شهداء وطن الابرار


(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا" بل إحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم
كتب العميد (م) حسن فهد ابوزيد

الرقيب الشهيد البطل سليمان موسى النعيمات استشهد في28/ 8 / 1969


أنهم جنود الوطن الذين امنوا بربهم وحقهم ولحقوا بمن قبلهم في المسيرة الخالدة عهدوا بالأمانة من بعدهم لإخوة في الجهاد ليواصلوا في المرابطة والدفاع من خلال مواصلة القتال حتى يتحقق النصر بإذن الله أنهم الشهداء الأبرار الذين التحقوا بالرفيق الأعلى بعد ان سطروا بدمائهم الزكية الطاهرة مجد هذه الأمة وعزتها وصاغوا لها تاريخها وعظمّوا بطولاتها ورووا بدمائهم الزكية شجرة حريتها وأنفتها وبتضحياتهم كبر أملها واشتد عزمها وشمخ صمودها فلن تضيع هذه الدماء هدرا" ولن تذهب الأرواح سدى فكان والحمد لله ثمنها غاليا" انه النصر المؤزر المبين الذي أوصلهم إلي الفردوس الأعلى
الرقيب سليمان موسى النعيمات من محافظة معان الشماء منطلق أحرار الثورة العربية الكبرى فمن هناك تحركت جحافل الثورة معلنه الحرية والحياة الفضلى لكل العرب شهيدنا البطل ينتمي إلي عشيرة النعيمات إحدى عشائر جنوب الاردن ولد وترعرع في قرية( بسطا) من قرى معان نشأ في هذه القرية منذ ان تفتحت عيونه فتربى على الأخلاق العربية الأصيلة ورضع حليب الشجاعة والبطولة منذ صغر سنه حتى أصبح فتى" شديد البأس قوي المراس متحليا" بأطيب صفات البداوة عزيزا" يأبى الذل شهما" يغار على كرامتة أمته فمنذ ان اشتد عوده وبلغ أشده أخذت تراوده فكرة الانتساب إلي القوات المسلحة الجيش العربي حيث مصنع الرجال وكان له ما أراد ولتحق بصفوف الجيش العربي الباسل في 23/ 9/ 1952 ليلتحق في إحدى كتائب المشاة الباسلة(الكتيبة السابعة) وبدأ حياته العسكرية في هذه الوحدة بالتدريب المستمر وشارك في العديد من الدورات العسكرية في مجال الأسلحة في ميادين التدريب إلي ان أصبح جنديا" متميزا" ومحترفا" وتدرج بالمناصب حتى وصل لي نائب فئة مشاة فكان مميزا" في كل ما يطلب منه حيث أشاد به مسؤولية بقدراته ووصفوه ضباطه بتميزه بالشجاعة وبأخلاقه الحميدة ويقوم بتنفيذ ما يطلب منه على أكمل وجه هذا ما دوّن في تقاريره الشخصية العسكرية من قبل قادته
بعد ان أصبح شهيدنا البطل قادرا" ومتمرسا" في القتال شاء له القدر ان يكون من بين مشاركي وأبطال حرب عام 67 المميزين فقاتل في هذه المعركة قتال الأبطال المتحمسين والتواقين لإحراز النصر وقال على لسانه بعد انتهاء الحرب عندما انتهت: ( إنني أمرت بالتحرك مع مدفع 106 ملم لضرب مركز (آيتان) مركز يتواجد به مجموعة من قوات العدو الإسرائيلي وفعلا" تحركت ولدى وصولي إلي قرية (الشويكة ) تعرضت سيارتي إلي حادث تدهور أصبت على أثره بجروح عميقة نقلت على أثرها إلي مستشفى في مدينة نابلس وعندما تطورت أحداث المعركة احتلت نابلس من قبل العدو ووقعت أنا في الأسر ثم تم بعد ذلك تبادل الأسرى بين الطرفين و كنت من بين الذين عادوا إلي الوطن وتم علاجي من الجروح التي كنت أعاني منها وشفيت شفاء تاما وعدت إلي وحدتي مجددا )
هذا ما تحدث به الشهيد البطل عن ما جرى معه من أحداث بعد خوضه حرب عام 67 ليكتب له القدر بعد قتاله في حرب عام 67 ليستشهد عام 69 اثر تعرض موقعه الذي كان يرابط به يراقب العدو إلي غارة جوية عدوانية آثمة نفذت على منطقة شعشاعة حيث تم إصابته إصابة مباشرة من جراء هذه الغارة ليسقط شهيدا مرويا" بدمائه الثرى الطهور ليلتحق بشهداء الكرامة الذين سبقوه إلي جنات النعيم بعد ان ترك وراءه ثلاثة أبناء بنتان وولد هما نايف وفاطمة وعائشة حقا" لهم ان يفتخروا به رافعين رؤوسهم فخرا" بما جاد به والدهم اتجاه الوطن وتكريما" للشهيد أطلق اسمه على احد شوارع مدينة الجبيهة الرئيسية
رحم الله الشهيد البطل وأطال الله في عمر أبناءه وحمى الله الوطن وحفظ جلالة القائد الأعلى عبدا لله الثاني ابن الحسين لما فيه خير لبلاد والعباد انه سميع مجيب الدعاء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات