تعتيم إعلامي .. وحكومة تدفع الثمن!


في إحدى الاجتماعات التي كانت بعد انهيار البورصات مؤخرا,ألقى الكثير من الغاضبين اللوم الكبير على الإعلاميين من التلفزيون الأردني مرورا بالصحف اليومية وكل من له وسيلة نشر . طبعا كما هو معروف التلفزيون الأردني تلفزيون حكومي وهو يصل إلى القرى أكثر من الصحف اليومية التي تغيب عن القرى بشكل كبير وكنها كتاب ثقافي ممل غير مرحب فيها باستثناء بعض المثقفين الأقلية التي تتلهف إلى قراءة الصحف للاطلاع على الأخبار بكافة أشكالها السياسية ولاقتصادية , للأسف التلفزيون الأردني مخصص لدى هذه الفئة فقط لمتابعة البرامج الترفيهية وكل خبر جميل يهم الموطنين كزيادة رواتب أو ما شابهها ,وأي نوع من التحذير من البورصة كان يتبعها السخرية .

أن غياب التحذيرات من شركات البورصة لم يكن موجودا كما زعم البعض حيث كان في الصحف نخبة من المقالات التي تحذر منها حتى من شركاتها , ومجموعة من الكاريكاتير التي تسخر منها ويجب أن لا نضع اللوم أبدا على الإعلام لأن مجموعة من الصحفيين, وإعلاميين ,ومحامين ورجال أمن, وأطباء, وأساتذة جامعات وقعوا ضحية البورصة أيضا, ولكن حتى لو تم تحذير المواطن بمقابلة شخصية, وصحف ,والإذاعة والتلفزيون لم يستمع أليها ,ولم يلقي لها بالاَ أحد خصوصاَ مع الأحلام الجميلة التي كان يعيشها مواطنو البورصة , وربما يكون نصيبها السخرية والدليل أنه ومع كل التحذيرات ألان الملفتة للنظر والانفجار الإعلامي نحو البورصة الأسبوع الماضي مازال هناك الكثير يلتحقون بالبورصة والذي لديه المال في البورصة حتى الآن متحفظ عليه , حيث أنهم يسوغون الأمر على انخفاض البورصات لن تمسنا ,هذا القسم المثقف طبعا والذي يتابع النشرات بكافة أنواعها , و أما المرملة التي باعت منزلها و العجوز المسكين الذي باع أرضة حتى يضارب في البورصة يبرر انخفاض البورصة ( عالميا ) بالإشاعة أطلقها مكتب (أبو فلان) فكيف يتوقع البعض من أولئك أن يصدقوا أوراق رخيصة مثل صفحات الجرائد التي لا تمثل لهم شيئا .

محبتنا لكل جديد وخصوصا أذا كان مستورد تفوق كل كلام عنه ولن يصغي أحد لكل من يحذر فكيف أن كان يصاحبه ترويج , مع الأسف أصاحب المكاتب وشركة التامين والبورصة يكون كلام لا غبار عليه عند مقارنته بصحيفة تنقل الوقائع بصدق, وشاشة تلفاز تنقل ببث حي ومباشر أمام الأعين مباشرة .

عندما يكون هناك خبر عن إغلاق مكاتب عدة تعمل في البورصة, وأصحاب شركات يسلمون أنفسهم للأجهزة الأمنية , وحجز على أملاك متورطين في البورصة كلها أخبار تتصدر صفحات الصحف اليومية وتكون في طليعة الأخبار على شاشة التلفاز يكون نصيبها أن هناك تقصير مجال التوعية و هناك تعتيم أعلامي, في حيث أن البورصة أصبح يتحدث عنها أطفال صغار وتحط على مسامعنا كل يوم عدة مرات قبل قراءتنا للصحيفة اليومية وهي منتشرة كانتشار النار في الهشيم مع ذلك يقال أن هناك تقصير أعلامي تجاه البورصة .

لماذا لم يكن هناك تقصير عن أحداث مسلسل "نور وسنوات الضياع"؟ التي روها لي شخص لم يتابع المسلسل على شاشة التلفاز ولا يتابع الأخبار المحلية ولكنه فقط كان يلتقط أحداثة من أفوه الناس .

كما هو معروف عندما تطلق مقوله فإنها تسير بسرعة أكثر من سرعة الضوء ويحكمها صدى أكثر من سرعة الصوت وعندما تطلق مقوله من جهازك الصغير فأنها لا تلبث وأن عادت أليك بعد أيام فلبركة لدينا أربعة مشغلات للهواتف وبواقع جهازين لكل مواطن هل يستطيع أحد أن ينكر أنه صعب على مواطن في حين باع كل ما يملك على أن يسأل ماذا تعني كلمة بورصة قبل أن يوضع( تحويشة العمر) في شيء لا يعرف ماذا يعني , لابد أن الجميع استفسر وكل يوم تطالع فيه الصحيفة تجد خبر عن البورصة التي لم يكن لها في السوق سوى ستة أعوم .

بالرغم من أن الحكومة ليس ليست مسئولة عن قرار أتخذه المواطنون بأنفسهم وخصوصا أن هناك ضحايا من موظفين من كافة القطاعات وحتى خبراء اقتصاد حيث أنها ستكون من يدفع الثمن غاليا؛ لأن الحكومة الأردنية ليست من مصلحتها أن تعيل مواطن كان بأمس يعيل أسرة أو عدة اسر وله استثمارات في تنمية المجتمع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات