ذهب الخصاونة وجاء الطراونة


لقد أصبح المواطن يشعر بالمرارة وعدم المبالاة من كثرة تغيير الحكومات المتعاقبة واحدة تلو الأخرى، ولكن بالنتيجة الوضع الاقتصادي يزداد سوءا، والوضع السياسي، والإصلاح، يكاد يشعر المواطن أو المراقب بأنه يسير الى الخلف، إذا لم يكن يراوح مكانه، مما جعل بعض السياسي والمراقبين يعتقدون ويستشعرون انه يوجد نيه لدى صاحب القرار بالتراجع عن إجراء إصلاح. والحقيقة أنه هذا غير صحيح، والدليل كتاب أقالة أو استقالة حكومة الخصاونة من قبل سيدنا، والأسباب التي ذكرها وأهمها البطء الشديد للحكومة في تشريع قوانين الاصلاح، وعدم شعور المواطنين بخطوات الاصلاح، ولم يلمس المواطنين أي من هذه الاصلاحات. وباعتقادي ان كتاب اقالة حكومة الخصاونة يجب ان يكون هو الهادي والمنار لحكومة الطراونة، لأن سيدنا والشعب ينتظران معاً النتائج من قبل حكومة الطراونة. علماً أن آخر أربع حكومات لم تكن موفقة بإدارة شوؤن الدولة الأردنية، وارتكبت أخطاء شنيعة ولا تغتفر، وهي السبب بتحريك الشارع، وكان رصيدها الشعبي صفر، بل كانت تسحب من رصيد سيد البلاد الكبير لدى الشعب. لذلك نلاحظ أن بعض أفراد من الحراكات المطالبة بالاصلاح كانت احياناً تتخطى الحدود والخطوط نتيجة الكبت والقهر من تصرفات الحكومات المتعاقبة، وقد أصبح الشعب لا يثق بأي حكومة قادمة نتيجة التراكمات المأساوية للحكومات. لذلك دائما يكون سيدنا هو المنقذ، وهو من يفرمل الاخطاء، ويعيد السكة للمكان الصحيح والطبيعي. أما بالنسبة لدولة عون الخصاونة وفترة رئاسته للحكومة فقد أصاب وأخطأ، وهذه طبيعة أي مسؤول يعمل. ولكن الرجل تعرض ما لم يتعرض له رئيس حكومة سابق من تجريح، واستهداف لشخصة بشكل غير مسبوق، من الكتاب الذين يعملون بواسطة الريموت، ومن بعض المواقع الالكترونية التي ثبت أنها مأجورة، وتعمل بالريموت. ولولا أن الرجل يده نظيفة، وسيرته وطنية بامتياز لأخرجوه من وطنيته، وقالوا عنه عميل. وهم بهذه التصرفات يظنون أنهم يكسبون رضا القيادة العليا للوطن، وتناسوا أن سيدنا لا يمكن أن يقسى على أي مواطن من شعبه حتى ولو عمل السبعة وذمتها، وأن آل هاشم هم منبع لمكارم الأخلاق. ولربما دولة الخصاونة أجتهد وأخطأ ولو كان أي شخص آخر مكانه لتلك الفترة لربما وقع بنفس الخطأ، إذن لماذا نُحمل الرجل أشياء خارج العمل السياسي وهو بعيد عنها كل البعد؟ أما بالنسبة لحكومة الطراونة فأرجوا الله لها التوفيق، وجعل منظومة الاصلاح حقيقة واقعية لا شعار لإلهاء الرأي العام عن الإصلاح علماً أن الرئيس الطراونة يُحسب له أنه نظيف اليد، ويُحسب عليه أنه من الحرس القديم. ومع هذا فإنه كان شبه موفق باختيار بعض الوزراء، ومنهم من هم مشهود لهم بالكفاءة ونظافة اليد. ولكن السؤال المحير بأنه يوجد في حكومة الطراونة بعض الوزراء الذين لا يمكن تغيرهم في أكثر من حكومة متعاقبة، والسؤال الكبير هل لا توجد كفاءات في الاردن سواهم؟ ولطالما على امتداد خمس أو ست حكومات متعاقبة لم يتغيروا فإنني أسال سؤال ليس بالساذج ولا بالغبي: هل هؤلاء الوزراء متضمنين أو مستأجرين تلك الوزارات أم ماذا؟ أو هل يتم فرضهم على أي رئيس حكومة أثناء المشاورات وهم تحصيل حاصل وزراء؟ والسؤال الآخر ما هي انجازاتهم وماذا قدموا للوطن؟ وهل شعر المواطنون بأي عمل يعطيهم صفة الامتياز عن بقية ابناء الشعب وعن الوزراء ألآخرين لذلك يا دولة فايز الطراونة هؤلاء أصبحوا محل تساؤلات جميع أفراد الشعب. وبالمقابل يا دولة الرئيس لماذا تم استبعاد وزيرا يعتبر واحدا من اشرف وأنظف وأطهر من تسلموا أمانة المنصب، ولقد كان عبارة عن خلية نحل بالعمل، والنتائج بوزارته وغيرها، وكان الوجه النقي، ويُشرف أي حكومة يكون وزيراً فيها، الشيخ الدكتور محمد نوح القضاة. وهل كونه منع الخمر بمدينة الحسين للشباب هو السبب الرئيسي لاستبعاده؟ وعلى أيه حال هذا مأخذ كبير عليك يا دولة الرئيس، وعتب أغلب أفراد الشعب، لأن محمد القضاة كان يعمل، وكان يجمع ولا يٌفرق، وهو حالة فريدة من العطاء قل نظيرها، والأردن بأمس الحاجة لمثل هؤلاء المسؤولين. ومع هذا نتمنى لحكومة الطراونة أن لا تقع بأخطاء الحكومات التي سبقتها، وأن تفعل ما يجب فعله وعمله من إنجاز القوانين والتشريعات التي تدفع الاردن خطوات الى الامام وليس الى الوراء، وأن الشعب ينتظر ما تفعله حكومة الطراونة ومرة ثانية وعاشره نتمنى لها التوفيق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات