ما أوقح هذا النظام!


تدل على رؤية ثاقبة تصريحات العاهل الأردني عبد الله الثاني في ديسمبر/كانون الأول 2004م أثناء زيارة له إلى واشنطن، فهو أول من نحت مصطلح "الهلال الشيعي" على المستوى السياسي، محذرا قبل ثماني سنوات من واقع مرير مؤلم قادم، بات يتمثل في جزء منه هذه الأيام في شلال الدم المتواصل للشعب السوري الشقيق منذ أكثر من عام.

وتدل على حكمة وبصيرة تصريحات أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل أيام، وذلك أثناء زيارة له إلى إيطاليا، والمتمثلة في قوله بشأن ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مجازر "إن موقف مجلس الأمن غير أخلاقي إزاء شعب يقتل كل يوم ويتلقى الصمت فقط".

ويدل على بُعد نظر أكيد قوله أيضا إن "احتمال نجاح خطة مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سورية كوفي أنان للتوصل إلى حل للأزمة السورية، لا تتعدى نسبته 3%".

كما يدل على رؤية ثاقبة قول الأمير إنه "لا يعتقد أن الشعب سوف يتراجع، ولو كلّف ذلك عشرات الآلاف من القتلى".

وليس ببعيد عن تصريحات الزعيمين، تأتي تصريحات للأمير الحسن بن طلال عبر مقالة نشرتها له صحيفة لوس أنجلوس الأميركية الثلاثاء الماضي، والتي يدعو فيها الولايات المتحدة إلى دعم الشرق الأوسط وعدم التخلي عنه في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الفوضى.

ورؤى الأمير تنم عن وعي كبير، تلك المتمثلة في قوله قبل أيام إن لدى الولايات المتحدة واجبا تجاه الشرق الأوسط، وإنه لا ينبغي أن تدير ظهرها للمنطقة، مشيرا إلى أنه يمكنها تقديم المساعدة بوسائل مختلفة.

بل، وتدل على سعة أفق كبير أيضا، مطالبة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون المجتمع الدولي بإلغاء مهلة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان، وذلك لأن نظام "الأسيد الصغير" يستغلها لقتل المزيد من أبناء وبنات وأطفال الشعب االسوري وتهديم المنازل في حمص وإدلب ودرعا ودير الزور وغيرها من المدن والبلدات السورية على رؤوس ساكنيها، وقد حصل.

لا بل إن غليون أطلق على نظام الأسيد نعوتا تنم أيضا عن سعة اطلاع، وهي تلك المتمثلة في قوله قبل أيام إن النظام السوري قاتل ومرواغ وكاذب ومنافق.

رؤى الزعماء والقادة جميعها تحققت أو في طريقها للتحقق، فها هي كتائب الأسيد تواصل دك المدن والبلدات السورية بالمدافع الثقيلة وراجمات الصورايخ، وها هو معدل قتل كتائب وشبيحة الأسيد الصغير لأبناء وبنات وأطفال الشعب السوري في تزايد مستمر كل يوم.

بقي القول إنه ربما يكون لنا أيضا ما يشبه المعرفة ببواطن الأمور، وهي التي ربما تتمثل في قولنا ""ما أوقح هذا النظام!!"" و"ما أجبن هذه الكتائب!!"، فكتائب وشبيحة نظام الأسيد يختبؤون وراء أطفال وحرائر الشعب السوري، ويتخذون منهم دروعا بشرية على ظهور الدبابات التي لم تعرف جنازيرها طريقا أبدا إلى الجولان المحتل، منذ زمن بعيد!!

وأما كتائب الأسيد، فمنهارة عما قريب، وأما نظام الأسيد ففاقد لشرعيته منذ أن فَقَدَ أول طفل سوري أول قطرة من دمائه الطاهرة، وهو نظام منهار ومتهالك وساقط، وأما الأسيد فيرقص رقصة المذبوح، أم هل يظن الأسيد الصغير أن بإمكانه الضحك على ذقون العالم مجتمعين إلى فترة طويلة؟!

*إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
Al-qodah@hotmail.com



تعليقات القراء

فرج
اول مره بشوف واحد معجب بامير قطر ...والله مش عارف بفكره ولا تقافتة ولا مواقفه.............
21-04-2012 04:19 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات