وطن الحب .. في يوم الحب


عندما يخصصون للحب يوما يا وطني.... نجد انفسنا – نحن فقراؤك - منوطين بتدوين هذه الكلمات في مناسبة كهذه، ليس تبجيلا لها بل لسموها، لأنها وظفت من أجل أسمى الغايات «الحب» .... يوما للحب العالمي... يرتدي فيه المحبون أزهى الألوان وهو اللون الأحمر ربما رمزا لدماء شهداء الأوطان الذين مهروا الفداء به , وربما لغاية أخرى..وللمحبين طقوس يحتفون من خلالها به، منها إهداء وانتقاء أجمل الكلمات.

نحن يا وطني قلوبنا تنبض بالحياة مهما سطت قسوتها ..ننهض من ركام الصدأ وأطلال الجمود ..نجلي ما علا النفوس منها ..ننقب عن ثغرة ننفذ من خلالها إلى الفرح أو ندعه ينفذ إلينا .. وما أحوجنا إلى كلمة جميلة وإلى عاطفة صادقة ..إلى هدية ترمز لغايات إنسانية يعز نشدها في زمننا هذا الذي غلفه عالم الماديات وعلب العواطف الفارغة.. نشعر حاجتنا للحب مهما بلغ بنا العمر ومهما ناب الدهر بمطاياه نفوسنا.. نتجلى ..نسمو.. بكلمة... بحرف .. بابتسامة.

نحن فقراؤك لا نملك ثمن وردة حمراء ... عز ثمنها هذه الايام ... لكنا نملك الحرف والكلمة والحب الصادق ..فهل نستميحك ونقبل مواطئ الأقدام من ذراك ..يا عشقا سكن فينا منذ الأزل. فهل تسمح لنا ان نفتح دفاتر الايام الجميلة ..لنبادلك الحب بالحب ..فصباحك لم يزل فينا ذلك النهر المقدس ..و المدن الغافية على مد السفوح، .. صباح المآذن والقباب .. للجوامع والكنائس.. صباح الحرية الممتد من ام قيس الى جبل ام الدامي .

لم تزل فينا كهامات السرو واللزاب ..وكروم الزيتون ، والسفن الراسية في خليج العقبة .. والنوارس التي تحلق فوق الصواري ... لم تزل فينا ذكريات الف ليلة من أغاني الريف والبادية .. والشروقي والهجيني والحدا..والسامر. ، وعطر يندح رغم تعب السنين ، يذكرنا بمن حلموا بمجدٍ زاخر وضاء...، بمن علموا حقيقة جوهر الزمن، فأومض نبضهم يختال بين النصر والكفنِ...؛ لكي نحيا ونرفل في عروبتنا بلا قيدٍ ولا وثن.

هم العسكر.., من حملوا لواء العزّ فانطلقوا بعزمٍ الصابرين إلى دروب المجد. .. لم تُلهِهِم تجارة؛ ولم يَحُل بينهم وبين الذود عن ترابك سلطانٌ ولا نزوة ولا تطلُّع إلى مجد شخصي، فالمجد هو مجدك أنت؛ والحياة لا يكون طعمُها مُستَساغاً إلا فيك حراً ناصع القسمات... تحية الورد الذي يفترش دروبهم، و أكاليل الغار مرفوعة على جباههم، وقبضة من رز منثورة عليهم كعادة استقبال الجنود المظفرين، تحية من نسيمك لهم، يا من حملوك دوماً بين جنبات الضلوع، وأحاطوك بهدب العين .. حراسك .. يزهون بك وتزهو بهم..يحملونك تاجا من ظفر على رؤوسهم , غايتهم كلمة الرضا .. وان يبقى بيرقك عاليا . سماؤك تظللهم لتقرأ سورة ياسين عليهم قبل ان يناموا..

الحب ليس شعارا نردّده أو شعر نتغنى بأبياته أو علم نلّوح به، بل هو الولاء الحقيقي الذي تقترن أقواله بأفعاله!! حب الوطن الحقيقي هو الذي ينبض به قلب المواطن في كل لحظة يعيشها طوال العمر، فليس للوطن يوم واحد نحتفل به.. بل أيامنا كلها لك!!
الوطن .... نتاج ما نحن عليه كمواطنين، نحن الذين نكوّن خلاصة ايجابياته ونصنع كذلك سلبياته، الوطن نحن بما نكونه ونحن الوطن بما نكون عليه!! إن المواطنة الحقيقية لا تكتمل دون استشعار المسؤولية تجاه حقوق الوطن والوفاء بالتزاماته، وهي ليست مسؤولية ثقيلة ولا التزامات مرهقة إذا ما اندمجت روح المواطنة عند الإنسان بالوطن الذي يمشي على ترابه ويستنشق هواءه ويلتحف سماءه!!

ما يريده الوطن منا هو عقل يطل على الحاضر من نافذة الوطن, وروح وثابة تتطلع نحو المستقبل لأجل الوطن, وشعلة لا تنطفئ لتنير طريقه في مسيرته الحضارية بين الأمم، وهي شعلة وقودها العلم والعمل والعطاء!! و عندما تُدرك فئة تتعايش بأنانية وتطغى عليها روح الاستغلال والأخذ دون العطاء مع أوطانهم وكأنهم غرباء عنه، أن الوطن هو المواطن .. والمواطن هو الوطن .. فإن كل السلبيات والأخطاء التي تمارسها تلك الفئة بحق الوطن تصبح سلبيات وأخطاء ترتكبها بحق نفسها أولا !!

Ibrahim.z1965@gmail.com



تعليقات القراء

اكرم الزعبي
كل الوفاء والحب للوطن يا اخي سلمت يمينك لتبقا تكتب الشىء الجميل
10-05-2009 08:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات