المُخلّص لوضع النهاية لما نحن فيه .وعليه يجب علينا تنظيف بيوتنا وثم حوارينا وقرانا وبواديننا ومخيماتنا ومدننا لكي ينظف المجتمع من النجاسات المنتشرة به ويكون معيار المواطنة هو النزاهة والإنتماء وعندها تُعطى شهادة التميّز لمن احسن تربية ابناؤه وأتقن عمله وابدع في إنجازه وعندها نكون شعوبا تستحقُّ الحياة تحت الشمس .
وذكرى نكبتنا بضياع كنيسة القدّيس يوسف في الناصرة عام 48 والقسم الاكبر من فلسطين وثم المسجد الأقصى في القدس وبقيّة فلسطين عام 67 ما هو إلاّ دليل حيْ على فساد بعض العرب قادة وجيوشا بل وشعوبا ايضا ويا ليتنا نتعلّم من تلك الدروس ونحن نحيي تلك الذكريات الأليمة هذه الايّام .
" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس "صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات