القرآن المنظور والقرآن المسطور


يدرك كلنا أن الله لم يغادر أمراً في كتابه يهم البشر والمخلوقات كافة إلّا وأورد إحاطةً به , وأكّد على ذلك سبحانه في قوله :"ما فرطنا في الكتاب من شيء".

فبالقرآن الكريم الإلمام والإحاطة بكل الأمور وتسطير ذلك بألفاظ القرآن الكريم التي أنزلها الله لفظاً ومعنىً على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية جمعاء.

ولكن أيضاً هناك من الآيات المنظورة والمنشورة في الكون الفسيح ما يجعلها قرآناً تدلُّ على عظمة الخالق لهذا الكون وهذه العوالم, تصل إلى لبِّ عقول الملحدين , وإلى فؤاد ووجدان وضمير كل من لم يقنعه الاتباع للألفاظ القرآنية فتغلب دماغه وتنتصر على عقليته ان كان لا يهتم بالاتباع ويلتفت فقط الى الفلسفة والاقناع ,تنتصر عليه وتجعله يؤمن بأن كل ما هو منظور أمامه في الكون ما هو الا آيات تدل على خالق هذا الكون المنظور وتتحدث هي عن نفسها ليقتنع بالنهاية بمصدرية القرآن المسطور.

فخلقك أنت كإنسان (والكلام أيضاً يعشقه ويلتفت اليه المؤمن والمسلم) خلقك آية وعبرة فكيف تكون ثم كيف تتكوَّن ثم كيف تخرج ثم كيف تقوى ثم نهاية دورة حياتك بالضعف من جديد ثم المفارقة ,ويستلم من بعدك الراية بترتيب رباني مذهل انسان آخر وتكون دورة حياته كما هي دورة حياتك لها بداية ولها نهاية وهذه آية.

ثم دورة حياة الماء ,وأسلوب العيش عند عوالم البحار وفي اعماق المحيطات وملايين المخلوقات فيها,ثم عوالم الطيور ,ثم الزواحف والهوام ومايعيش في أدغال وغابات لا يراها البشر, ثم عوالم الفضاء وكيف تدور في فلك فسيح وفق نظام محدد ودقيق لا يصطدم بعضها بالآخر وكلها لرفاهيتك وتنظيم حياتك ياانسان وانت مسخر فقط لله,ثم عالم الجن وماهيته التي لا يعرفها احد منا ولكن لنتوقف ونتخيل كم هي عظيمة ومتطورة وسابقة في العلوم والتطور حياة البشر حتى أننا لا نراها رأفة ورحمة بنا لقوله تعالى :"يرونكم من حيث لا ترونهم" وعالم الملائكة السيارة وغيرها من العوالم التي نراها أو نسمع عنها مما يحدو بالانسان زيادة تعميق صلته بالله واتصاله به ليكون من المتقربين كلما نظر الى آية كونية وشعر بعظم خالقها .فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم آمراً الصحابة حين سألوه عن كيفية الخالق وذاته ليصلوا الى تخيل عظمته قال لهم :"لا تفكروا في ذات الله ولكن تفكروا في خلقه" فهذا مدعاة للوصول الى عظمة الله وتعميق الايمان به جل جلاله من خلال الامعان في التفكير في الآيات الكونية العظيمة المنظورة أمامنا


yousef.momany@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات