إستمعوا للملك .. ؟


إن تجاوزنا الموميات وأصحاب الأجندات ولعيبة الثلاث ورقات ، المهللين والمهللات ، الشامتين والشامتات ، المطبلين والمزمرين وتقافز الأنوات ""جمع أنا"" الذين لا يغيبون عن الأفراح والملمات ، يدلقون الأراء على عواهنها بغير معرفة أو معلومات ، وإن نأينا بعيداً عن ضاربي الودع ، قراءَة الطالع وسحر السحارين والساحرات ، وذهبنا إلى حديث جدي حول مفهوم الولاية العامة للحكومة ، أية حكومة ليس في الأردن فحسب ، بل في أرجاء الأرض ، سنجد حقيقة لا مناص من الإعتراف بها ، أن ليس بمقدور أية حكومة في أعرق الديموقراطيات ، يمكنها إنجاز برنامجها السياسي ، الإقتصادي والإجتماعي بغيرتفاهم وإتساق مع الأجهزة الأمنية في تلك الدولة ، فالأجهزة الأمنية والجيوش في كل دول العالم ، هي العمود الفقري وصمام الأمان في كل بناء دولتي ، حتى أن بعض الخبراء يعتبرون أن هذه الأجهزة روح الدولة حين تكون وطنية ، كما هو الحال في المملكة الأردنية الهاشمية ، التي لا يوجد بين صفوف قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية مرتزق ،هجين ، مستورد ، جاسوس أو من هو غير أردني من طينة هذا الوطن .
- من حق الملك ، أن يحرص على مستقبل شعبه المؤمن بفلسفة الحكم الهاشمي كابراً عن كابر ، ولو نظرنا بحياد للواقع الإجتماعي في المملكة ، سنجد أننا جميعا من الجيش العربي والأجهزة الأمنية ، حتى من كان منا يصف نفسه يالمعارضة ، فنحن إما أبا ، أما ، ، أخا ، أختا ، عما، خالا ، نسيبا أو صهرا لأحد منتسبي القوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية ، عاملا كان أو متقاعدا ، أما وإن كانت جمهورية أفلاطون مجرد حلم فلسفي ، فلا غرو أن يكون بيننا بعض المرتزقة ، الجواسيس ، من يرتبط بأجندات غير وطنية ، لصوص وسفلة من كل الأنواع والأشكال ، إذ لو لم يكن الشر موجودا في الأرض لما عرفنا معنى الخير .
- أن ينعتني البعض بأني مدافع عن فلسفة الحكم الهاشمي ، عن الجيش والأجهزة الأمنية ، كما حدث قبل أيام من صديق يساري عتيق ، فهو لا يدري مدى زهوي بأن أكون جنديا بلا شريطة في أي من هذه الأجهزة ،وكما قلت لذاك الصديق : إن من يمتلك ذرة عقلانية ولحظة وعي ، وإنطلق من منطلق ذاتي محض ، أو أسري ، عائلي أو عشائري وفي خضم بحثه عن أمن ، سلامة ، إستقرار ومستقبل من يحرص عليهم سيجد نفسه في صفي ، الذي يصطف فيه ما ينوف عن 95 بالمئة من الأردنيين على أقل تقدير .
- لماذا...؟
- سؤال له ما بعده ، تجيب عليه تطورات التغييرات الحكومية الأخيرة ، فكوني لم أكن معنيا بشخص رئيس الوزراء المستقيل عون الخصاونة ، وكذلك لست معنيا بشخص رئيس الوزراء المكلف فايز الطراونة "" مع الإحترام والتقدير لشخصيهما كأبناء وطن "" ، سأتوقف عند الولاية العامة التي طالما هلكنا المتفذلكون بالحديث عنها ، من خلال حصرها بوعيٍ مشبوه أو بغير وعي ولمجرد الثرثرة ، في علاقة الحكومة "" أية حكومة"" مع الأجهزة الأمنية ، هذه الأجهزة التي تمتلك المعلومات السياسية ، الإقتصادية والإجتماعية عن الداخل والخارج ، تحدد منافعها ومضارها وتضعها ناجزة أمام رأس الدولة ، الذي يعمل على ضوئها الملك يتوجيه الحكومة " أية حكومة " لتقوم بدورها بتفعيل مهماتها السياسية ، الإقتصادية والإجتماعية ، وهذه عملية تكاملية يجري تطبيقها في جميع بلدان العالم ، إذ لا ينطق رئيس دولة في العالم ، أوباما أمريكا ، ساركوزي فرنسا ، براون بريطانيا ومختار الحارة بكلمة ، خارج سياق ما يتوفر له من معلومات من أجهزته الأمنية والإستخبارية ، وهو طالما دعا إليه الأردنيون من العقلانيين المخلصين للوطن ، < إستمعوا للملك ، إستمعوا للملك > وهي دعوة يعمد الكثيرون من الأنوات والموميات إلى القفز عنها لغايات حزبية ، شخصية ، جهوية أو إبتزازية في الوقت الذي يتفهمها الرأي العام الأردني بصفته الجماهيرية العامة ، هذه الجماهير التي يحاول أصحاب الأجندات المختلفة القفز عنها ، وإستغلال ردات فعل بعض شبانها حين يُعبرون عن معاناة هنا أو تذمر هناك ، في غالبيته المطلقة نتاج للظروف الإقصادية والضائقة المالية التي يعانيها الأردن.
- إستمعوا للملك ، إستمعوا للملك ، نداء لكل غيور على هذا الوطن ، الذي يخوض صراع البقاء للإستمرار آمنا مطمئنا ، في جغرافيا ومحيط ملتهب ، ضغوط سياسية ، إقتصادية ومالية ، عربية ودولية منظورة وأخرى خفية ، لا يعلم وطأتها إلا الله والراسخون في العلم ، فقد أصبح الأردنيون جميعا في حالة قياس وطني ، وأول من سيقع عليهم القياس هم طبقة المسؤولين ، رؤساء وزارات ، وزراء ، أعيان ، نواب ، أمناء عامون ، مدراء عامون ، قادة رأي عام ، أحزاب نقابات ومؤسسات مجتمع مدني وكل مواطن في موقعه ، عاملا ، متقاعدا أو عاطلا عن العمل بات مسؤولا أمام الله والوطن والضمير الحي ، لأن يعمل الجميع بالعقلانية والوطنية الصادقة ، وعلى قلب رجل واحد لعبور هذه المرحلة القصيرة ، حتى إنجاز القوانين الناظمة للحياة السياسية بالحوار والتوافق الوطني ، حتى نصل إلى مرحلة الحكومة البرلمانية التي بإمكانها أن تكون صاحبة ولاية عامة ، ضمن معادلة وتنيسق دولتي يصهر جميع مؤسسات الدولة ، بما فيها الحكومة البرلمانية في بوتقة الوطن ، الذي تتنافس فيه الأحزاب ، الكتل ، التجمعات والقوى السياسية على من سيقدم للوطن الأفضل والأحسن ، ويكون الحكم هو الشعب الناخب الذي يمكنه منح ثقته لهذا الحزب ، الكتلة ، التجمع ، الجبهة والمرشح الفرد أو يحجبها .
صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات