هذه رسالتي للفُلك السياسي


لم يُقدر لأي ثورة عربية النجاح بسبب التنظيم المسبق ، ولا حتى النجاح بسبب التخطيط (مع سبق الإصرار والترصد) فجميع الثورات العربية جائت عفوية أو فطرية ونجحت بإمتياز، حسب تحليل المعارض السياسي الدكتور المحامي رياض النوايسة .
كان لقائي معه بالأمس صدفة بدون تخطيط أو تدبير مسبق ، استعرضنا الأجواء السياسية المشحونة ، تحدثنا عن ثورة نيسان أو هبة نيسان كشاهد عيان عليها ومن الناس من قال بأنه هو من تزعمها .

فقال لي لم تكن هذه الهبة مُعد لها من قبل ، بل جائت نتاج تردي الأحوال الإجتماعية وانتشار الفقر والبطالة والغلاء الفاحش وكانت هبة فطرية ، وأنا كاتب هذه السطور أجزم لو أن هذه الهبة كانت منظمة من قبل لسيطرة عليها قوى الأمن في مهدها ولم تنتشر الى باقي المحافظات الأردنية لإعلان حالة التمرد والعصيان المدني .
فلذا تجد بأن الأجهزة الأمنية الأردنية تعيش الأن في جزئيات تفاصيل المواطن الأردني وغير الأردني ، وتهتم كثيراً بالصغيرة قبل الكبيرة وتحب تَصفُح المواقع الإلكترونية وغير الإلكترونية وتشجع الناس على الكتابة المعارضة وغير المعارضة لتفهم وتعرف كيف تفكر العقول الأردنية ولماذا لا تفكر .

بل قد تم تجنيد خبراء في تحليل المقالة السياسة في الإتجاه المعاكس وغير المعاكس لا تظنون بأنني قد ابالغ ، فهذا سبب نجاح الأجهزة الأمنية في الحفاظ على عدم اندلاع الثورة الأردنية ، ألم توصل الأجهزة الأمنية النائبة المعارضة السياسة توجان الفيصل في إحدا سيارات المخابرات الأردنية الى الجنوب .
ألم يعين جلالة الملك عبدالله الثاني حرساً شخصياً للنائب المعارض السياسي ليث شبيلات ..

ذهبت في احد الأيام لزيارة إحدى الدوائر الأمنية صدقوني ايها القراء الأعزاء بأنني شعرت بل أكاد بأن اكون قد تيقنت بأن المخابرات الأمريكية تأتي هنا إلى الأردن لتأخذ دورات استخبارية .
الجميع يعلم بأن الثورة السورية التي اندلعت من درعا لم تكن منظمة والكل يعلم قصة الأطفال التي اعتقلتهم القوات الأمنية السورية وخلعت اظافرهم للإعتراف وعدم الأكتراث بذويهم لإخراجهم من المعتقل ، وثم تصاعدت الأمور إلى أن اطلت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السورية الذي يحتضر لتخبرنا بأن سوريا ليست مصر لعدة اسباب منطقية ......

ولكن رغماً عنها وعن النظام السوري الخائن انتشرت الثورة وستصل عما قريب إلى القصر الجمهوري لتحرقه كما احرق التوانسة قصر زين العابدين الفار من وجه العدالة .
ل
م تعتقد الشرطية التي صفعت البوعزيزي كفاً على وجهه ، ثم احرق نفسه (كما احرق نفسه المطارنة قبل اشهر) بأنها ستندلع الثورة الغير منظمة ، كل الثورات العربية لم تكن تهدف في الحقيقة الى خلع الأنظمة المستبدة بل كانت مجرد شرارة فلذى تهتم الأجهزة الأمنية الأردنية بالشرارة ، لذا اندلعت الثورة التونسية وانتشرت وفر الخائن بن علي وعقيلته الى حيث المجهول ؟
كذلك الثورة المصرية والليبية واليمنية ‘ إن الملاحظ الجيد لبداية كل الثورات العربية يجد بأنها غير منظمة .

ولا يُعرف التوقيت الفعلي لبدايتها ، تعيش الأجواء الأردنية السياسية والشعبية مزيداً من الإحتقنات بسبب آفة الفساد التي تماطل الحكومة الحالية في علاجها ، نلاحط بأنه كلما اشتد الشارع الأردني كلما أسرعت الحكومة في عملية الإصلاح . ورسالتي إلى دولة عون الخصاونة حكومتكم التي قمتم بتشكيلها في ظروف سياسية حرجة منها الشرفاء واصحاب الأيداي النظيفة ومنها الأنتهازيين والوصليين فعليكم غربلة الحكومة قبل سياسة من (أين لك هذا) يجب عليكم البدء سريعاً في المحاكمة الحقيقية لمن يختبئون خلف العشيرة والقبيلة وافراز النتائج ليشعر المواطن البسيط ذلك على أرض الواقع .
ولا لسياسة القبض ..السجن.. التكفيل.. النسيان.. فكما تعلم اجهزتكم جزئيات تفاصيل المواطن فإن المواطن أيضاً يعلم أجزاء جزيئيات ما يدور في الفُلك السياسي الأردني .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات