المتهم الشعب


منذ تلك الشهور الأخيرة المعدودة ، وكل الأبواب في وجه المواطن مسدوده ، رفعت الجلسة في المحكمة الوطنية المخدوعة ! ، وما زال الحضور يهتفون : ان الأحوال مهدوده .
ضعف في البنية التحتية ، ولوحات مركبات حمراء اللون مزدهرة تنتشر في شوراعنا العادمة والمعدومة
أجبني على سؤالي : من اللذي أعطاك الحق لتتحدث باسمي ؟؟
وتريد الحصول على تقاعد ذائم الديمومة ، ألم تقل لنفسك أنك مسؤول وفي رقبة حضرتك أرواح مهزومة !
للأسف هناك الكثير من المناطق ليست بمخدومة ، الشعب يبكي ، الشعب يشكي ، لمن يشكي ، وما زال يبكي
هناك أناس خلف تلك القضبان مسجونة ، أنفسهم أمارة بالسوء وأحلامهم باللحظة محسوبة .
لست أنا سيدي القاضي – من سرق تلك الأموال – ولن أفكر بيوم من الأيام أن أبيع ذرة صغيرة من ثرى تراب هذا الوطن ، بل هم سيدي القاضي – ذلك الوزير وذلك اللذي يقال عنه رجل أعمال وغيرهم من اللمم اذ أصح القول في كلا الأحوال .
تعلمنا يا سيدي القاضي في مدارسنا قديما : أن القانون لا يحمل مغفلين ، وأنه مطبق على جميع الفئات منهم الأغنياء والمساكين .. هذا ما نصه دستورنا الوطني ، الى متى أيها القاضي .. سنبقى نخاف من الحقيقة ؟
نعم أنت يا ذهبي .، وأنت يا ياسين ، وأنت يا شاهين ، وغيركم من الفاسدين ، تفننتم باكل حقي وحق أبي وحق جدي وحق تلك الدولة العظيمة بضلعها المتين .
أيها القاضي ، لا أملك المال لأستدعي محامي .. أنت أعلم بحالتي ، تعب لساني ، وفكري تشتت .. الكل يعلم أن الملك ملك وسيبقى ملك ، ويجب أن يكون الوزير أمير ، والنائب رجل يحاسب على كلامه – يجب أن يكون رجل بضمير ، لا ليشتروه اللصوص بأرخص الأثمان ، نعم وانه لرجل حقير – بادر وبصم علي بيع وطنه والكثير من الأمور التي يعجز عنها التفكير .
نقرأ بالصحف اليومية ، مجلس النواب مجلس خطير .. طمع ونفاق وفتن بالتبذير ، يطالبون بجواز أحمر ليسرق الكبير والصغير – وهناك أسر تتضور جوعا وتنهار وتدمر .. ويا ليتك أيها النائب تجيد التفكير .
سيدي القاضي ! : أعتقد أنه حان وقت التغيير
أنا الشعب المتهم بقضايا فساد لربما الكثير من الوجوه الطيبة تبنتها أو اشتركت بها ، وأنا قابل بالحكم والمصيير .
صمت مخزي يدور في أنحاء مبنى المحكمة ، وبعد مباحثات بالتفكير .. ومع ذلك الحضور الكبير .. واذ بورقة بيضاء تجمع الكثير والكثير من التواقيع لأشخاص بلا ضمير ، لأشخاص لا يستحقون العيش على هذه الأرض الطاهرة عنوانها ( براءة )
اذ برئو الفاسدين – وأموال الشعب أي أموالنا العامة أصبحت في جحيم – سحقا لهذا المجلس يباع ويشترى فيه الضمير بدون ثمن اذ أصح التقدير .
نعم أنا الشعب المتهم بسرقة تلك الأموال .. هذا هو الحكم هذا هو المصير
نعم انقلبت الأراء بأعجوبة – والشعب الخاسر الأكبر في هذه الجلسة المظلومة – ( أيها النائب ، أشبعتنا بكلامك الساخر ، وأكاذيبك المنصوبة – افعل في وطنك وأهلك وأخوانك وأحفادك المواطنين خيرا –لتستحق الاحترام والأنشودة ، لا لتبكي نصف الشعب على قضايا فساد بيدك تنهيها وتنفيها – ويغرونك بالمال وتعيشه بغيبوبه ) .
مجرد مواطن يعشق الوطن ، ومع ذلك طفح مع الكيل ، من قراءة الصحف اليومية ، اذ فيها خسائر كبيرة والعديد من الذمم – مطالبات مالية وشخصية لرؤوس في هذا البلد – يملكون الكثير من المال – ليس ماله بل أعتقد انه مال الشعب نعم أموالنا المديونة .
في نهاية هذا السيناريو – حكمت المحكمة حضوريا على المتهم الشعب بتحمل كافة الديون المترتبة والمستحقة على الدولة – وتحميله أيضا كل قضايا السرقة والفساد وغسيل الأموال – وبالسجن المؤبد ، والفقر الالزامي – وبالصمت مدى الحياة دون أي تبرير لأي نقطة أو أي ملحوظة !
وتبرئة كل من أعضاء مجلس النواب – الشريك الثاني في هذه القضية
وذلك الوزير وذلك النائب ومن أسمى نفسه برجل أعمال وغيرهم من المسؤولين والفاسدين .
رفعت الجلسة !
أتمنى أيها القارئ أن نرتقي بهذا الأردن الحبيب .. لا أن نخفض من مستواااه . فمستواااه يتعلى القلوب الردية .. ويتعلى النجوم والثرية
وأن يكون هناك مجلس نواب ينتخب من قبل الشعب الفقير لا الغني .. يخاف الله – وبالأحرى أن يقوم بواجبه على أكمل وجه دون أي مقابل دون أجر دون أي راتب ، وأن يكف عن المطالبة بأمور شخصية
لأن الواجب الأول الذي يجب عليه اتباعه هو خدمة الشعب ومن جميع فئاته ..
فيجب أن يكون الملك ملك وسيبقى ملكا ، وأن يكون الوزير أمير ، وأن يكون النائب رجل صالح ، أن لا يكون رجل بلا ضمير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات