إقالة مواطن !!!


نسمع كلّ يوم عن إقالة رئيس وزراء , وزير , سفير , مدير عام أو أحد كبار موظفي الدولة , نعرف أ سباب استقالات أو إقالات القليل من هؤلاء, لكن أكثرنا لا يعلم شيئا عن أسباب استقالات أو إقالات الكثيرين . لكننا لم نسمع يوما أنّ هناك مواطنا أقيل من منصبه ( منصب المواطنة ) إلاّ في حالات الإقالة من الحياة في دول ربما تكون دولتنا كانت إحدى الدول التي تستخدم هذا الأسلوب ولكن بطرق مفبركة و( مش مقصودة ) . ومن حالات إقالة المواطنين التي تمّت بأنّ الدّولة كانت وما تزال تلفّق تهما ,( لبعض ) المعارضين السياسيين , ثمّ تثبت التّهمة على هؤلاء المعارضين ( وبقدرة قادر) وبذلك ينهون حياتهم السياسية, وهناك بعض الأمثلة و التي باتت لا تخفى على أحد . وأمثلة أخرى , ولكنّها مكشوفة وهي أن يقوم جهاز المخابرات ببث الأكاذيب والدّعايات عن بعض المواطنين على أنّهم ( جواسيس للمخابرات ) حتى ينهوا حياتهم وربّما يحدوا من قرّائهم أو ممّن يستمعون لهم , كلّها باتت ألاعيب مكشوفة لا تنطلي على عاقل أو حتى من يملك ذرّة من عقل .

أمّا هذه الحكومة ( المبجّلة ) فبدأت باتّخاذ أساليب عصرية لهذه الإقالات , فنسمع يوما بتهمة سموها ( إطالة اللسان ) وتناست هي و ( مجلس القبّة ) جريمة ( إطالة اليد ) على المال العام , ثمّ نسمع تهديدا من وزير الإعلام يهدّد به كلّ صحفي في جريدة الرأي وقّع على البيان الّذي ينتقد فيه معالي الوزير لتدخّله في شؤون الصحيفة يهددهم ( بالإقالة ) .

لقد بدأت الحكومة تقتنع بأنّ مكافحة المفسدين والفاسدين ليس سهلا عليها بوجود رؤوس كبيرة لا تجرؤ الحكومة على فتح ملفاتهم – وإن فتحت – أغلقت قبل إنهاء السطر الأول من الملف . فبدأت هذه الحكومة باستخدام المثل الشائع ( اللي ما بقدر على الحمار...... بتشاطر على البردعة ) والمواطن هو البردعة التي تعتقد الحكومة أنها تستطيع أن تتشاطر عليه وتسكته , ولكنها مخطئة في هذه النّظرة , لأنّ ( الحمير) أقل بكثير -عددا وشجاعة- من البردعات . وهنا لا بدّ من تذكير الحكومة بأنّ من( يقيل مواطنيه ) من أجل هؤلاء فهو الخاسر في النهاية , لأنه سوف يأتي وقت من الأوقات سوف يهرب جميع من تقاتلون من أجلهم - كما حدث في كثير من البلدان – وسيتركونكم تواجهون مصائركم مع شعوبكم , فالمواطن لا يوجد شيء يخاف عليه سوى وطنه ومحاربة المفسدين والفاسدين الّذين باعوا مقدّرات الوطن وخيراته من أجل تكملة المليار أو من أجل سهرات المجون والقذارة وما عنكم قضايا- بيع رخص شركات الإتصالات بأثمان زهيدة , بيع أراضي الدولة , بيع الفوسفات وسكن كريم ووو- ببعيدة.

أيتها الحكومة ( المبجّلة ) لا تراهنوا على هؤلاء , وابتعدوا عن أسلوب ( إقالة المواطنين ) , فلا أحد يستطيع أن يقيل مواطنا حارب ويحارب الفساد , فإذا استمريتم في هذا الأسلوب سوف يأتي اليوم الّذي يكون فيه الدور ( للمواطنين المقالين ) فيسألونكم :- ماذا تظنّون أنّنا فاعلون بكم ؟؟؟ فماذا سيكون ردّكم يومها ؟؟؟!!!

ملاحظة :- أرجو قبول اعتذاري على ذكر هذا المثل , فلم أجد مثلا يناسب الحالة إلاّ هذا المثل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات