إن شاء الله ؟


هي معادلة نتعلمها منذ الصغر وتبدأ عندما نطلب من احد الاباء شيء ويقول كلمة إنشاء الله ولاينفذ وتصبح هذه الكلمة دليل على كذب قادم ، وتتمترس هذه الفكرة في عقلنا وتصبح جزء من الفهم العام لدى الفرد في المجتمع وبالتالي تنعكس على سلوكه ، ويمتد تأثيرها لتصبح اتجاه عام في المجتمع الذي في النهاية يطلق عليه أنه مجتمع كاذب !.
ويزداد استخدام كلمة إنشاء الله ليشمل بالاضافة للإتجاه العام السلوك العام لدى الدولة التي يعتبر هذا الفرد جزء منها ، وتكون علاقته قائمة على أساس مبدأ واضح من الكذب وإن تمت ممارسة بعض السلوكيات في لحظة ما للدلالة على شيء من المصداقية ، ولكن النهاية هي مشروع من الكذب تطلب وجود شيء من الصدق في البدايات وربما هذا هو حال العلاقة القائمة بين مؤسسات الدولة ورأس الدولة وبالتالي الشعب .
فهذه المؤسسات تمارس شيء من الصدق في بداية كل مشروع كبير جاء من مبادرة ملكية ومن ثم تستمر في الكذب على رأس الدولة من خلال تحويل المشروع لشيء يسمى فساد وتبقى رؤية أو إرادة أو مبادرة رأس الدولة قائمة على ورق مزخرف ومروس بأسم أطلق على هذه المبادرة ، وتتطلب هذه العملية تنفيذ إجزاء صادقة ملموسة تسمى قرطاسية دعائية مع كمية قليلة من الالقاب ومكان جغرافي .
وقد تكبر مثل هذه المشاريع وتنمو لدرجة يصعب السيطرة عليها لتجاوزها حدود القدرة البشرية على الإقتناع بأنها في الأصل مجرد كذبه كبيرة إحتاجت شيء من الصدق في البداية ، وتمتد لتصيب كل اجزاء الكيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الوطن وتكون الصفة النهائية التي تطلق عليه من قبل الأخرين .. أنهم كذبوا الكذبة .. ومن كبرها صدقوها .
ما سبق هو فلسفة ولف ودوران على حقيقة واحدة هي أن الكذب أصبح من سمات السياسة الأردنية وبالتالي كما قال أحدهم بعد أن غادر حلبة السياسة الاردنية أن العطار لايمكن أن يصلح ما أفسده الدهر .... ونقول أنشاء الله سيصلح العطار ما أفسده الدهر ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات