وكالة الغوث هي لإغاثة الفلسطينيين وليس لتسمين نفر منهم


لا خير في إن لم أقلها ، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها ، فإضراب موظفي وكالة الغوث والتي أسمها يحدد مهامها ( وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ) ، يجعل كل فلسطيني وعربي يتساءل ويطرح الكثير من الأسئلة المشروعة عن ماهية هذه الإضرابات المتكررة التي تقوم بها قطاعات موظفي الوكالة وأهدافها والغاية والقصد منها ، ولم تكون دائما في هذا الوقت تحديدا والصيف وأمراضه على الأبواب وتكون به المخيمات بحاجة لتضافر الجهود من طائفة ريادية منهم للانتصار على القذارة والأمراض ، والطلاب على مقاعد الدراسة ويكونون بأمس الحاجة لنهل العلم من اللذين من المفترض أنهم طبقة واعية مثقفة متعلمة وطنية تنطلق من المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني الباحث عن كافة حقوقه المشروعة .

فطوال فترات الإضراب وعلى مدى سنوات الصراع مع العدو الإسرائيلي ومع تقزيمات وكالة الغوث الدولية لمهامها ومساعداتها للشعب الفلسطيني سواء المُهجّر الرازح تحت الاحتلال أو المُهجّر الساكن في مخيمات في البلاد العربية ، لم يقم موظفو الوكالة بأي عمل إضرابي يذكر لتحسين مستوى الخدمات الصحية ، أو لرفض الاقتطاعات الإعاشية منها ولتي وجهت لنفر من اللاجئين بعضهم ينالها بالواسطة والمحسوبية وآخرين بعد ( نشفان الريق ) كما يقول المثل الفلسطيني ، أو حتى للضغط على وكالة الغوث لتوفير كتب للطلاب بدل المنتهية الصلاحية أو الممزقة الفاقدة للمعلومات الوافية والتي تم تداورها لأكثر من خمس سنوات .

فاشتراك موظفي وكالة الغوث الدولية سواء بقصد أو بلا قصد وهو المرجح بمؤامرة تقزيم اسم الوكالة قبل تقزيم خدماتها واضح وجلي من خلال التركيز بالمطالب على قضايا تحسين الراتب الذي يبلغ ضعف راتب الموظف الحكومي في البلاد العربية الراعية للفلسطينيين ، وعلى قضايا التوفير قبل انتهاء الخدمة والتي تبلغ للنفر منهم عشرات الآلاف بعد المائة من الدولارات ، والتي نقلت الموظفين حال انتهاء خدماتهم من طبقة المظلومين الفلسطينيين الباحثين عن حق ودولة ، إلى طبقة الذوات المتكرشة السعيدة بمأساة شعبها واستمرار فصول قضيتهم وحظيرة رؤوس الأموال المتلهية الباحثة عن مشاريع وأرباح في بلاد الغربة والشتات .

فوكالة الغوث الدولية التي هي لإغاثة الفلسطينيين ولتشغيلهم ، يحتم ولا يحق لأي من هاتين المهمتين والفئتين المستهدفتين من تشكيلها بعد النكبة ، التأثير أو خلق الظروف لإعطاء الذريعة للوكالة لإلغاء أحداها على حساب الأخرى ، وهو ما حصل فعلا نتيجة لسياسة الموظفين والمستخدمين فيها ، حيث أصبحت الوكالة كإدارة عامة لشركة خاصة عنوانها شؤون الموظفين فقط ، تفتقد أو تهمش فيها كل الأقسام الرئيسية الأخرى كالصحية والإغاثة والإعاشية والتعليمية والتعبوية بإمضاء موظفي الوكالة أنفسهم الباحثين عن الدولار والذهب والمتعة على حساب معاناة أبناء الشعب الفلسطيني المقهور والمغلوب على أمره ، الذي من المفروض أنهم منه وإليه ، فمطالبهم تحتها خط أحمر وبعين المتابعين والمراقبين والمهتمين وعموم أبناء المخيمات ، حتى وإن ذيلت المطالب المادية البحتة للمضربين وهي الهدف الأول من الإضرابات بإدراج نقاط تتعلق بالشؤون الصحية والتعليمية والإغاثة والإعاشية وغير ذلك للضحك على ذقون أبناء المخيمات المتأثرين سلبا من مثل هذه الإضرابات ذات الطابع الشخصي لفئة .

فأن يتم تحسين راتب موظفي الوكالة يعتبر أمرا حيويا ومقبولا ومطلوبا ليس من موظفي الوكالة أنفسهم بل من كل قطاعات الشعب الفلسطيني التي تقف إلى جانبهم دائما ، ولكن ليس على حساب إلغاء الخدمات الأخرى لعموم اللاجئين الفلسطينيين والذي يشكل استنباطا الهدف الفاحش والفعل الحرام المرفوض والمنبوذ والمستهجن للمضربين ، وهو النتيجة والفعل الذي يجب أن يواجه بقوة من كل المخيمات الفلسطينية وقواه المدنية والسياسية ، حتى لو كان أمامها الوقوف بعنف أمام طبقة تقول دائما أنها المقدمة الوطنية لسكان المخيمات والمدافعة عن حقوقهم المسلوبة والمفقودة ، فالمخيمات من حقها الحصول على أرقى الخدمات من وكالة الغوث دون انقطاع أو خلخلة ، وليس لنقلها قبل الإقفال إلى مسمى مكتب رعاية الموظفين الفلسطينيين والعالميين والنظر الدائم بزيادة رواتبهم وتكثير وتكبير أرباح توفيراتهم المكدسة في البنوك العالمية .

نعم من حق كل فلسطيني أن يتساءل عن سر هذه الإضرابات التي يقوم بها الموظفين في وكالة الغوث لتحسين أوضاعهم المعيشية كلما لاحت الفرصة وليس كلما حان وقتها ، ولم لا يقومون بأي عمل مشابه تجاه أي خطوة تقوم بها الوكالة لتقزيم أو إلغاء خدماتها للاجئين الفلسطينيين طوال سنوات النكبة ، بل سجل عليهم وقفوهم الدائم ضد الطالب والأسرة حال مطالبتهم بالخدمات التعليمية وحقوقها الأساسية من الانتقال بين المدارس وحق الطالب بالكتاب الجيد والمقعد المريح والمعلم الممتاز القدير والإدارة الناجحة والوسائل التعليمية وحتى الطابور الصباحي والذي من المفروض أن يغذي التنشئة والحاجة الوطنية له ، ناهيك عن الخدمات الصحية حيث التقصير الدائم بحقوق الفلسطينيين الصحية والمعاملة السيئة من قبل العاملين إلا ما رحم ربي للمرضى والمراجعين حيث ما أن يدخل المريض أو المراجع وخاصة النساء لعيادات الوكالة وحتى تخرج وهي تلاقي المعاملة السيئة التي يندى لذكرها الجبين من الموظفين المفروض أنهم يقاومون أفعال إسرائيل وبطشها بأبناء المخيمات ولا يقلدونها قولا وعملا وفكرا كسنة صهيونية متبعة ، وكأنّها وأطفالها وأسرتها من رعايا أرض لاحقوقستان أو من لمم بلاد الواق واق .

ومع ذلك ومع كل الجراح والهوة بين ضحايا القضية الواحدة ، فقد تكون البداية من هنا ، ولتكن مطالب الموظفين تخص قبل حقوقهم حقوق وحاجات أبناء المخيمات ، وليست وكما هي الحال وجرت مطالب وأهداف شخصية تخص الباحثين عن الذهب والدولار وعن مشروع تجاري كبير بعد انتهاء الخدمة ، فسكان المخيمات عنوان النكبة وفصولها يستحقون وقفة واحتراما وتضحية من كل العاملين بالوكالة قبل وقوفهم مع أنفسهم ، لتذكرهم دائما بفلسطين الإباء والشموخ والحقوق ، لا أفعالا وإضرابات وتصرفات ونكران غير وذات تذكرهم بالبطش والترهيب والإرهاب الصهيوني ، والأكثر تذكرهم بمؤامرات طبقة سماسرة الأرض التي قادها أبناء أسر وذوات من عرب وفلسطينيين ساهمت بتقسيم وضياع فلسطين .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات