حكاية ثوره


على انقاض عهد شاه ايران قام الخميني باشعال ثورته في نهاية السبعينيات من القرن الفائت حين دخلت ايران معتركا جمع بين السياسه والدين في خطوه اعتبرها الكثيرون من معجبيها تحولا من علمانية الحكم الى مأسسة ولاية الفقيه في أذرع السلطه الحاكمه .

ياتي سياق الموضوع في وقت تحتفل فيه ايران بذكرى مرور ثلاثون عاما على ثورتها الشيعيه كما يحلو لي ان اسميها منذ انطلاقها من مهدها في فرنسا باتجاه المنطقه العربيه بعد الفراغ الكبير الذي اعقب خلع شاه ايران ( شرطي الخليج ) عن الحكم , هي ثوره بالف اشارة استفهام بدءا من ادعاء مطلقيها على انها ثوره اسلاميه بحته ومرورا باصرارهم على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي وانتهاءا بتقديمهم العراق على طبق من ذهب للقوات الغازيه .

ثلاثون عاما من الادعاء بحب المسلمين وعرب الاهواز في ايران ( من اهل السنه ) يعانون الويلات والقتل والتنكيل ليس لهم ذنب الا انهم سنه

ثلاثون عاما من الادعاء بحب الاسلام وطهران العاصمه الوحيده بالعالم تخلو من مسجد لاهل السنه

ثلاثون عاما من الدعوه لتوحيد الصف وما زالت ايران تشكل التهديد الاكبر لدول الخليج العربي المسلمه وتحتل الجزر الاماراتيه العربيه , واذا كان منطق السياسه يفترض ان الحركات الثوريه على مر العصور يقاس جدواها وقيمة اهميتها بآثارها ورسوخ افكارها بعقول الناس لاحقا لولادتها بكثير نلاحظ ان الثوره الايرانيه لا زالت ملفوفه بالكثير من الشكوك والتساؤلات رافقت مسيرتها وتركت الكثير من الاسئله المفتوحه بلا اجوبه , فحرب الخيج الاولى وسعي ايران الدائم للتمدد على حساب الدول العربيه شكلت نقطه هامه في تاريخ الثوره تستحق الدراسه والوقوف , والخطابات الثوريه ولغة الوعيد التي لطالما نعتت اميركا بالشيطان الاكبر نراها بالمقابل اختفت من مفردات الخطاب الايراني وحزب الله حين دخلت اميركا العراق بمباركه شيعيه وما زلنا نشتم تلك النكهه الفاشله في خطابات احمدي نجاد وهو يتوعد اسرائيل بالزوال وسوء الوعيد .
هي الامبراطوريه الفارسيه الجديده بكل ما تحمل الكلمه من معنى لغوي وسياسي وتنشط بين ظهرانينا مستغلة عهد التفرقه العظمى التي نعايشها وجاهليتنا الصغرى عندما عجزت الدول العربيه في ايجاد قياده سنيه تجمع شمل المسلمين فهي مصابه بالشلل الوجودي بين الامم جمعاء , ورغما من ذلك فحكاية تلك الثوره لم تؤتي اكلها كما يجب بعد مرور اكثر من ثلاثين عاما في حين ان الثوره الشيوعيه استطاعت الاستيلاء على نصف العالم وبسطت نفوذها في اروقة الحكم حين كان عمرها يناهز ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود الحثيثه لايران وتبنيها لمبدأ تصدير الثوره خارج حدودها واحتضانها للكثير من الخلايا النائمه في دول العالم في سبيل ذلك .

واذا كانت الثورات تسقط من الداخل والذين يتولون اسقاطها هم ابناؤها قبل الاعداء فسوف نرى تلك التوقعات باتت كحقيقه لا يمكن تجاهلها عندما يبدأ نجم الثوره بالافول ولو بعد حين كنهايه طبيعيه لاي ثوره تحمل ضدها بين احشاءها .

Majali78@hotmail.com



تعليقات القراء

عون العظمات
الاخ الكريم
ارجو التنوبة ان عرب الاهواز هم غالبيتهم شيعة واصبح البعض في الاونة الاخيرة بعتنق المذهب السني نكاية بحكام ايران وضد سياسة التفريس وشكرا لسعة صدركم
18-02-2009 10:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات