خرافة المندسين


لا زلنا نؤمن بخرافة المندسين ، وشبح اصحاب الفتن ، ففي تاريخنا كان عبدالله بن سبأ ، حيث امنا أن هذا الرجل الوحيد كان وراء زلزال الفتنة الكبري ، ولم نلتفت للاسباب الموضوعية ولا للحقائق على الارض .
حكاية المندس والعميل وصاحب الاجندة ( فردا أو مجموعة ) ما هي إلا خرافة . انا لا اكاد اصدق أن في الاردن حتى فرد واحد مندس أو عميل لجهة خارجية ويعمل لحسابها ، وإذا وجد لن يعمل بالعلن ،وهذا العميل الاسطورة قادر بسحره على تحريك شباب الطفيلة ــ مثلا ــ أو حزب جبهة العمل الاسلامي بكل قياداته ويعمي ابصارهم جميعا ، لا شك أن هذا العميل المفترض صاحب كرامات ، واهداف الهميل شريرة تتمثل في النيل من الاردن خدمة لاسياده الذين لا نعرفهم . ولم يثبت دليل لا عقلي ولا نقلي على صحة اتهام احد بالعمالة للاجنبي ،
موضوعيا وبالعقل ، هذا كلام فارغ ومتهافت وتكرره كل الانظمة التي لم تحوز على ثقة الشعب الحقيقية والصادقة ، لا يوجد عملاء لا في هذا الطرف أو ذاك ، وإنما صراع طبقي سياسي بين اصحاب مصالح متناقضة ، اركان النظام يريدون الاستحواذ على اكبر كم من ثروة البلد لمصلحتهم واقاربهم وانصارهم وهذا سلوك مفهوم وطبيعي ، ولا يردعهم إلا القانون والرقابة والاعلام الحر ووعي الناس وقدرة الناس على قول الحق والدفاع عنه إمام السلطة بكل مستوياتها دون وجل أو خوف ، ولهذا قيل : إن الله يزع بالسلطان ( القانون ) ما لا يزع بالقرآن ( الضمير ) ، والسلطان المقصود ليس الحاكم كشخص ( فقط ) وإنما القانون ، فاحيانا نحتاج أن نزع السلطان نفسه وعبثا أن نظل نبحث ونطالب بوزير أو نائب أو رئيس وزراء ( عنده ضمير ) يخلص للشعب ، حبا بالاردن ، هذا كلام ( لا يطعم خبز ) .
لا تصلح الدولة من خلال بطل منقذ أو انتظار المهدي ، على اهمية الفرد ، وإنما تصلح من خلال اجراءات على الارض لها صفة الموضوعية ، تعتمد العقل والبحث والعلم ، ونقتدي بالدول المتقدمة في انظمتها السياسية ولا نصدق اكذوبة الخصوصية الوطنية فما يصلح في امريكيا يصلح عندنا كشكل سياسي وانظمة وقوانين ، واتهام شعبنا بانه متخلف وان الديمقراطية يجب أن تكون تدريجية ، هي مغالطة تاريخية ،
ما اهدف إلى قوله ، أن الحقيقية موضوعية ، وان الاكاذيب والاساطير عن عملاء هي من اختراع الانظمة السياسية نفسها لتبرير زج الناس بالسجون ، الشعب الاردني هو شعب وطني مئة بالمئة مثله مثل الامريكان والالمان وغيرهم ، ولكن الصراع السياسي حتى اللحظة هو السبب ، عندما جعلنا النظام السياسي فوق الدولة والشعب واعلامنا الرسمي لا زال ينقل لنا وقائع ( غير حقيقية ) عن حب الشعب لحكامه والولاء والاخلاص المطلق ( كان الشعب متهم دائما في ذمته واخلاقه ) ، والاصل أن الحكام هم فقط المطلوب منهم اثبات الولاء والاخلاص والصدق وليس العكس فالشعب أي شعب فوق الاتهام تحت أي صيغة وما سمعت يوما أن شعبا اتهم بالخيانة أو ثبت عليه تهمة العمالة للاجنبي أو عدم الاخلاص ، هل من الشعب الاخلاص للحاكم ؟!!!! ، اننا في الدول العربية عموما نقلب الامور ونناقض المنطق ، ما سمعت أن الالمان يرسلون برقيات مكتوبة ( بالدم ) ولاء لميركل يؤكدون ولائهم واخلاصهم لها .



تعليقات القراء

تابط شرا
باسم كل العقلاء : شكرا !
18-04-2012 11:41 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات