أنت مخابرات


تهمة جاهزة لدى البعض يطلقها على من يشاء وقت ما يشاء،والطامة الكبرى أنك تجدها أكثر استخداما بين النخب ولدى بعض من يعتقدون أنفسهم قادة حراك شعبيّ،وهم في الحقيقة صخرة في وجه الحراك،ووجودهم قطبا نافرا لنمو الحراك، هؤلاء ليسوا قضيتنا هنا لأننا نكنّ لهم بداخلنا حزنا على حالتهم المرضية المزمنة والقابلة للتفاقم.
هذا النهج استحضر من ذاكرتي سيلا من الأفلام المصرية الرائعة التي جسدت دور جهاز المخابرات المصرية في فترات مصيرية من تاريخ مصر الحديث ، واستحضر ذلك الولع في متابعتها وما تثيره من مشاعر فخر بنضالاتها التي كانت تجسد قصصا من ملفات ذلك الجهاز، تدفع بداخلنا رغبة ثورية في القيام بهذا الدور البطولي العظيم.
أجهزة المخابرات عادة لها دوران محوريان،أولهما: جمع كلّ ما يمكن من معلومات عن (العدو) الخارجي وقدراته وتحركاته وإمداد القيادة السياسية والعسكرية فيها، وربما القيام بأعمال ميدانية في مواجهة ذلك على الساحة الخارجية.
وثانيها: ويتلخص في الحفاظ على أمن البلد من الاختراقات الأمنية من قبل العدو ورصد من يتعاونون معه من صغار النفوس.
والآن وبعد أن تشوّه الواقع وغادرت المفاهيم نطاقاتها أصبح هذا الجهاز تهمة تستخدم لاختيال بعض الشخصيات الوطنية، لنجد أنفسنا أمام جريمة أُرتكبت ومع سبق الإصرار بحقّ هذا الجهاز،هذه الجريمة ساهم فيها كلّ من يملك القرار في الدولة الأردنية وبجميع أجهزتها وتحديدا كلّ من قاد هذا الجهاز ورسم أدواره وسياساته ومهامه التي أوصلته ليكون سيئ الصيت وأحيانا تهمة شبيهة (وللأسف) بالجاسوسية عند البعض، وكيف لا وقد انحرف عن دوره الوطنيّ ليكون شغله الشاغل المساهمة بإنجاح فلان بدلا من فلان،ابتداء من انتخابات طلبة الجامعات وصولا الى مجلس النواب، حتى انتخابات جمعيات مربي الأبقار لم تسلم من التدخل،فهل من مسوّغ وطنيّ لذلك؟
لتغيير هذه الصورة النمطية لا بدّ من الاعتراف بهذه الخطيئة العظيمة ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذا التحول الخطير،والعمل على إعادة دوره الوطنيّ الحقيقي،فالعدو الحقيقيّ مازال جاثما غربا، حينها سنكون من أوائل المتطوعين للتضحية والعمل مع هذا الجهاز، فهل أحد منّا لا يعيش بداخله رأفت الهجّان؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات