"طعّه وقايمة" في مجمع سفريات عجلون


"فالصدق عزٌ حتى ولو كان فيه ماتكره ........ والكذب ذل حتى ولو كان فيه ماتحب".لقد نفذ الصبر ولم يعد للسكوت مكان فالوضع لم يعد مقبولا.......ولقد نضبت خياراتنا ونرجو المعذرة.... فالأمر قد خرج عن السيطرة ولا بد للواقع أن يتكلم ولابد للحروف أن تصف وتسطّر أما قصائد الشعر فلا مجال لنظمها......فعجلون لم تعد تلك "العروس التي تغنى بها قاصيها ودانيها فقد ذهبت عنها بسمة الأمل ولم يعد جمالها يسعفها فالإهمال دب في نواحيها حتى وصل إلى سوقها و مجمع سفرياتها. مجمع سفريات عجلون حيث فوضى المرور وزحمة السيارات الخاصة ترتكن داخل مجمع صغير متواضع طغت على أجوائه تصرفات بعض الجهلة والفوضويون من أرباب سوابق وفضوليون أصبحت كلمتهم هي الفصل في مسرحية ديماغوجية لا يعرف احد من يقف خلفها.......

نعلم إن عجلون هي محج السياحة النظيفة ومتنفس صيفي لكل من أراد التمتع بنعيم الطبيعة.... فمن حق أبناء عمان واربد والكرك وكل أبناء الأردن التمتع بهوائها وبيئتها بعد أسبوع عمل مضن.... من حق أبناء الأردن التغني بعاصمة الجمال ببساطها الأخضر...ولكن أن يُسلب هذا الحق في ظل إهمال وفوضى في كل مرافق المحافظة الأمنية والمرورية والسياحية فهذا ما لا يجب أن يكون. فإذا فكرت أخي المواطن بزيارة عجلون فتجنب المرور في مجمع سفرياتها لأنك ستجد نفسك في سوق"فتوات" و " خاوات" وقد تجد البلطجة سلعة في السوق تباع وتشترى وبمعنى آخر فان مجمع سفريات عجلون أصبح "حارة كل من يده له" كما تقال بالعامية.

أخي القارئ......أخي المواطن.....لا تستغرب كلامي هذا....فانا لا انظم شعرا ولا أقول بهتانا ولا كذبا فواقع عجلون هو ديدننا " فأهل مكة أدرى بشعابها" ...فنحن بشر والعيب ليس فينا كما قد يعتقد البعض منا فالإنسان بطبعه ميال للفوضى خصوصا إذا ما غابت القوانين التي تحكم تصرفاته ومن هنا فإن غياب سلطة القانون في هذا المجمع خلق بيئة خصبة لضعاف النفوس وأرباب السوابق لممارسة طقوسهم ونشر الفوضى في المجمع مما لوّث سماء عجلون بهوائها ولم تعد النفس ترتاح في ربوعها.
أخي المواطن...إذا فكرت مضطرا لزيارة المجمع لركوب تاكسي أو باص فلا أنصحك باصطحاب أحدا من أفراد أسرتك لأنك ستسمع من الكلام ما تقشعر منه الأبدان ففيه من الحامض "للعلقم" ....كلمات يتفوه بها أصحاب سوابق وجهلة دون خجل أو وجل وهذا ليس من شيم المجتمع العجلوني المحافظ بكل أطيافه ولكن وكما أسلفت فان غياب سلطة القانون جعلت هولاء يتكاثرون ويترعرعون في السوق والحسبة والمجمع وغيرها من الأماكن.

أما إذا أردت المرور من المجمع بسيارتك فعليك تحمل مسئولية تصرفك الطائش!!!!!!".....لأنك لم تفكر بأنك ذاهب إلى حارة " الكل لعين ذراعه" فالسيارات والباصات تتحرك "بكل الاتجاهات " ولو كثرت الشاخصات والفوضى المرورية هي السمة السائدة لان المجمع يسير بقوة القصور الذاتي فلا رجال سير ولا رجال امن ونحمد الله أننا أصبحنا"محافظة" وفي واقع الحال بتنا "نترحم" على أيام أن كانت عجلون"لواء" برجل سير واحد يمتطي دراجة هوندا نترنم على هديرها ونحترم راعيها .

كم نتمنى أن تعود الساعة للوراء في محافظة عجلون .....فسلنا دعاة تخلف لا سمح الله ولكن "مكره أخاك لا بطل" فلقد بتنا نلعن اليوم الذي أصبحت فيه عجلون "محافظة" لان وضعنا المروري والتنموي وبكل مناحي الحياة كان ابسط و بحال أفضل .
قد يستغرب البعض كلامي...ولكني أتحدى أي إنسان أن يمر في السوق أو المجمع ويقف فيه لدقائق ليراقب الوضع وسيجد العجب ، وإنني اعتقد أن ذلك ما كان ليكون لولا غياب سلطة القانون فرجل السير لا حول له ولا قوة أما رجال الأمن فهم ضيوف المجمع يرتادونه مرورا "وبخفي حنين".

أما إذا فكر احد "بقضاء حاجة" فعليه تحمل المسئولية فلا حمامات ولا مرافق صحية وإذا وجدت فهي مغلقة منذ زلزال عام 1927 هذا إن لم تخنّي ذاكرتي. أما الصلاة في مجمع عجلون فهي "مرفوعة مغفورة معفية فروضها " فلا مكان للوضوء ولا مكان للصلاة وإذا رغبت بذلك فالمسجد قريب يفتح" سويعات" بأوقات صلاة مفروضة.

أن مجمعات السفريات في العالم تُشّيد لغايات تنظيم حركة باصات وسيارات النقل العام .....هذا في أمريكا وفنزويلا وحتى في بلاد "واق الواق" ولكن مجمع عجلون يبدو انه شيد ليكون موقف للسيارات الخصوصية التي يركنها أصحابها ويذهبون إلى أعمالهم في عمان واربد والزرقاء بينما تقف باصات النقل العام في الأزقة الضيقة والشوارع أما الأكشاك فهي المظهر اللاحضاري لعجلون الحديثة فهي بالمئات جماعة وفرادى أضفت على المجمع لونا أشبه بسوق نخاسة أو بالة" شماشير" أو حتى "سوق جمعة".يحق لعجلون أن تفتخر بزينتها...... ولكن ماذا سيقول مسئوليها بعد أن استُبدلَتْ غزلانها (جمال الطبيعة فيها) بقرودها(الأكشاك والمظاهر الغريبة التي تملأ المجمع) والغريب أن الجهات المعنية تخطط وترتب وتنظم "وتتخيل نفسها أنها تخطط" ولكن أي تخطيط ذلك الذي يجعل المجمع مصدر الإزعاج والفوضى في هذه المدينة الجميلة .

كم أتمنى على معالي وزير الداخلية ووزير النقل ومدير الأمن العام ومدير عام هيئة تنظيم قطاع النقل التحقق مما أقول وأدعي.....كم أتمنى على محبي عجلون في كل ربوع الوطن لرفع صوتهم فلا صوت يعلو فوق صوت " المظلمة " واعتقد أن كافة المعنيين في عجلون هم في الصورة " منذ أمد بعيد"......ولكن......لا أجد كلمة اكتبها فقد" تحشرجت" ولم اعد أقوى على الكلام.



تعليقات القراء

krk
wallah enta T3
16-02-2009 05:21 PM
ابدعت يا بطل
هبدعت ما شاءالله والدليل المقدمه الرائعة. الاعتذار عن الاطالة في بداية المقال في مكانها المناسب ما شاءالله ابدعت مرة اخرى
17-02-2009 04:59 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات