هل العشق دولة سياسة!!!


حين تمضي الايام دون تغيّر الأحاديث والأخبار المسموعة بت أشتاق إلى ضحكة وابتسامة حيث بات الشارع سياسياً, وباتت الاحلام سياسية وباتت الحكومة تدخل شأن كل بيت, فسبحان من هو كل يوم في شأن..

ما الذي أوصل العقل والقلب إلى هذا الحال, هل نحن بحاجة الى حوار سياسي ام فوضى عارمة أم قصة عشق تنتهي بمقتل العشرات والشجار بين المئات , دعونا نبتعد قليلا عن الجو العام ونبحر في كلمات العشق وقصص العشاق التي باتت تندثر يوما بعد يوم.

قبل الحديث في نص الخاطرة أودّ الإشارة إلى أن هناك قضية عشق وضعت فيها مستشارا ومحللا وكل ما أجبت به بأني بت متناسياً لكل أحاديث الغزل ولا أملك إلا الحديث السياسي, رأيت أننا نظلم أنفسنا بحياة الحكومات التي لم نعد من كثرتها نميز رؤساءها فكيف نحفظ أسماء وزرائها.

قررت اليوم أن أعتزل السياسة واضع القارىء في لحظات جميلة كادت تنسيه لحظةً الهموم التي تحيط بنا من كل ناحية, وإن كانت الخاطرة مذكرة للقارىء الكريم بأيام طفولية ربما هو بأمس الحاجة إلى ذكراها لبراءتها, ربما هي ذكريات غريبة الأطوار, ربما هي سعادة, وربما حزن, ولكن هي نوع غريب من الحزن, هي ذكرى مهما تجاوزت بها السنين, هي ذكرى حب وليست حكومة راحلة وليست سياسة فاشلة حتى بعد ألف تعديلٍ وزاري, فذكرى هذا الحب لا تجرح المشاعر بقدر ما تجرحها السياسة الحكومية في كافة خططها وبرامجها دون أسف على المواطن.

كيف انتقل من مقدمة سياسية إلى حديث غرامي؟ هي فرصة في الاطلاع على الشعر الجاهلي الذي ينتقل من مقدمته الغزلية إلى النقد السياسي, ولكن الانتقال من مقدمة سياسية إلى حديث غرامي أمرٌ فيه من الصعوبة بعض الشيء, سأكتب في الغزل خاطرة وأملي ألا تلحقني السياسة حتى في هذه الزاوية من حياتي وحياة كل مواطن .....

''''''''''''''''''''''''''' لم أعد كما كنت ''''''''''''''''''''''''''''

لم أعد كما كنت ... ولن أعود أبداً كما كنت ... تلك كانت نظرات العشق من قلبي أتيتك بها حتى تنظري في أمري... أتيتك بها من بعيد, بعد قرارٍ صعب في الرحيل إلى عالمٍ غراميّ, أوافق فيه قلبي في الخطى نحوك, لا تتسرعي وبكل ترددٍ سيري نحوي وأجيبيني بقرارك, لأني لا أرغب هذه الكلمة بين العاشقين؛ فكلمة ' قرار ' صعبة في أحيانٍ كثيرة, كلمةٌ فيها الخروج من عالم النسيان إلى عالم حب مملوءٍ بأزهار الأقحوان, لديكِ قلبي وعيني كلاهما يجيبك عمّا في خاطري, سيري نحوي بأي طريقٍ في الحب تشائين, لكن حذارِ أن تسيري نحوي بطريقٍ سياسي فإني أبحث عن قصة عشق لكتابتها وقصيدة عشقٍ أنا مؤلفها, فدمعي يريد أن ينهمر, وقلبي يريد الخفقان, وعيني تريد السهر ونفسي ترغب الحرمان, فيكفي هنا الحلُ في وصلك, وفي دولتي الحلّ حلّ آلاف الحكومات, اريد طريق عشق نهايتها لذة اللقاء بعد الفراق, لا تدعيني أسير بطريق همجي, فالحب لدي قوانين وأنظمة؛ فكرته إنشاء محكمة العشق الدولية فيها إنصاف العاشقين وإعدام الخائنين, مسمى غريبٌ وهمجي ينتقده مئات القراء, ولكن كيف لو حقيقة كان هذا طريق الخائن, كالفاسد في الدولة يرمى في السجون حتى الموت, أناقض في حبك الأحكام تناسيت أن الفاسد في دولتي حكمه السفر كل يوم في دولة, والحكم على العاشق الخائن في دولة العشق الإعدام.

ليت هواك يبعدني عن عالمي, ويأتي لي بدولة عشق أقيم فيه ملكاً للعشق ووزيراً للعشق ونائباً للعشق واجبهم فيها إنصاف العاشقين في فقرهم وغناهم في ضيقهم وفرجهم, لا غلاء في حبهم إلا الروح, ولا موت فيها إلا للخائن الملعون, بعدها يرحل من مملكة العشق إلى مملكة السياسة فيحكم فيها بإخلاص بعد أن علم كيف الوفاء بالحب لروح يكون, فكيف به حين يكون عاشق لملايين البشر, في دولة السياسة أراد الإنصاف بلقمة العيش, في دولة السياسة أراد الإنصاف بوزارة العدل, في دولة السياسة أراد نائباً يقيم الوعد لأبناء الوطن.

حبيبتي عذراً فمن الصعب أن أعتزل في حبك السياسة, فأنت وحدك دولة وحكومة فكيف أسير إليك دون المرور بدولتي, فأول الطريق بالسير إليك سياسة حين أختم جواز سفري, والكتابة والحديث إليك سياسة, دعيني أمضي بطريق آخر فأنت آخر ما كان يجول بخاطري أن تكوني سياسة ولو بحدٍ قليل.

فأني اعود مرغماً للسياسة لأني أخطأت حين ظننت العشق ليس سياسة, والحقيقة أن العشق دولة سياسة, فيا عاشق اصنع دولة عشق يكون فيها الحاكم عاشق, وإلا كان القاضي ظالماً فإذن من ينصف ' عاشق في دولة سياسة '



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات