الرّدّاحون


بعد محاولات يائسة بائسة لجرّ الأردن إلى مستنقعات الدمار والاقتتال والتشريد، نشطت كوكبة من الرّدّاحين بحقّ الأردنيين كافة؛ شعبا ونظام حكم، حتى الأموات لم يسلموا من بذاءاتهم، حتى التقاليد والموروث الشعبي لم يسلم من افتراءاتهم، وحتى (ربع الكفاف الحمر والعقل ميالة) كانت محل تندرهم واستهزائهم؛ تلكم هم الرّدّاحون................... فمن هم؟
المدعو شاكر النابلسي توهّم حسب أمنياته أن يكون الأردن باكورة زهور الربيع العربي نتيجة عوامل كثير وفقا لقوله، ولكنه يستطرد فيقول : يبدو أن الطقس العربي وأسباب أخرى حالت دون ذلك. والقصد هنا طبعا تدمير كل حرف في كلمة الأردن، وإحراق هذا البلد بنظام الحكم فيه وشعبه معا. فالكاتب يصف( أصحاب الكفاف الحمر والعقل مياله) بالتخلف والجهل والتكسّب. إن هذا الاستهزاء درب سلكه ويسلكه هذا التّيار في كل مقال يتناولون به الأردن؛ فالخازن من قبل سخر من أسماء جداتنا وأمهاتنا، ومن ثم وصف الأردنيات بأنهن في المطبخ أو غرف النوم. ورددت عليه في حينها أن الحرائر الأردنيات يعملن طبيبات ومهندسات ومعلمات وفي كافة المهن الشريفة. ويعدن إلى غرف نومهن وأزواجهن عفيفات طاهرات شريفات. ليت شعري، فأين تنام النساء إذن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لكم بيوتكم ولنا بيوتنا ونحن ببيوتنا راضون.
كما يتوافق هذا النّغم النّشاز مع ما قاله أحدهم من هؤلاء النكرات الذي هاجم العشائر الأردنية وبأن الأردنيين سكان قبليون، وليته بقى عند هذا الخرف، بل قال منتقدا بأن الأردن للأردنيين. فلمن يكون الأردن يا هذا؟ ألك ولأمثالك ولمن شايعك وشايعهم. أليست الدول لأصحابها يا هذا؟ أليست الأوطان لمواطنيها؟ أيحق لنا أن يكون الصومال لنا مثلا؟ أين التهمة في هذا وأين الخلل؟
وفي مقالة للبيب قمحاوي عنونها بـ( الشعب الأردني والنظام ليسا في قارب واحد) مجموعة من المغالطات بدءا من العنوان الذي يتنافى تماما مع ما هو على أرض الواقع؛ لقد بذل السماسرة والمرتشون ممن أوصلوا البلد إلى مديونية وفساد كبير إلى إغراق هذا القارب ولكنهم لم ولن يفلحوا؛ فالعلاقة الطاهرة بين الشعب والنظام الهاشمي على درجة من المتانة التي لا يفسدها الفاسدون ولا يفت في عضدها المغامرون والمتصيدون في المياه الآسنة. وإن لم تصدق هذا فعليك بمتابعة الحفاوة التي يستقبل بها جلالة الملك في البوادي والأرياف والمخيمات.
ويقول اللبيب أيضا ( بأن تراثنا يؤكد أن في الحركة بركة) وأردّ عليه: نعم، إن كانت الحركة تنشد الخير، ولكن إذا كانت محراكا ومحراثا للشر فنحن بغنى عنها وعن المرجفين لها بمقالاتهم المسمومة، وحراكاتهم المشبوهة، والتي هدفها جرّ البلد إلى خراب ودمار وتشريد ليس في وارد تفكيرنا كأردنيين حتى لو كان في واردكم وأضغاث أوهامكم وأمانيكم. ثم يصف اللبيب زورا وبهتانا بوجود علاقة مصالح قومية بين الكيان الصهيوني وخنازير البشرية من جهة والنظام الأردني من جهة أخرى واصفا ذلك ( بالمحفل الشيطاني) وهو ذاته الذي وصفه شاكر النابلسي بقوله( الفكر الشيطاني) في حين أننا نسمع ليل نهار من قادة الصهاينة ابتداء من ليبرمان وليس انتهاء بالنتن ياهو بضرورة اختلاق القلاقل وعدم الاستقرار في الأردن، إضافة إلى دعاوى أحلامهم في الوطن البديل، ومثل هذه الرؤى تتسق تماما مع ما يطمح إليه تيار الوطن البديل، ومع ما يحلم به الواهمون في يقظتهم.
وعودة إلى ما قاله النابلسي في أن الأردنيين( شربوا المرّ تسعين عاما من حكم الهاشميين) وربطه بما قاله اللبيب( عمل النظام على مدى ستة عقود على خلق وهم يربط بين الهاشميين والاستقرار..) فأقول لهما: كم من دول جرى دماء أبنائها أنهارا؟ وكم من دولة تحطمت وتفتت؟ وكم من دولة نخرتها الطائفية؟ وكم من دولة تهاوت بعد عزّ وتاريخ؟؟ وما زال الأردن بشعبه ربع الكفاف الحمر والعقل ميالة يبني بلده في كافة مناحي الحياة؛ تعليما وصحة وكفاءات يشهد لها اللبيب وغير اللبيب شاء أم أبى. وما زال ربع الكفاف الحمر ميالي العقل إلى يوم الدين.
ومع كلّ هذا، لا يعني ذلك غض البصر عن مراتع الفساد التي سيقوض أركانها الأردنيون لا غيرهم. وستلاحق مراكز قوى الفساد بأسلحتنا نحن لا بأسلحة غيرنا، وبطريقتنا نحن لا بطرق تفرض علينا من الموتورين والمفلسين الذين لن يجدوا تفريغا لأمانيهم غير جدر صلبة راسخة البنيان.
لقد هتكتم ستر بواطنكم.............. هداكم الله وأصلح دربكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات