الأردن للأردنيين يا آرِنْز


موشي آرنز تقلد أرفع المناصب من وزير دفاع إلى وزير خارجية وسفير في الولايات المتحدة لحكومة إسرائيل ومتخرج من أرقى المؤسسات التعليمية الأمريكية, يقول في مقال له في جريدة هآريتز الإسرائيلية بتاريخ 17/04/2012 أن الأردن هو وطن الفلسطينيين سائقا دليلا أشبه ما يكون بنكتة سمجة وهو أن الفلسطينيين يقولون أن البدو في فلسطين هم فلسطينيون وعليه فإن البدو في الأردن هم أيضا فلسطينيون. قياس تافه وعقيم واستنتاج يدل على سطحية وقفز صاحبه عن الحقائق رغم المكانة التي يتمتع بها آرنز.
نقول لآرنز, طالما قبلت بفلسطينية بدو فلسطين فلماذا لا تقبل بأردنية بدو الأردن؟ أليست هذه ازدواجية؟ فأنت مدين لقرائك بتوضيح أو تصحيح أو اعتذار .
وفي معرض مقاله يقول الوزير والسفير السابق ويتباكى على الفلسطينيين ويدعي أن هناك أكثر من ألف فلسطيني على الحدود الأردنية السورية يودون الدخول إلى الأردن ولكن الأردن يرفض ذلك كما يزعم. نقول لهذا المتباكي أن شخصا بوزنك عند قوله فلسطينيون يعني ذلك أنهم ينتمون لفلسطين التي تحتلوها أنتم والجدير بهم العودة لفلسطين عبر الجولان. وما تفعله حكوماتكم القمعية بالفلسطينيين من قتل وتشريد وهدم للبيوت ومصادرة للأراضي, ماذا يمكن تسميته بميزانك؟ فإليك عن هذا أيضا.
كما ويشير أن مقولة الأردن هو فلسطين تعتبر دعاية تخريبية في عمان. فنقول لك أيها المتحذلق نعمٌ كبيرة إنها تخريبية بمقياس الأردن الذي دوما مليكه يعمل ويجوب الدنيا للحفاظ على الهوية الفلسطينية مؤكدا على قيام دولة للفلسطينيين على أرضهم وعودتهم وتعويضهم. فدعك من هذا أيضا.
ويكذب آرنز بقوله أن الملك عبدالله الأول قد ضم يهودا والسامرة وأجزاء من القدس ومنح سكانها الجنسية الأردنية. لقد كانت محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لوقف تغوّلكم وتمددكم الذي لا ينتهي في زمن كانت فيه الإمكانيات والمقومات الذاتية تكاد لا تتوفر . فإليك عن هذا يا آرنز.
ويقول أن منظمة التحرير الفلسطينية حاولت الإستيلاء على الأردن في عام 1970 لكن الجيش(الأردني) قد دحر القوات الفلسطينية ليمكّن الملك حسين ( طيب الله ثراه) من البقاء في الحكم (رغم رفضنا الشديد لما قامت به وخططت له منظمة التحرير الفلسطينية) وكأنه يود القول أن جيشنا العربي ليس من أولى واجباته حماية الوطن ومواطنيه بمن فيهم الملك. فابحث لفتنتك عن مكان آخر.
ويستمر كاتبنا آرنز في هذيانه ليقول أن وينستون تشيرتشل وزير المستعمرات البريطاني آنذاك قد أعطى "شرق فلسطين" للملك عبدالله ضامنا له عدم هجرة اليهود إليها كما ويقول أن وينستون تشيرتشل أعلن أن هدفه كان خلق فلسطين يهودية بالكامل. ويضيف أن ذلك كان بداية تراجع بريطانيا عن التزامها بوعد بلفور(المشؤوم). نقول للهاذي آرنز هل سقط الأردنيون على الأرض الأردنية من كواكب أخرى أو من قارات أخرى كما هرعتم أنتم اليهود من كل أصقاع الأرض للإستيطان بأرض فلسطين العربية؟ وعندما أعطاكم تشرتشل فلسطين ألم يكن يريد التخلص منكم لأنكم كنتم سرطانا ينتشر في الجسم البريطاني وأراد أن يجتثه لإدراكه أنه لاحدّ لجشعكم الذي به تتحكمون شيئا فشيئا بشرايين الدولة والمجتمع ؟ فاعرض عن هذا يا آرنز.
ويمضي بهذيانه ويقول أن الملك حسين (طيب الله ثراه) أراد أن يبعد نفسه عن السكان الفلسطينين في يهودا والسامرة والقدس الشرقية ولذلك قطع العلاقات القانونية والإدارية معهم. ألم تعلم يا آرنز كما يعلم العالم والعرب أن ذلك مطلب عربي تكرر طرحه على الأردن بكل المناسبات ومؤتمرات القمة وبالتالي استجاب الحسين لرغبة العرب بمن فيهم الفلسطينين؟ فكفاك هذياناً.
ويبالغ بخبث اليهود لتزوّير الحقائق عندما يقول أن الفلسطينيين هم الغالبية السكانية في الأردن. وفي الحقيقة نسبتهم بحدود ال %40 من سكان الأردن. آرنز دع الحقائق تتحدث عن نفسها.
ثم يسأل آرنز إذا لم يكن الأردن هو فلسطين فماذا يكون؟ حيث مؤيدي قيام دولة فلسطينية في يهودا والسامرة وغزة يطالبون بإقامة دولة فلسطينية ثانية ويمضي بقوله وليس هناك قانون في الطبيعة يحول دون إقامة دولة فلسطينية شرق نهر الأردن وأخرى غربه. فهناك الألمانيتين سابقا وكوريا الجوبية وكوريا الشمالية. لكنه (والكلام له) القياس هو الذي يدعو للسؤال عن الديمومة والشرعية لمثل هذا الترتيب. طرحك هذا يا ارنز دعوة لإلغاء الأردن الذي سيكون نارا مستعرة لمن يجرؤ على محاولة تسويغ أوترويج هذا الهذيان. فابتعد عن طرحك هذا.
ثم يتظاهر آرنز بالعودة لرشده بطريقة تقترب جدا من النفاق عاملا بمبدأ "إكسر واجبر" ليقول أن المؤسسة الدفاعية الإسرائلية تعارض وبشدة الحل القائل أن الأردن هو فلسطين وذلك لسبب وجيه. ثم يشهد للأردن بكفاءة جيشه وأجهزته الأمنية وتلك شهادة لا نحتاجها. كما يقول أن الأردن يتعاون مع إسرائيل لإبقاء الحدود آمنة كما ويتعاون في مجال محاربة الإرهاب. ويتابع قوله نافيا وجود سبب لترحّب إسرائيل باستيلاء فلسطيني على الأردن. ثم ينهي موشيه آرنز هذيانه بقوله أن الملك عبدالله الثاني يخوض معركة خاسرة حيث هناك الموجة السكانية التي من المحتمل عدم علاجها.
وبناءا على ذلك نقول لآرنز أنك تناقض نفسك بنفسك حيث في بداية مقالتك تدعو لقيام دولة فلسطينية على حساب الأردن وفي نهايته لا ترحب بمثل هذه الدولة. وكذلك تشهد للأردن بتعاونه بمجال حفظ الحدود آمنة. وهذا طبيعي جدا لا حاجة لنا بشهادتك حيث ليس من مصلحة أية دولة أن تكون حدودها مع جيرانها غير آمنة, وفي مجال الإرهاب ، فالأردن يعمل على مكافحته في إطار جهد عالمي مرحب به. فاحترم عقول قرائك يا آرنز.
سواء مدحت الأردن أم لا فلن يغير ذلك من حقيقتك شيئا ألا وهي أنك عدواني متناقض ومزور للواقع. فدعك من الترقيع والنفاق الظاهرين هادفا ترك انطباع يُظهر ما لا يُخفي. أما قولك أن الملك عبدالله يخوض معركة خاسرة بسبب الموجة السكانية فهذا قول أثبت بطلانه الواقع الذي يعيشه سكان الأردن حيث الأردن أرض رباط ولديه من التنوع الديموغرافي والإنسجام الديني بين مسلميه ومسيحيّيه ما أثبت أن هناك عقلانية وحكمة من القيادة الهاشمية خلقتا توازنا وتوافقا بين مكونات المجتمع الأردني وهي حالة ينفرد بها الأردن, فاعرض عن هذا يا آرنز.
وفي الختام إعلم يا آرنز أن الأردن للأردنيين ولن تكون يوما لغير الأردنيين الذين يغارون على أرضهم ووطنهم والذين لا ينتمون إلا له ولديهم الإستعداد ليكونوا جمرا تحت أقدام من يحاولوا المساس بذرة تراب من وطنهم وقد اختبرتموهم في معركة الكرامة وشهدتم أنتم أنفسكم لهم بمقداميتهم واستماتتهم في الدفاع عن أردنهم.
واعلم أيضا أن فلسطين للفلسطينيين لم ولن يتخلوا عنها مهما طال الزمن وتغيرت الظروف فهم أيضا يفدون أرضهم ووطنهم بأرواحهم وبكل ما أوتوا. فأرح يا آرنز واسترح.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات