الأردن الذي نريد ..


الأردن كغالب البلدان العربية التي مرت بالمخاض الربيعي, وتجاوز بفضل الله ثم بفضل الوعي الشعبي والحزبي فيه مراحل وخطوط حمراء عدة, ونتج عن هذا ملفات متنوعة منها ما هو سلبي يجب الانتباه له مستقبلاً لضمان عدم العودة إليه , ومنها ملفات إيجابية كثيرة , على رأسها ظهر مدى تلاحم أبناء الشعب مع قيادته ، فلم نسمع أن حراكاً واحداً يريد لهذا النظام أن يتغير, ولم يتم طرح أي شعار فيه بديل لهذه القيادة , جميع الطروحات كانت تنادي بإصلاح آليات الإجراء الحكومي , مثل الخلل بالتعينات العليا , وجود هيئات مستقلة بدون طائل , مكافحه الفساد بنوعيه الادراي والمالي..الخ.

لا نريد بهذا المختصر من أن نكرر ما قلناه سابقاً بمقالات كثيرة عن أهمية التلاحم الوطني على إطلاق مستوياته , بين الأفراد ببعضهم , بين الشعب والقيادة , وبالإجمال الشعب والقيادة اتجاه الوطن الذي ينتمون إليه, وعند المسير للأمام لا بد من تعظيم المنجز وإدامته ونبذ الأخطاء بالمسيرة الإصلاحية للبلد الناتجة عن زيادة الثقة في بعض أشخاص لم يكونوا بمستواها , هنا لا يجوز لنا كقواعد وشعب نحب وننتمي لثرى هذا الوطن , أن نحمّل بلدنا أعباء حالات فردية فاسدة , نهبت واختلست أو ترهلت قراراتها الاداريه وكانت بدون دراسة كافية , فكان الناتج على الوطن نفسه، فضياع المال العام اختلاساً هو نفس ضياعه بقرار خاطئ من مسؤول عام , فلماذا نحمّل بلدنا أعباءً أخرى, فلمن تشكو حاويات القمامة عند حرقها بسبب فساد فلآن , والأمرّ والأدهى , من هو الذي سيدفع للتعويض , والتعويض يكون بأحد أربع طرق:
1.وجود موارد طبيعية ذات قيمة عاليه , نفط مثلاً
( لا يوجد )
2.أن يكون الشعب منتجاً يعيش الواقع, وبالتالي دخل قومي عالي (وهذا ولنكن صادقين غير متوفر حالياً )
3.أن تفرض الحكومة ضرائب على الأفراد والمؤسسات
(الشعب والمؤسسات تصرخ بأن كاهلها مثخن بالضرائب )
4.الاستدانة من الخارج
(المديونية كبيرة جداً)
كيف سنعوض ! هذا لكم لتجيبوا عليه.
على كل الأحوال المقال له رسالتين, الأولى للمخططين وأصحاب القرار:
يجب الانتباه عند تقعيد القواعد لمستقبل الوطن إلى أن مساحة المشاعر والعلاقات الحميمة بين الناس, الأصدقاء أو حتى العلاقات الأخوية..ستضمحل بالنفوس البشرية عامة , بسبب طغاء المادة بشكل أكبر, لنوضح ذلك :

الدول تتعامل مع بعضها البعض من مبدأ المصالح ولا وجود للمشاعر كثيراً في هذا التعامل, فحبيب اليوم عدو المستقبل بسبب المصلحة,هذا ما قصدناه بالنسبة لإفراد وأجيال المستقبل, أن التعامل بينهم سيكون كما تتعامل الدول حالياً مع بعضها البعض, بناءاً على المصالح لا على المشاعر, بالتالي مشاعر الانتماء للوطن لن تكون كما نريد, فما أقبل به أنا وأنت اليوم غالب الأمر وبقادم الزمان, لن يقبل به أبني وابنك غداً, إن لم نؤسس لهذه الجدليات من الآن ,هذا الذي يجب أن يكون في أذهان أصحاب القرار والمخططين لمستقبل أبناءنا وبلدنا .
الرسالة الثانية :
لنا كشعب وقواعد , هي بالله عليكم دعونا نفكر بعقولنا لا بقلوبنا, ونحن نرى ونسمع ما يجري من حولنا , دعونا من عبثية سلوكنا وإهلاك مقدّراتنا وجلد ذاتنا والنياحة على ماضينا.

وان نعمل للمحافظة على أمننا المتوفر بين أيدينا بسبب وجود قيادتنا ونظامنا, وليعمل كل منا جهده في البناء والتقدم , وأنا أقول دائماً لنفسي ولكم أخوتي :
أن تنام جائعاً آمناً خير من أن تنام شبعاناً خائفاً , فكيف عندما تنام آمناً قرير العين غير جائع , هذا هو الفضل كله والحمد لله .
حمى الله بلدنا وحمى الله حبيبنا وقائدنا ناصر الأقصى والمقدسات الإسلامية وولي عهده الأمين.
إلى لقاء.
rjaalbedoor@yahoo.com
AT face book: RJA AL-bedoor
AT twitter: RJA AL-bedoor



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات