قرأت عن حملة طيبة ومباركة ودعوة بالمعروف والحكمة والموعظة الحسنة، دعوة بالترغيب المحبب الذي يجذب ولا ينفر، هي حملة لتشجيع طالبات الجامعة الأردنية لارتداء الحجاب الإسلامي تحت شعار (أنت ملكة) والذي تقوم به كلية الشريعة بالجامعة الأردنية مشكورة ومأجورة بإذن الله؛ لأن الحجاب هو عفة للمرأة المسلمة، وستر لها، ستر خارجي من المتوقع جدا أن يحمي سترا داخليا ويقطع الطريق على المتربصين وعلى الفارغين وشذاذ الآفاق الذين لا عمل لهم سوى تتبع عورات الناس والتحرش بهذه أو التعرض لتلك، نعم إننا بحاجة ماسة للعفة والطهارة بكل جوانب حياتنا المختلفة، فنحن نمر بمرحلة إنحطاط خلقي كبير في أكثر أمور الحياة، لهذا فإننا بحاجة ماسة لمثل هذه الدعوات الطيبة الحميدة التي أتمنى من الله أن تتوسع لتشمل كل الجامعات والكليات الأردنية ومن ثم تنطلق للمجتمع الخارجي.

لقد رأينا حجم العنف الجامعي والمجتمعي مؤخرا والذي كان جله بسبب الشجار على فتاة صديقه أو حبيبة عبر نظرات لم تعجب الطرف الآخر أو ترك طرف على حساب آخر، نعم الدعوة لارتداء الحجاب خطوة مهمة ورائعة ولكن من المهم بمكان أن يتبعها خطوات إيجابية أخرى مثل تنظيم حملات لنبذ العنف وتعليم طلاب وطالبات الجامعات وحتى المدارس أسس الحوار السليم ومبادئ التواصل مع الآخر، والتأكيد على أن هذه الميادين هي للتنافس العلمي والأخلاقي وليست حلبات للمصارعة أو لمغازلة الفتيات والتحرش بهن، يجب العمل وبشكل حثيث ومتواصل ومن جميع أطراف المجتمع المختلفة على تهيئة الظروف والأجواء الصحية لطلابنا وطالباتنا؛ لأننا وبفضل الله ومنته علينا نمتلك عقولا تسطيع أن تبدع وتخترع وتستكشف وتساعدنا على الرقي والتطور والتقدم.

لن أتحدث عن واقع جامعاتنا المحزن نوعا ما لأنني أكتب هنا عن مبادرة إيجابية وأسترك الحديث عن السلبيات على كثرتها راجيا من الله جل جلاله أن يرشد الجميع للعمل على محاربة كل أنواع الفساد والتسيب والواسطة والمحسوبية وتعاطي المخدرات والإنحلال الأخلاقي سواء في جامعاتنا أو في مجتمعنا كاملا؟، فكم يؤلمنا قراءة التصنيف العالمي للجامعات كل عام وهي تخلو قوائمه من جامعاتنا الأردنية، اللهم إجز خيرا كل من قام أو شارك أو كان سببا في هذه الحملة الطيبة المباركة، وأهمس في أذن كل أخواتي ... إرض ربك وعف نفسك وكوني ملكة... بأدبك وبعلمك وبإحترامك لمشاعر الآخرين وبحجابك الذي هو تاج رأس المسلمات وزينتهن.



Abomer_os@yahoo.com