يوميات وزير .. 1


رن هاتفه النقال, كان في جاهة خطبه لأبن أحد الاصدقاء, لم يكن يصدّق ما سمعه , طلب التكرار بعدما انزوى في أحدى زوايا المضافه, ظن ان الذي على الطرف الآخر الكميرا الخفيه, ما ان اغلق الهاتف حتى تعرّض لاسئله كثيره من الاصحاب والاقارب حاول التماسك وعدم الاجابه وخرج مسرعاً الى خارج المضافه, فتح خط الاتصال بزوجته وهو يعيش لحظات خوفٍ تختلط بالفرح الممزوج بعدم اليقين, انهى واجبه الاجتماعي وانصرف..

أخرج بذلته المُعده للمناسبات الراقيه من وكرها وانتقت له زوجته ربطة عنق فاخره كانت هديه احضرها صهره من فرنسا, حلق ذقنه ثلاثة اوجه , وارتدى بذلته وحذاءه الانيق, وهم بالخروج , استوقفته زوجة صاحب المعالي المُرتقب وطلبت منه قراءة المعوذات الثلاث, امتطى صهوة المرسيدس المركونه في الكراج منذ اسابيع فقد اعتاد استخدام الكيا وقرأ المعوذات وصية زوجته وانطلق باتجاه المكان المتفق عليه للّقاء بدولة الرئيس المكلف, ما ان وصل تم استئذانه بالنزول لركن السياره من قبل رجال اُعدوا لهذه الغايه واصطحبه ثله من رجال التشريفات الى المقصوره المُعده للقاءه بدولة الرئيس..

هناك دار حديث ليس له صله بالحكومه وخططها, بل اقتصر على عبارات الترحيب واستذكار ايام الطفولة والدراسه وشطحات الشباب المنتهي الصلاحيه بعدما غزى الشيب اطراف الرأس المتعب, ودعه بمثل ما استقبله طالباً منه حفظ اليمين جيداً حتى يقرأه في حضرة رأس الدوله دون تأتأة او خوف, رافع الرأس , تعلو وجهه ابتسامه عريضه وعن كيفية السلام على رأس الدولة ايضا..

اُحضرت له سيارته الى باب المقصوره, وقيل له هذا هو اليوم الآخير الذي تقود به سيارتك بنفسك, في الغد ستصرف لك ولأهل بيتك سيارات فاخره وحديثه وسائق برتبة وكيل, تجلس انت في الكرسي الخلفي بصحبة عدة ملفات ستوكل اليك, ركب سيارته وفي رأسه افكار عده عن اي وزارة سيكلف بها التربيه اجاب لا كلها وجع راس وامتحانات, ونتائج مخطوءه ومسؤوليه أدبيه.. الصحه ايضاً لا انفلونزا خنازير وطيور وقرود, قردنه بقردنه ومرض غامض.. لا لا, الاوقاف لكن استوقفته فكرة انه خريج تجاره ولا يفقه في علوم الفقه شيئاً لكن استعاد خبر نُشر حول زيارة مفتي اكبر دوله اسلاميه للقدس الشريف وانه يحمل اجازة البكالوريوس في التجاره, لم لا,, لكن توصل الى نتيجه الى القبول بوزارة البيئه, ليس فيها مسؤوليات كبيره ولا موظفين مطالبين بتحسين اوضاع واضرابات واعتصامات وما ان عاد الى رشده فاذا به قد وصل الى ام الحيران يبعد عشرات الكيلومترات عن دابوق حيث يسكن.. استدرك ان احلام اليقظه قد اخذت به بعيداً عن الواقع, عاد الى بيته فرحاً مسروراً قبل زوجته وابناءه والخادمه حيث لم يعي على من يسلّم..

في صبيحة اليوم التالي اصطفت امام البيت سيارة نقل كبيره دق على جرس الباب رجلٌ طويل القامه مفتول العضلات هلى هذا بيت معالي السيد فلان اجابوا بنعم, نزل من على المركبه عدة رجال انزلوا كُشكاً بجانب المدخل الرئيس, وقالوا بعد ساعه على ابعد تقدير سيحضر جندي من الدرك لحراسة البيت, وسيتناوب على ذلك اكثر من ثلاثة لتغطية الاربع وعشرون ساعه يومياً,وهم في القول حضرت سيارة مرسيدس سوداء برقم صغير طرفه احمر, ترجّل منها سائق برتبة وكيل وطلب من احد ابناء معاليه اخباره بأن دولته في انتظاره للذهاب اليوم عند الرابعة مساء لاداء القسم... يتبع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات