ثورة الفكر السياسي الأردني


شهدت المساحة الجغرافية للوطن العربي في نهاية العام 2010م الثورات التي قمعت الأنظمة المستبدة الظالمة ، واصبح لدى العقل العربي النضج الكامل في تطوير فكره واهتمامه في قضايه القومية .
والملاحظ على الثورات الأخيرة التي لفت العالم العربي من مغربه إلى مشرقه بوشاح من الأمل والتفاؤل ؛ هو أن الشعوب لديها مخزون هائل لا متناهي من الطاقة بل من الحمم البركانية المكبوتة ما لو استثمر استثمارا جيدا وترك ينساب انسيابا سلسا عبر مساره الشرعي لأذاب كل أوصار التخلف والانحراف ، ولصهر كل أغلال الظلم والجور ، ولأنتج من التطور والرقي بساتين خضراء مثمرة ، ولأنبت من العزة والكرامة والعدل ما لا عين مفكر رأت ولا أذن مثقف سمعت ولا خطر على قلب سياسي
هذا هو الفكر الإسلامي الصحيح الذي بدأ رويداً رويدا يطرح نفسه بكل قوة على أرض الواقع ويحطم الأسطورة ا الغربية بأن هذا الشعب قد استسلم لقيادته وملذاته ولن يصحوا أبداً .... لقد تحرر هذا العقل العربي من قيوده نتيجة الظلم والإستبداد الذي مورِسَ عليه من خلال حُكامه في ظل سياسة الظلم والتجويع والإستخفاف المباشر بعقله والتهميش المستمر .
و المتأمّل لسير الأحداث في بعض البلاد، التي نجحت في إسقاط الأنظمة الاستبدادية، يرى، بما لا يدع مجالا للشك، توق شعوب أمتنا إلى إعادة صياغة الأشياء و التصوّرات، ونقل واقع الأمّة من الموجود إلى المنشود، واللافت في هذا الأمر أن هذا التوق إلى المراجعة و التغيير إلى الأفضل تشترك فيهما كلّ فئات المجتمع، الشيب و الشباب، النساء والرجال، الأمّيون والمتعلّمون، العمّال في المصانع والفلاحون في المزارع و كذا أهل الرأي والفكر وهذا حسب رأيي المتواضع، أوّل ثمرة إنجاز ديمقراطي واقعي للمواطن بمفهومه الشامل في البلدان العربية المنتفضة.
في هذا الإطار، يتنزل هذا البحث المتواضع حول أحد أهم القضايا التي تمس حاضر أمّتنا و مستقبلها، ، ألا وهي مسألة تحديات الفكر الإسلامي في ظل الزلزال الفكري والسياسي الذي أنتجته ثورات الربيع العربي. فقد وجد ما يُعرف اصطلاحًا "بالتيار الإسلامي" نفسه في مواجهة واقع جديد، يبرز فيه خاصّة تحدّيان رئيسيّان: أوّلهما في المجال السياسي، إذ أظهرت أولى الانتخابات الحرّة أنّ نسبة كبيرة من الشعوب العربية و الإسلامية تائقة إلى تجربة النموذج السياسي الذي يستند إلى مرجعية فكرية إسلاميّة. أمّا التحدي الآخر، فيتّصل خاصّة بالمجال الفكري الأيديولوجي، فأي فكر إسلامي تريد شعوبنا بعد ثوراتها؟ كيف السبيل لتعايش مدراس فكرية إسلامية على اختلاف رؤاها النظرية والعملية؟ ثم، والأهمّ من هذا كله، أيّ توجّه فكريّ هو الأنسب لأمّتنا لاستشراف مستقبلها و النجاح في تحقيق غاياتها في إقالة عثراتها السابقة و إنجاز طموحاتها اللاحقة؟
بدأ الوعي السياسي الأردني ينحني منحنا جديد في فكره من خلال ما يتأثر به من منظومة الثورات العربية التي حققت النجاح في اسئصال اررامها الخبيثة التي جثت على قلبها ردحاً طويلاً من الزمن .
فلقد وصل هذا الفكر الى الشارع في احتجاجته ومسيراته وشعارته لينتفض على واقعه المرير في تعديل الدستور أو تغيره ، وفي وضعه المالي المتردي ، وقد ظهر للمشاهد بأن ثقافة الخوف بدأت بتلاشي والإندثار .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات