بيان رقم 13 صادر عن مواطن اردني مقهور


انا أرى بأن الانتماء للوطن والوفاء للملك لا يكون بإرغام الناس على تنظيم مسيرات غير مبررة ولا ضرورة لها تغلق الشوارع وتربك السير وتكبد موازنات الوزارات والدوائر المزيد من النفقات في الوقت الذي تشكو فيه الدولة من ضيق ذات اليد وتلوّّح برفع الاسعار مما يعني انها تهيء البلاد الى انفجار لا محالة من وقوعه ..
وانا لا ارى ان المواطن الاردني المقهور الذي يرزح تحت نكد الديون وقسوة الظروف المعيشية مطالب بأن ينزل الى الشوارع ليعلن عن التفافه حول الملك او الاعلان عن الحب الصريح له .. ما هكذا تقاس الامور ولا هكذا يكون الحب للملك ..
نحن الاردنيين كافة ندافع عن النظام ونطالبه بالتصدي للفاسدين .. نعم كلنا مع الملك وهذا لايحتاج الى دليل .. واتساءل هنا لماذا تصر الاجهزة الامنية على تمرير رسائل للملك بان الشعب الاردني راض كل الرضى عما هو عليه من ظروف صعبة وضنك عيش وانتشار للبطالة والفقر وتسعى الى رسم لوحة للشعب الاردني ساطعة البياض وكأنه يرقص فرحا ويهلل جذلا رغم ارتفاع الاسعار وتغلغل الفاسدين في كل مفاصل الدولة .. ام ان ذلك ترويض وتخدير للاردنيين لكي يستسلموا لقضاء الحكومات وقدرها في رفع الاسعار بين عشية وضحاها وبما يضمن حسن السيرة والسلوك للحكومة .. أقول ان هذه التصرفات لا تليق بالاردنيين ولا يجوز ان نحوّل الشعب الاردني الى كائنات يتم تحريكها بالريموت ..
قبل خمسين عاما كانت المسيرات المؤيدة للنظام والمهرجانات الداعمة له من الاساليب المطلوبة والمفيدة في ظل وجود تحديات سياسية خارجية اما اليوم فالتحديات بمجملها اقتصادية ناتجة عن تخبط وسياسات حكومات جاهلة تركت اثارها السيئة على كل مناحي حياة المواطن ..
آن الاوان ليعلم الجميع ان الاردنيين ليسوا عباءة يرتديها النظام للزينة ولا لحافا يتدفأ به النظام كلما شعر بالبرودة وليس فرشة ينام عليها ولا مخدة يتوسدها عند الحاجة .. الاردني هو صاحب الولاية وصاحب الحق وفارس المهرة والسيف البتار.

..الاردني الذي جوعه الفاسدون والاردني الذي يدفع ثمن الهواء الذي يتنفسه والاردني الذي يبحث عن مستقبل ابنائه بين الركام وفي الغرف المظلمة التي يسيطر عليها المقامرون لن يظل العوبة ولا ارجوحة ولا فراشة في مهب الريح .. الاردني يحب الملك والاردني يعشق الكرامة والاردني لن يترك الجبناء يذبحونه وهم يذرفون دموع المكر عليه ..
الاردني صبور كجمل في صحراء .. ولكن لصبره حدود ولهيجانة لحظة ان اتت فلن تنفع معها التعاويذ والخطابات المملة ..
الاردني يدرك ان الاجهزة الامنية نجحت في الالتفاف على حراكاته الشعبية وتمكنت من لجم عقاله ولكنها لن تنجح في جعل الاردني يسبّح للفاسدين ويركع للعصاة السارقين المارقين ولن يصلي لهم حتى ولو حفروا له الاخدود ووضعوه في النار ذات الوقود .. فالحراكات الشعبية المطالبة بالاصلاح الحقيقي يجب دعمها حتى من الاجهزة الامنية وهذا لا يضيرها بل هو امانة في اعناق القائمين عليها لانها السبيل الوحيد لبقاء النظام وديمومته ..والطريق الانبل لتظل هذه الاجهزة كما نريدها اردنية بامتياز ولقطع الطريق على كل صاحب اجندة يظن الاردن مزرعة له والاردنيين عمالا وحراسا فيها ..
التاريخ لن يرحم احدا .. وسيأتي يوم يحمل كل انسان منا كتابه بيمينه
اتوجه الى القائمين على جهاز المخابرات الاردنية واقول لهم اتقوا الله في الاردن وكونوا مع الشعب الذي يحبكم ويقف الى جانبكم وانتم ابناؤنا واخواننا الساهرون على امننا .. فلا تعيدوا عقارب الجهاز الى الوراء .. اتركوا الشعب يعبر عما يجول في خاطره بكل حرية ما دامت الاساليب سلمية والاهداف وطنية .. شجعوه ليقف الى جانبكم في مكافحة الفاسدين بعد ان فقد ثقته بمجلس نوابه وبمجلس حكمائه واكتشف ان الوطن بالنسبة لمن تدافعون عنهم مجرد بقرة يحلبونها وأن وسكاكينهم جاهزة للانقضاض عليه .. اما انتم فانا على يقين من انكم تدافعون عن الوطن وعن الملك وعن الاردن دفاعا الشرفاء ولكن اساليبكم لم تعد مجدية بل هي من مخلفات القرن التاسع عشر .
ان ما يميز الاردني عن غير الاردني هو حبه وانتماؤه ودفاعه عن وطنه ليس حبا في مال ولا طمعا في جاه ولكنه حب الولد لابيه وحب الاهل لبيتهم والرغبة في المحافظة على سمعة الاسرة وكرامتها ..
انني عبر هذا المنبر اطالب بوقف كل اشكال المسيرات غبر المبررة والاحتكام الى لغة العقل والعمل على توجيه دفة السفينة نحو الامان بعد ان نطمئن الى حرفية الربان و كفاءة القبطان بعيدا عن لغة العواطف والاحاسيس .. فالثقب الصغير في السفينة اذا ما ترك واهمل سيكون السبب في غرقها .. ومن منا لا يريد الخير للاردن والاطمئنان على مستقبله .. كلنا متفقون على ذلك ولكننا قد لا نتفق في الاساليب .
ان الاردن الذي يواجه المزيد من التحديات الاقتصادية ذات التأثير الكبير على حياته وعلى كيانه السياسي ليس بمنأى عن التطورات التي تشهدها دول الاقليم ومن يقل غير ذلك فهو مجامل لا بل ومنافق .. ان التغيير لا بد ان يحصل وحتى يكون هذا التغيير ايجابيا وسليما من العيوب الجانبية علينا جميعا ان نعيشه وننغمس ونشارك فيه قولا وعملا ..
واكرر ما قلته في بياناتي السابقة بان على الاجهزة الامنية والقوات المسلحة ان تأخذ زمام المبادرة وتكون صاحبة الريادة في اجتثاث الفساد وقطع دابر الفاسدين عبر خطط واضحة ومعلنة وبتعاون مع وسائل الاعلام كافة لنكون جميعا شركاء في تحقيق الاصلاح الشامل خاصة بعدما اكد الملك مرات كثيرة ان لا احد فوق القانون .. دعونا نستفيد من هذه الالتفاتة ونطيح بالفاسدين الذين تعرفونهم جيدا وكنتم في السابق لا تملكون الجرأة حتى للتلميح باسمائهم او القابهم ..
وانا على يقين من ان الشعب الاردني بأكمله سيحترم هذا التوجه ويكون معكم اذا ثبت لنا جديتكم والرغبة الحقيقية في تحمل هذه المسؤولية الوطنية .. واذّكر جميع اصحاب المواقع بان المناصب التي تتبؤونها زائلة والمنصب الحقيقي الذي يستمر هو ما بعد ترك الوظيفة فان قدم احدكم خيرا لوطنه فسيكون محط احترام الناس وان سكت على باطل او صمت جبنا او طمعا في المكاسب فسيظل محط احتقار الجميع الى ما بعد مماته ولكم من النماذج الموجودة والمعروفة خير شاهد

واشهد الله العلي العظيم ان ليس لي في كل ما اقول من غاية سوى حب الله الواحد الاحد وان ارى الاردن وطنا قويا منيعا يعيش فيه الاردني مصان الكرامة لا يستجدي احدا ولا يتسول على باب احد لان الخيرات الموجودة في ارضه تجعله يعيش حياة كريمة .. ومن يظن ان الاردن بلد محدود الموارد فهو شخص ساذج .. انها مؤامرة ملعونة ترسخت في الاذهان .. ليعيش الاردني على حافة الفقر . ويظل يلهث وراء قوته يوما بيوم ..
ما اقسى ان يحرم المرء من خيرات بلده وكم يشعر بالظلم وهو يرى الغرباء يتمتعون بها ..
اتمنى على كل الشرفاء ان يطرحوا على الدولة الاردنية لماذا هذا الاصرار على عدم استخراج النحاس من محمية ضانا والزجاج من معان ولماذا الاصرار على انشاء المفاعل النووي والذي سيكون دمار الاردن اقتصاديا وبيئيا بسببه رغم وجود البدائل رخيصة التكاليف والمأمونة بيئيا ولماذا يتم التخلص من أي خبير اردني يسعى الى وقف هذا المشروع ... وانهاء خدماته ,, ارجوكم اسألوا عن هذا الموضوع نقيب الجيولوجيين المهندس بهجت العدوان .. والخبير المهندس كمال جريسات والدكتور ايوب ابو دية والدكتور ماهر حجازين والدكتور باسل برقان .. كلهم يمتلكون الحقيقة كاملة ولكن الدكتور خالد طوقان مصّر على تنفيذ المشروع الذي سيضع الاردن فى مصاف الدول العظمى ليس على وجه الحقيقة بل في الاحلام .


m.katishat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات