الغباء الروسي بالموقف السوري


....إعتادت الدول العظمى ,خاصة ً صاحبة المصالح لدى الدول العربية وعلى رأسها امريكيا ,على مداراة ومسايرة الأنظمة العربية الأستبدادية ودعمها وتحييد مصلحة الشعوب العربية ,كون هذه الأنظمة محققة ً لمصالح هذه الدول صاحبة المصالح من نفط وسوق ٍ إستهلاكية حصرية سواء ً تموينية أو عسكرية ...الخ وقائمة ً على قمع شعوبها(العربية) وقهر وطمس آمالهم وطموحاتهم وإخضاعهم للإرادة والأدارة الأمنية والقمعية ,وإستمرت الأنظمة العربية بهذا النهج على شعوبها حتى تولد فكرا ً جديدا ً لدى مفكري العالم وسياسييهم أن الشعوب العربية إستمرأت العبودية ولم يعد لديها طموح لا بالحرية ولا حتى تحمل مسؤولية القضية (القضية الفلسطينية),حتى إذا اراد احد السياسيين من باقي دول العالم أن يصف نفسه بالشجاع والمقدام فإنه يصف نفسه ُ بأنه ُ ليس بعربي (أي ليس من النوع الذي يرضى بالظلم والقهر والعبودية), حتى جاءت الثورات العربية بعد سبات ٍ طويل تحت كنف أنظمة مستبدة, وعلمت هذه الثورات العالم أجمع دروس في معنى وكيف تنال الحرية ,فبدأت هذه الثورات المباركة في تونس الغراء من بين الضغوط والقمع الممنهج الممارس على التونسيين ,فثار الشعب ونجح بثورته وتبعها مصر ,وهي تحاول الآن أن تقف على قدميها بعد زوال رأس النظام الفرعوني ,ثم تبعها ليبيا ثم اليمن ثم سوريا التي تعاني الآن الأمرين من جراء إستباحة الدم والعرض من قبل نظامها البائد ,وعلى اثر هذه الثورات فتحت غرف العمليات و المشاورات في الدول الأوروبية خاصة ً ولم تغلق هذه الغرف لغاية الآن(عمل مستمر 24 ساعة ليل نهار)في محاولة فهم وإستيعاب ما حدث ويحدث,وكانت النتيجة الحتمية التي لا مفر منها إلا إليها ,وهي وجوب الوقوف الى جانب إرادة الشعوب , لأن نواميس الطبيعة تؤكد تحقيق إرادة الشعب إذا الشعب اراد ذلك,فمصلحة الدول الأوروبية حاليا ً وخاصة امريكيا في هذه الثورات هو خذل الأنظمة العربية الأستبدادية التي كانت حليفة, ومحاولة بل وجوب الوقوف الى جانب الشعوب ,والغريب في الأمر أن روسيا لم تجاري فكر اوروبا ,وهي حتما ً إن إستمرت في هذا النهج فهي تعبر عن غباء سياسي حتى لو انها دولة عظما ,وبهذا الأمر تكون اوروبا وعلى رأسها امريكيا تكون قد تقدمت وتفوقت على روسيا في محاولة إسترضاء وإستمالة الشعوب العربية الثائرة إلى جانبها ,فروسيا لا زالت واقفة الى جانب النظام السوري البائد , السؤال هل تُرى سيبقى لروسيا اي رصيد لدى شعب سوريا او الشعوب العربية ؟ اليس حريا ً بروسيا أن تفهم وتستوعب الدروس من تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها ؟ والباب لا زال مفتوحا لأستمرار ثورات التحرر, ولا بد للقيد أن ينكسر عندها ستخرج روسيا من المعادلة .
rramadneh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات