أرض بلا وطن ووطن بلا أرض .. ! بمناسبة ذكرى اقتراب يوم النكبة


حينما يدور الحديث عن المفاوضات والتي طالما افتقدناها , حيث ينبع بالبداهة الافتراض بأنها ستنقل الوضع الراهن إلى وضع جديد مختلف نوعيا عما هو قائم ألان , وأن عناصر من هذا الوضع الجديد سيكون متضمنة حقوق شعبنا العربي الفلسطيني , وبما يمكن تحديد معالم الوضع حينها والاتجاه الذي تسير فيه عملية السلام .

والأمر ببساطة لا يختلف عن الانتقال من مكان إلى مكان أخر , والذي على سبيل المثال يريد أن يسافر من القدس إلى محافظة نابلس فعلا لا ينتقل إلى الخليل بل يتجه إلى الشمال ..!؟ , لكن المعروض حاليا في أخر مقولة ذكرت على لسان الطرف الإسرائيلي المفاوض , هو الانتقال إلى الخليل أو بئر السبع , وبعدها يمكن التفاوض حول , إذا كان مناسبا السفر إلى نابلس أو البقاء في الخليل أو الذهاب إلى قعر " جهنم " ...؟
نظرية ليست بجديدة يستخدمها الجانب الإسرائيلي ومفادها هو الانتقال من حالة الاحتلال المفروض إلى حالة الاحتلال المقبول بأقل الإضرار !! طبعا بغض النظر عن الصيغ التي يتمخض تحتها ذلك الهدف وهو نزعة حكومة " بن يا مين نتن يا هو " للاحتفاظ بكل الأرض المحتلة واقتسام استخدام الأراضي المحتلة مع الاحتفاظ بالسيطرة السياسية والعسكرية عليها .

ومع الحاجة إلى التأكيد على الرفض المطلق من الجانب الفلسطيني لأي مقترح باقتسام واستخدام الأراضي في الضفة الغربية وحدود قطاع غزة , حيث ينبغي التنبيه إلى الفارق الشاسع بين استخدام تلك الأراضي والسلطة الوطنية موجودة فعليا عليها , ومهما كانت المساحة المخصصة للشعب الفلسطيني والتي أتفق عليها خلال الجولات السابقة من المفاوضات فان ذلك لا يجوز أعتبارة , بحال من الأحوال , تقدما نحو الانسحاب الإسرائيلي الشامل من هذه الأراضي , بل تكريسا للسيطرة السياسية والعسكرية الإسرائيلية عليها .
وللأسف الشديد يبدو الاقتراح الإسرائيلي شديد السخرية باقتسام استخدام الأراضي في الضفة الغربية وحدود قطاع غزة غير واضح تماما لبعض الأوساط العربية والدولية , ويظن أن هذا البعض أن الاقتراح في حالة قبوله وتطبيقه , سيكون بمثابة انسحاب جزئي يمكن استكماله في المرحلة النهائية والأمر المثير للدهشة أن تجد البعض يرى في عرض تقسيم استخدام الأراضي الفلسطينية بادرة ايجابية مع أنها في حقيقة الأمر خطوة تراجعية مخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 242 وخروجا فظا على الأساس الذي تقوم علية عملية السلام .

ألان وبعض مضي ما يقارب ال20 عاما وبمثل هذه العروض كيف يمكن تصور أن الحكومة الإسرائيلية تفاوض حول مرحلة نهائية انتقالية ؟ وإذا كانت كذلك فهي في أنجاة تكريس الاحتلال في المرحلة النهائية بموافقة عالمية تحت أسم الحكم الذاتي لسلطة الشعب العربي الفلسطيني أو أي اسم يرضى المزاج العام ولكنة ينتهك بفظاظة الحقوق الوطنية الفلسطينية وينكر لها بل ويسدل عليها ستار النسيان .
في النهاية : إن عروضا كهذه ليست مقبولة للتفاوض من الجانب الفلسطيني حاليا ونسف الأساس الذي يفترض أن تقوم علية المفاوضات , ومن هنا لا ينبغي التعاطي معها , باسم تطويرها أو تحسينها , لان كل ذلك يصبح في مصلحة الطرف الإسرائيلي ولا يؤدي إلا إلى الإبقاء على السيطرة السياسية الإسرائيلية وكذلك العسكرية على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67 ولكن بموافقة عالمية ....!!؟
من هنا يقتضي الأمر التفاوض مع دعاة المؤتمر ومطالبة إسرائيل بالالتزام بمرجعية السلام وهي قرار 242 و338 ..انتهى .

سلامتكم ,,,
فلسطين الأصل أسدود
walaa.temraz1977@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات