اعوذ بالله من قول "هو"


غالبا ما نردد أقوالا لا معنى لها.ربما قيلت في ظرف كانت به ذات معنى ثم انقضى الظرف و بقيت العبارة فارغة من محتواها . إذ ان الأقوال لها سياقاتها التي بها تفهم وتؤثر, فإذا خرجت منها أصبحت جثة هامدة, وعبئا ثقيلا يحسن التخفف منه. بل قد تصبح منتجتا لمعان سلبية مؤذية. ودعوني قبل الانتقال إلى موضوع العنوان اذكر لكم أمرا قد يساعد على شرح ما أقول. كثيرا ما احمل بيدي آلة لإصلاح حاجة في البيت ولطول حملها والعمل بها أتعود على الإمساك بها حتى إذا ما فرغت من إصلاح تلك الحاجة أعدت الأداة إلى مكانها. وقد انتبه بعد قليل فإذا بيدي مازالت مقبوضة كأنها تمسك شيئا. ثم افطن أني قد انتهيت من ذلك الأمر فأريح يدي من ذلك العناء . قد يكون هذا المثل تفسيرا نفسيا لتلك الأقوال التي لم تعد مناسبة وما زلنا نحتفظ بها. وأعود لعنوان الخاطرة لأقول. يردد الناس كثيرا قولهم" أعوذ بالله من قول أنا" بداع وبدون داع. بل قد يكون قولها غير مناسب أبدا. فليس كل قول "أنا" مذموما. بل قد يكون قمة المروءة والشجاعة والتهذيب بل التواضع. فهل يعاب على أبي بكر قاله " أنا يا رسول الله ردا على أسئلة كثيرة حول أعمال خير قام بها, كسؤاله صلى الله عليه وسلم عن من أصبح صائما ومن تصدق بصدقة ومن اتبع جنازة, وهو يردد أنا يا رسول اللهو أنا يا رسول الله و أنا يا رسول الله. وهل كان أحب إلى رسول الله (ص) من قول الزبير" أنا" ردا على قوله (ص) من يأتيني بخبر القوم, يعني بني قريظة .أو قوله ((من يأخذ هذا السيف بحقّه؟)) فقام أبو دُجانة فقال: أنا آخذه بحقّه،…الحديث.
ان الأنا المكروهة هي أنا التبجح كقول الحجاج( أنا ابن جلا و طلاع الثنايا= متى أضع العمامة تعرفوني.). وقول المتنبي ( أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي=وأسمعت كلماتي من به صمم) مع ما في قوله من صدق . كما ان أل(هو) ليست دائما إيثارا ونكران ذات. فقد تكون اتهاما باطلا, وقد تكون تنصلا من واجب وقد تكون سخرية. فمرحبا بأنا المروءات . وتبا لهو التنصل والسخرية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات