تحليل الفكر السياسي الأردني


شهد العالم العربي في الحقبة الأخيرة من نهاية عام (2010م) مرحلة نوعية من الثورات الشعبية في مختلف البلدان العربية ناتجة عن الأحتقانات السياسية والمالية التي أدت في الأطاحة ببعض الأنظمة العربية العميلة والتي باعت شعوبها وأوطانها بثمنٍ بخس من أجل اجندات خاصة كانت تعمل عليها منذ فترة طويلة .

كانت ردود الفعل السياسية الأردنية إزاء هذه الثورات في موضع الإعتدال بعدم التدخل في الشؤون الخارجية ، مع احتواء اللاجئين وتأمين المستلزمات الطبية والعينية ، جراء استمرار هذه الثورات ، مع استمرار الحراك السياسي الرسمي في المحافل الدولية ومشاورة الأشقاء العرب خصوصاً السعودية منها التي تمثل (المطبخ السياسي العربي ) .

ولم تقف السياسة الأردنية في دور المتفرج حيال القضيا الإقليمية والدولية جراء الكوارث الطبيعية والبشرية بل قدمت المعونات والمساعدات برغم شح الموارد الإقتصادية .

نتستطيع الأن التحدث بكل وضوح وشفافية مع تعامل الفكر السياسي الأردني في ظل ماجرا مع احداث الثورة الأردنية !؟
إن تعديل (45) مادة دستورية واضافة (15) مادة جديدة ما هي إلا ثورة من النوع الثاني كما وصفها الفيلسوف الإغريقي ارسطو .
كما ساهمت لحدٍ ما في تأثير الموقف السياسي الأردني للخروج من نفق الإحتقنات المزمنة التي شهدتها الساحة الأردنية عبر سنوات الطويلة من التراكمات وعدم تفعيل الدستور .
فلقد تم فعلياً إنشاء محكمة تعنى بالدستور مع إعطاء مساحة كبيرة جداً للتعبير عن الرأي والرأي الأخر عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وعدم تكميم الأفواه .
كما تلعب السياسة الأردنية دور المشرف والمراقب على الأحزاب الأردنية ، وتتعامل بحذر واسترضاء بعض الأحزاب الأردنية وتحاورهم في تهدئة لشارع الأردني حيال قضية بالغة الخطورة ألا وهي (الفساد) .
إذا استطاع الساسة الأردنيون معالجة هذه المرض المستشري في اجهزة الدولة ومؤسساتها سيحمي الشعب والجيش والقيادة من أية اهتزازات ارتدادية حيال ما يجري في المنطقة العربية .
ولنكن أكثر عقلانية ووضوح فلقد صرحت عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن هنالك فئة من الناس نشاهدها عبر شاشات التلفزة تتحذلق بكل وقاحة ، وتتحدث عن برامج اصلاح ومكافحة الفساد وهم بالأساس أصل الفساد وهم المفسدون .
إن الفقر والجوع والباطلة ناتج في حقيقة الأمر عن هذا المرض الخطير الذي قد يؤدي إلى ارتباك واختلال القرار السياسي ، الذي سيقذف في المنطقة الى كارثة حقيقية لا سمح الله .
لن تتم عملية الإصلاح الحقيقي إلا اذا اتبعنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واستذكر في هذا المقام الفاروق -رضي الله عنه عندما خطب فقال: "أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه"، فقام له رجل : والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فقال عمر: "الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه".
من هذا المنطلق السياسي سوف نستأصل الفساد من جذوره ، وسوف يزيد ترابط الصفوف والوحدة وسنقف سداً منيعاً أمام أي زلزال أو اعصار قد يواجه المنطقة أو يتغلغل فيها .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات