ما هو مفهوم مناهضة الحكم في تفسير المفسرين أو في عرف العارفين ، فلعلنا الآن أصبحنا جاهلين في فهم هذه القوانين أو تلك التهم فأخشى أن أصبح بعد كتابة هذه السُطور أنني من المناهضين . ؟؟!!

منذ أكثر من عام تقريبا ونحن نمر في الأردن بمرحلة كادت أن تعصف بالأخضر واليابس لولا حِكمة وحِنكة القائد ومن خلفه الأردنيين ، وما كان ذلك ليكون لولا الطيف الواسع الذي نتمتع به من الحرية هنا في الوقت الذي كان يُقمع فيها الآخرون هناك ، وكنا نكتب ونؤكد على أننا بلد الحرية في ظل القيادة الهاشمية التي لا يختلف اثنان على الإجماع عليها ، لما وفرت لنا من مساحة واسعة وقدر عالي من الحرية والديمقراطية فسبقنا بها كل من هم حولنا وحتى مع إصرار الكثير على المزيد منها إلا أنها موجودة ننعم بها ونعيشها واقع ملموس ، ونسعى ونجتهد للحفاظ عليها .

فمن هو المناهض لنظام الحكم ؟؟؟

هل هو الصحفي الذي ينشر مادة صحفية منقولة على لسان شخص وهي لا تعبر عن رأيه ولا عن صحيفته ، ولم تكن بتلك الصورة التي يمكن أن ندعي معها أنها مناهضه لنظام الحكم ، الصحفي الذي نشر في صحيفته الكثير من المقالات ومنها لي أنا شخصيا وكنت اعبر فيها عن السواد الأعظم من الأردنيين المنتمين المخلصين للوطن ومليكه ، المفاخرين بأجهزتنا الأمنية التي ننعم بوجودها بالأمن والأمان وهي قرة عين القائد .

أم هل هو ذلك الذي يحاول تعكير صفو الحرية ، ويخالف رغبة جلالة الملك وكلامه في موضوع حُرية الصحافة ( وانه لايجوز حبس أو توقيف أي صحفي في قضايا النشر ) ، ثم يزج بالصحفيين في السجون مناهضا بذلك لكلام سيدنا ويعيد إلى الأذهان واقع الأحكام العرفية .

فنظام الحكم الأردني المتجذر في قلوب وعقول الأردنيين ، والمدافع الأول عن حرية وكرامة المواطنين ومن جعلنا ننعم بالحرية والأمن قبل الآخرين ، لن يناهضه نشر مادة صحفية أو يُساوم عليه بكل أقلام الدنيا .

من هنا نقول ونؤكد أن جمال المحتسب لم يقف على الدوار ويهتف بإسقاط النظام ، ولم يخرج على الفضائيات ويُنظر علينا ويهاجم ويقذف ويذم كما فعل من اعُتقل يوما أو يومان ثم خرج من السجن ليعاود الكرة ، وها هو يقف مدافعا عن جمال ، نحن هنا لا نكتب لندافع عن جمال بقدر ما ندافع عن كل جمال ممكن أن يقف يوما هذا الموقف ويُتهم بمناهضة نظام الحكم ، هذا النظام الذي لا يمكن أن يقبل بزج الصحفيين في السجون لتكميم أفواههم وتقيد حرياتهم وهو راعي الدستور والداعم الأول لمسيرة الإصلاح والقائل كرامة الأردنيين عندي خط احمر .

فلا بد أن يلتزم أصحاب القرار بما يقوله ويؤكده جلالة الملك من المحافظة على حُرية وحقوق الصحفيين وان يتم الإفراج عن الزميل المحتسب الذي لم يخرج عن العُرف ولم يقول ما قاله الآخرون .