شكرا بيتر ميليت


نقلت وسائل الإعلام عن الناطق بإسم السفارة الامريكية في عمان (كارل ديكورث) مؤخرا قوله بأن سفارة بلاده قد أجرت إتصالات مع الحركة الإسلامية في الاردن.

من جانبها ، تنفي الحركة الإسلامية وجود إتصالات مع السفارة الأمريكية منذ العام 2003 حين قررت وقف لقاءاتها مع كريستوفر روس (للدقة التاريخية ، كان قرار المقاطعة قد أعلنه حمزه منصور امين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مطلع العام 2004 ، وكانت اللقاءات مستمرة بين الجانبين خلال العام 2003 والاعوام السابقة التي شهدت إنطلاق انتفاضة الأقصى).
وقد شهدت الأيام الاولى من الشهر الماضي ، مشاركة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الاردن ، الدكتور نبيل الكوفحي في الندوة التي عقدها معهد كارنيجي للدراسات ، وهي المشاركة التي قال رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد أنه قد علم بها عبر وسائل الإعلام ! بينما يؤكد الدكتور الكوفحي (في مقابلته مع شاكر الجوهري لموقع المسقبل العربي) أن الحزب يعلم حول الدعوة الى تلك الندوة قبل شهرين من انعقادها وكذلك الدائرة السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن عبر رئيسها الدكتور رحيل غرايبة الذي كان من المقرر أن يشارك بها وقد منعته ظروف خاصة من المشاركة. ويضيف الدكتور الكوفحي إلى الحقائق السابقة قوله " لم أتحدث بإسمي الشخصي وإنما بصفتي أمثل الحركة الإسلامية" .

ما الذي جاء به الدكتور الكوفحي من واشنطن ؟ قد تقدم إجاباته على أسئلة شاكر الجوهري في المقابلة المشار إليها بعض الإضاءات :
" أصبحت الإدارة الأمريكية مهتمة بخيارات الشعوب العربية ، لا بخيارات الأنظمة ، وتحولت حربها على الإرهاب إلى تنظيم القاعدة فقط". كلمات جميلة في مديح الولايات المتحدة لو أنها صدرت من شخصية سياسية غير إسلامية لوصفتها الحركة بالخيانة العظمى ، فالولايات المتحدة طبقا لكلمات الدكتور لم يعد لديها مشكلة مع بقية التنظيمات الإرهابية بإستثناء القاعدة ، ربما لأن تلك التنظيمات ستوجه إرهابها نحو الشعوب العربية للوصول الى مقاعد السلطة.

ويضيف الدكتور الكوفحي الذي نشكر له صراحته بأنه قد حاور الغرب طوال 15 عاما ويكشف عن قناعته بأن " الحوار مع الغرب ليس خيارا للحركة الإسلامية .... بل ضرورة " رغم أنه " ليس لدى الأمريكيين والغرب مبادئ بل مصالح" ، مما قد يعني بأن حوار الحركة الإسلامية سيتوجه نحو تقديم ضمانات بأن الحركة الإسلامية لن تتوانى عن تلبية تلك المصالح .
(2)
أواخر الشهر الماضي ، وبعد المشاركة الشخصية / الرسمية للدكتور الكوفحي في ندوة معهد كارنيجي في الولايات المتحدة ، وبعد شهرين من إستضافة السفير البريطاني في المقر العام لحزب جبهة العمل الإسلامي ، ولقاءات زكي بني ارشيد الشخصية/ الرسمية مع رئيس القسم السياسي في السفارة البريطانية في عمان ، نقلت وسائل الإعلام خبر الوليمة التي أقامها السفير البريطاني بيتر ميليت في منزله على شرف مجموعة من قيادات الحركة الاسلامية في الاردن ، وغايتها قد تكون إستخبارية محضة ، فطبقا لتصريح الناطق الرسمي باسم الجماعة جميل ابو بكر فهدف الزيارة " الإطلاع على الأوضاع السياسية في الساحة الاردنية وموقف الحركة الاسلامية منها" ، وهو الاسلوب الذي وظفته الحركة الاسلامية في الأيام التالية حيث أولمت لأعضاء الحراكات الشعبية .
وليمة بيتر ميليت ولقاءاته بقيادات الحركة الإسلامية جاءت بعد جولة قام بها السفير في المحافظات والجامعات الاردنية ، وقد شهدت تلك الجولة مقاطعة كبيرة من أعضاء الحراكات الشعبية الإصلاحية والطلابية ، مما إضطر عمادة شؤون الطلبة في كل من جامعتي اليرموك وآل البيت الى الطلب من الموظفين المشاركة في محاضرات السفير ميليت ولقاءاته بسبب مقاطعة الطلبة ، الذين قدموا موقفا وطنيا مشرفا يشكل قدوة للحركة الإسلامية تجنبت إتباعه .
لكن رغم ما قدمناه في الفقرات السابقة ، نشكر للسفير ميليت تصريحه أواخر العام الماضي حين قال " ان بلاده تؤيد مقولة الملك عبدالله الثاني بأن الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين وان ليس هناك وطن بديل ابدا" ، ونتمنى أن يكون قد أقنع الشيخ حمزة منصورورفاقه بهذه المقولة وأن نرى لديهم موقف واضح مشابه لموقف ميليت في هذا السياق. وقد عبر السفير عن فهم عميق لخصوصية المجتمع الاردني في مقاله الذي أصدره في اليوم الذي شهد الزيارة الاخوانية لبيته تحت عنوان (حان وقت الاحزاب في الاردن)، وكأنه يوضح موقفه من اللقاء والحركة الاسلامية وطموحاتها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات