كل ألفصول خير وبركه


لم تدم فرحة الأعداء بما مس الوطن من سيئة تصنيع الفتنة، وساءتهم حسنة الالتفاف حول جلالة الملك والموقف الشعبي المتمسك بمؤسسة العرش ،والقناعة بالإستراتجية الإصلاحية التي بدأتها الدولة وعلى رأسها إقرار التعديلات الدستورية ،وتوقيف كبار المتهمين بقضايا الفساد ،وتشكيل اللجنة المستقلة للانتخابات.
بلغت المظاهر السلبية ذروتها ، ثم أخذت بالتراجع والانحسار ،وفقد الخاذلون الأدلة على عدم نية النظام بالتغيير ،وسدت هذه البداية الإصلاحية النظيفة اغلب ذرائع الاحتجاج ،وعززت الثقة بنوايا الحكومة ،وتوسعت مساحة التفاؤل بالمستقبل .
سارت قافلة الإصلاح بهدوء واتزان رغم العراقيل ،وأزالت أفعال النظام الغشاوة عن أعين الناس ،وبهتت المظاهر السلبية مع أولى خطوات التغيير وتضاءل حجمها ،ومالت الأوضاع إلى الاعتدال ،واقتنع المواطن بان قضايا الفساد والفقر والبطالة هي ظواهر أزلية تعاني منها كل الدول والمجتمعات ،وليست مقتصرة على الأردن كما يوحي بذلك من يتظاهرون بذرف الدموع على الشعب الأردني .
كل الفصول خير وبركة ،والمسيرة الديمقراطية الهاشمية ليست طارئة، ويمارسها الأردنيون في كل الفصول منذ ربع قرن تقريبا ، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا جاحد أو حاقد ،والمعارضة الإسلامية المباركة أخذت مجدها طيلة هذه الفترة، وكانت ولا تزال لاعبا رئيسا رزينا في تسيير دفة السياسة الأردنية ، أما الأصوات الفردية والتجمعات الانفعالية الدخيلة التي كانت مفرطة في السذاجة فقد قدمت عروضا بسيطة لكنها سرعان ما سقطت بكل مسمياتها الرقمية والحركية وتلاشت ولم يعد لها اثر .
الوعي الوطني، والخبرة التراكمية في إدارة حراك الشارع والتعبير عن الرأي لكل من المعارضة والدوائر الرسمية وبالأخص المؤسسات الأمنية حالت دون إراقة الدماء، وهذا فارق أساسي بالمقارنة مع الأنظمة التي تفاجأت بأزمة الحركة الشعبية فارتبكت وافتقدت القدرة على حلها بالوسائل السلمية فأمعنت بالقتل ولقيت مصيرها المحتوم أو هي في طريقها إليه.
رفض الأردنيون إراقة الدماء وقلب الأمور رأسا على عقب ،وحاربوا محاولات التغيير الفوري القائم على الفوضى والعنف ،وفشلت مخططات أعداء الداخل والخارج باستجلاب المصائب، وأصبحت أحلامهم بزعزعة الداخل الأردني كحلم إبليس في دخول الجنة ،ولم يتبق في جعبتهم سوى البذاءة والشعارات السوقية وكيل التهم والسب والشتيمة التي لم تزد الناس منهم إلا نفورا .fayz.shbikat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات