نعم نعرف الصحيح يا دولة الرئيس ..


في أوّل ردة فعل لرئيس الوزراء المستقيل دولة عون الخصاونة على الهجمة الإعلامية الممنهجة من كتّاب ( الرد السريع ) وممّن يسمّون أنفسهم ( بالمحلّلين السياسييين ) رفض دولته الرد على جميع هؤلاء وردّ بردّ مقتضب ( لن أتعامل مع هذا القرف , فالمواطنون يعرفون الصحيح ) . نعم ما حدث من هجمة شرسة من هؤلاء يدعو إلى القرف والإشمئزاز .

فأين كنتم وأين كانت أقلامكم قبل الإستقالة بساعات ؟ كثير من تلك الأقلام وأصحابها كانوا يمتدحون رئيس الوزراء وشخصيته القوية , وما أن تأكّد نبأ الإستقالة , انحرفت تلك الأقلام وأصحابها ( وبقدرة قادر ) إلى الإتّجاه الآخر , إتّجاه الذم والقدح والتشكيك وأخذ البعض يفتّشون في الماضي حتى وجدوا ضالّتهم ( عون الخصاونة يتقن الفارسية , إذا هي مؤامرة بينه وبين إيران ) , ألهذا الحد وصل بكم الغباء واستغباء المواطنين , فعلى قاعدتكم هذه فإنّ كلّ من يتقن لغة أجنبية غير العربية فهو عميل , فما أكثر العملاء إذا في الأردن ( وهم أردنيون ) والّذين لا ينطقون العربية أبدا , إلاّ عند الضرورة القصوى . حتى الوزراء الذين كانوا قبل سويعات قليلة من الإستقالة يمتدحون هذا الرجل , لم يتحرّجوا وساروا مع الرّكب ! . دعونا ممّا كتبوا وقالوا لأنّ أفضل وصف جاء على لسان الرئيس المستقيل ( كله قرف ) .

نعم يا دولة الرئيس المواطنون يعرفون الصّحيح , يعرفون أنّ ( مجلس القبة ) والّذي أصبح مجلس العار – وهذا وصف الشارع لهم - قد وقف كحجر العثرة في وجهك ووجه المواطنين للمضيّ في الإصلاح , فبرّأوا كلّّّّ متّهم بقضية فساد مقابل صفقات من تحت الطاولة , وأغلقوا ملفاتهم حتى لا تطال تلك القضايا رؤوسا أكبر هم أصلا ربّما يكونون شركاء في ملفات كثيرة وأكبر ممّا نتخيّل. كما نعرف أنّ أولى أولوياتك كانت محاكمة أولئك الفاسدين واسترجاع ما نهبوه إلى خزينة الدولة , إلاّ أنّك اصطدمت بمؤسّسة للفساد تدار – كما يعتقدون بكل دهاء – وهم في الحقيقة من أغبى الأغبياء , لأنّ من يستغبي مواطنيه لا يملك من الدّهاء شيئا .

نعلم أنّ مشروع قانون الإنتخابات النيابية لم تكن راضيا عنه , لكنّك اصطدمت مع هذا المجلس والّذي فقد شرعيته من زمن بعيد وأصبح الشارع يطالب بحل هذا المجلس عندما سقطت ورقة التوت عنه .
نعلم بأنّك بدأت تستعيد جزءا من الولاية العامة للحكومة ممّا أزعج من كانوا يمتلكونها , فبدأوا يحيكون لك المؤامرة تلو المؤامرة من أجل استعادة ما يعتقدون أنّه حقّهم .

نعلم بأنّك لم تكن راضيا عن القانون الّذي يطبخ في ( مجلس القبة ) وهو( قانون من أين لك هذا ؟ ) والّذي سيبرّئ جميع المتهمين بقضايا الفساد الكبرى , وأنّك كنت تريد تحويل جميع الملفات للقضاء .
كما نعلم بأنّ بعض وزراء حكومتك كانوا ممّن تآمروا عليك علّهم يحتفظوا بمناصبهم , كي يبقوا تحت الأضواء – وأيّ أضواء تلك إن كانت معتمة إذا أخرجت يدك تحتها لم تكد تراها -
لم ألتق يوما بدولة الرئيس المستقيل عون الخصاونة , ومن الممكن أنّني لن ألتقيه , كما كنت من أوّل المنتقدين له عندما هاجم بطريقة دبلوماسية المواقع الإخبارية الإلكترونية , ولكن شعرت أنه من واجبي أن أكتب لأوضّح لكلّ من يراهن على جهل وعدم علم الموطنين فإنّ رهانه خاسر لا محالة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات