الجميع يعلم بأنه توجد في الأردن ثلاث حُكومات،حُكومة الديوان ، وحُكومة المخابرات ، وحُكومة الدوار الرابع ، تهدف هذه الحُكومات لمصادرة ارادة الشعب بتعاون مع مجلس النواب ومباركة مجلس الأعيان .
تحدث الدكتور فايز الطراونة بالأمس عن رفع السلع الغذائية ، وكما يعلم الجميع بأن الشعب المتهالك قد عانى الكثير جراء السياسات القديمة الجديدة ، وكان من الحكمة والمنطق أن يعمل دولة الرئيس على تأميم القصور الفارهة في مختلف مناطق المملكة التي نعلم من أين مصدرها .
ثم بدأ بالتغازل مع مجلس النوائب الأردني المزور في تنسيب له في تحقيق التعديلات الدستورية وهذا الإنجاز العظيم ، وفي حقيقة الأمر يا دولة الرئيس ليس لمجلس النوائب أي علاقة في التعديلات الدستورية بل هي إملائات الشعب الأردني الحر الكريم وذلك بظغط الشارع الأردني الذي صنع ثورة التعديلات .
تحدث دولة الرئيس أن زيادة السلع لن تمس المواطن العادي ، بل ستمس الكماليات فقط ، وهذا الشعب قد تعاطى هذه السياسات من قبل الحكومات المتعاقبة فكان الكلام شيئ والوقع شئ أخر بمعنى أن رفع السلع الغذائية سيشمل الفقير رغماً عنه ، وليست هذه الأفكار التي تنهجونها هي ترجمة لخطاب الملك عندما قال سيلمس المواطن العادي التحسن عام (2012م) .
فلا يوجد عند هذا الشعب كماليات فهذا المواطن البائس الفقير يصحوا صباحاً إلى عمله ويعود مساءً من عمله ورغم هذا يكون في بداية الشهر مفلس ليبدأ في عملية الجوع أو الدين ليمضي باقي الشهر ، أما (الويك اند) للمواطن الأردني فيمضه في التفكر والتآمل بواقعه المرير وكيف سيسد ديونه المتراكمة .
لم تكن هبة نيسان من فراغ عام 1989م بل جائت نتاج ظروف اقتصادية صعبة ، وزاد الطين بلة رئيس الوزراء السابق زيد الرفاعي مما خلق حالة من التمرد على الواقع المرير فلا تجعل الربيع الأخضر ربيع أحمر يا دولة الرئيس .
في ظل المعطيات السياسية الدولية الإقليمة المحيطة حولنا ، وما تشهده الجارة الشقيقة سوريا من قتل وسفك دماء وانتهاك الأعراض الذي يولد لدى المواطن الأردني اعباء إضافية بحكم العلاقات الديمغرافية بين الشعبين .
فلا تعملون على خلط الحابل بالنابل وتعويم الأمور واشعال الشرارة ، فلقد كان بيتكم مسرحاً سياسيا لأبطال و فحول الرعيل الأول من رفاق والدك ، أمثال وصفي التل و هزاع المجالي وأحمد اللوزي وغيرهم من رجالات الأردن البارزين فلقد كُنتَ تُجالسهم وتسمع منهم وتتعلم الكثير فأثر ذلك في صياغة شخصيتك ، وأنت ابن هذا الوطن العزيز واذا شعرت بأن هنالك إملائات فلا تراهن على الشعب فماضيك معروف أباً عن جد .
فلم يبقى من العمر كثيراً ، وسوف نحاسب جميعاً أمام محكمة العدل العليا الغير قابلة للأسئناف ، راجياً من الله أن تكون رسالتي قد وصلت .


Abosaif_@yahoo.com