عندما صدرت الارادة الملكية السامية بتكليف دولة عون الخصاونه بتشكيل الحومة استبشر الشعب خيرا من خلال البرنامج السياسي والاصلاحي التي اعلنهما دولته،استبشر خيرا من خلال خخطابات وتصريحات دولته ، واعتقد البعض من ابناء الشعب الاردني بان دولة الاردن سوف تزدهر وسوف يتم تنظيفها من مافيا الفساد وتقديم رموزها الى القضاء، واسترداد ما نهب وسلب من اموال القطاعين العام والخاص .
ولاكن تجري المياه عكس ما تشتهي السفن فكانت استقالة دولة عون الخصاونه مفاجئه للشعب الاردني ويشوبها الغموض ، والتصريحات الرسمية كانت متناقضة حول الكيفية التي تمت من خلالها الاستقالة ،والشارع الاردني يتساءل وله الحق بمعرفة الاسباب .
ولنا هنا بعض الملاحظات حول الرسالة التي اعلن فيها دولة الخصاونه استقالته ، وملاحظات اخرى حول الرسالة الملكيه حول الاستقالةالمفاجئة ، حيث جاءت الاستقالة بعد ستة شهورمن تشكيلها ، جاءت في ظروف صعبة تمر فيها دولة الاردن ، من حراك شعبي سلمي يطالب بالاصلاح ،وفتح ملفات مافيا الفساد المتنفذين،وتدهور الاقتصاد الاردني بسبب النهب والسلب من قبل رموز الفساد،،جاءت الاستقالة والاردن يعاني من ازدياد حد ة العنف الاجتماعي في الجامعات والكليات .
والملاحظات حول كيفية الاستقالة كثيرة ، منهاتمت الاستقالة ودولة الخصاونه خارج البلاد
لحظور مؤتمر في دولة تركيا ،وحسب ما تطرق لاسماعنا بان هناك خلافات حادة بين الحكومة المستقيلة والقصر،وقيل بان هناك فجوة كبيرة بين الحكومة ومجلس النواب الاردني الذي تباطئ في فتح ملفات مافيا الفساد ،واخفى عددا من الملفات،ورفض رفع بعض المفات الى القضاء،وقيل ايضا بان النظام لم يلتزم بشروط دولة عون الخصاونه التي اشترطها قبل تسلمه الدولة.
وهناك اسئله يرددها الشعب الاردني دون ان يلقى اجابات واضحه عليها ،منها لماذا لم يقدم دولة الرئيس استقالته بنفسه؟ ولماذا كلف وزير العدل بتقديمها ؟ ولمذا اعلن دولته استقالته وهو خارج البلاد؟وهل تلقى دولته تهديدات من مافيا الفساد مثلما تلقى بعض النواب الاشراف؟ وهل قانون الانتخاب البرلماني الجديد الظالم له علاقة بالاستقاله؟وهل تمديد فترة ولاية مجلس النواب له علاقة بالاستقالة ؟اسئلة كثيرة تطرح في الشارع الاردني.
اما ما جاء بالرسالة الملكيه حول الاستقاله،اتهم دولة الخصاونه بالتباطؤ بالاصلاح،كما اتهم الخصاونه بعدم الاسراع والالتزام باجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام الجاري لتلبية مطالب الحراك الشعبي الاردني والاحزاب المعارضه.
بعد اقل من اربعه وعشرون ساعه من استقالة دولة عون الخصاونه، كلف جلالة الملك دولة فايز الطراونه بتشكيل حكومه جديده ،علما بان الرئيس المكلف هو من وقع عملية الاستسلام مع العدو الصهيوني والتي يرفضها الاغلبية من ابناء الشعب الاردني ، وفي ردة فعل على تكليف الطراونه بتشكيل الحكومه الجديدة ، تحدث الاستاذ محمد الصري الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنيه فقال:لايوجد لدولة فايز الطراونه سجل مقنع بان يكون رئيسا للوزراء في مرحلة الربيع الاردني،وانه ليس سياسيا منفتحا،وليس بقدوره اقناع الشعب الاردني بقدرته على الاصلاح.
اما حزب جبهة العمل الاسلامي اكبر حزب معارض في الاردن اعلن على لسان الناطق باسمه السيد زكي بني رشيد قائلا: هذا التطور يظهر مدى عمق الصراع والخلافات الحادة بين مراكز القوى في الاردن،وقال انته الصراع بفوز الاجهزة الامنيه.
وحول موضوع استقالة عون الخصاونه كتبت صحيفة القس العربي التي يتراسها عبد الباري عطوان كتبت : بان الخلاف وصل حدته بين الدولة المستقيلة والقصر، وقالت الصحيفة : عندما اصدر الديوان الملكي قرارا بتمديدفترة ولاية الدورة البرلمانيه خلافا لرغبة دولة الخصاونه الذي
طلب تقصيرها : الامر الذي ازعج عون الخصاونه ،وكان التمديد في غياب دولته .
ونختم بالعبارة التي قالها دولة الرئيس عون الخصاونه في الرسالة التي ارسلها الى الديوان الملكي والذي اعلن من خلالها استقالته،حيث قال(هداكم الله لما فيه خيرا لكم)، اعتبر المحللون بان هذه العبارة تثبت مدى عمق الخلافات بين الخصاونه والقصر،حفظ الله الاردن وحفظ قائد الوطن وحماه من كل مكروه.
بهجت صالح خشارمه