هي حالة من التيه الأبدية في علاقة أية حكومة أردنية مع الشعب ، ودائما هي كحكومة ترى الاشياء بكل وضوح ونحن كشعب بكل تشكيلاته الحزبية أو الشعبية لانرى الأمور كما تراها الحكومة ؟ ، إذا هناك سر صغير جدا يصعب فهمه في هذه العلاقة .
ففي لقاء معالي راكان المجالي مع الاعلام أشار معاليه أن الحكومة راضية عن قانون الانتخاب الحالي وهو كذلك شخصيا راضي جدا عنه ، وأن حكومة الخصاونه هي حكومة انتقالية للأفضل ، وأن الحكومة لن ترضي بإنتخابات مزورة ، وبهذه الثلاثة نقاط التي تراها حكومة الخصاونه نجدها حكومة وبناء على نظرتها أنها تقوم بدورها بشكل ممتاز يعطيها الحق بأن تعتبر نفسها مميزة عن غيرها من الحكومات .
وفي البداية هي حكومة تجد في قانون الانتخابات الجديد وجه للديموقراطية اللأردنية القادمة بعيدا عن خانة الصوت الواحد فهي أعطت المواطن ثلاثة أصوات وهو كمواطن يمتلك الحرية في كيفية إستخدامها ، وهي كحكومة تمثل مرحلة إنتقالية للأمام وليس للخلف وهي تبذل كل جهدها في إخراج معظم القوانين في الادراج وإلقائها في رقبة مجلس النواب الذي تقع على عاتقه مسؤولية إقرارها من عدمه ، إذا دورها هنا هو فتح الادراج وتنظيفها من تراكمات الحكومات السابقة ، وعن رفضها لإنتخابات مزورة فهي مقتنعة أنها تضع الأسس لازمة لذلك من خلال التعجيل بتشكيل الهيئة المستقلة للإنتخابات وإخراجها للنور ، وفي نفس الوقت هي ترى في دورها هذا بداية الإصلاح في تعامل الحكومات مع صندوق الاقتراع .
ومما سبق نجد أنها حكومة راضية كل الرضا عن دورها وهي تملك رؤية وبصيرة لايمتلكها أحد ، وإن كل ما يصدر عن الشارع الأردني بكل أطيافه هو مجرد أصوات نشاز ولاتمثل الواقع وبدليل أن هناك أصوات لم تخرج وهي أصوات الغالبية الصامتة في الوطن ، وهي حكومة ترى الأمور بنظرة قوية ونحن كشعب نمتلك نظر قصير ونريد أن نعيش يومنا فقط ولا نمتلك نظرة الحكومة للأمور .
هذا خلاصة ما خرجت به من لقاء معالي راكان المجالي مع الاعلام وبالتالي فأنا فعلا لم أفهم هذه الحكومة وخصوصا الجزء المتعلق بعلاقتي معها ، وهنا أقدم إعتذاري لدولة عون الخصاونه وطاقمه الوزاري وبالذات الوزير راكان المجالي الذي أقنعي كثيرا بكلامه مع أنني لم اتمكن من أخذ جملة واحدة مفيدة ومكتملة المعنى من حديث معاليه وخرجت مبكرا من اللقاء وهذا دليل على أنني مواطن غبي ؟.