الحل الأمني لحراك الطفيله هل أصبح قريب ؟؟


منذ أكثر من عام تشهد محافظة الطفيله حراك شعبي يعد الأقوى في المملكه، ليس لأن سقف الشعارات عالي فقط بل لأنه يشير أيضا إلى مواطن الخلل والفساد مباشرة، بعيدا عن الحسابات السياسيه المبنيه على مصلحة القوى السياسيه ،ويشهد لهذا الحراك بأن جميع مسيراته سلميه بإمتياز كيف لا ؟؟ فجميع مسيراته لم تخرج معها دورية أمنيه على الأقل ،وإن دل هذا دل على أن الدوله الأردنيه بجميع أركانها وعلى رأسها الأجهزه الأمنيه تلعم علم اليقين بأن هذا الحراك هو حراك وطني مستقل ،هدفه الأول والأخير هو إصلاح النظام ومنع سقوطه ومحاربة منطومة الفساد الهائله ،ولايسعى أبدا لإسقاط النظام ،وإن علت سقف هتافاته ،وعلى ما يبدوا أن قوى الشد العكسي (الخاسر الأكبر من عملية الإصلاح) قد بدأت فعلا بمحاربة الحراك الأردني وبالأخص حراك الطفيله على أرض الواقع ،فمنذ أشهر قليله بدأت الأمور بالتأزم في الطفيله وبدأت عملية تحشيد الشعب الأردني ضد الحراك ، فماذا بعد ذالك ؟؟ .

ابدأ بأزمة العاطلين عن العمل في الطفيله وكيف تعاملت وتفننت الدوله في تأزيمها ،300 شاب عاطل عن العمل يعتصمون من أجل المطالبه بوظائف أتى الرد من دولة عون الخصاونه شخصيا ووعدهم بتأمين وظائف لهم خلال أقل من شهر!! وهذا من المستحيل أن يحصل خلال هذه الفتره القصيره ،مر الشهر وعاد الشباب العاطل عن العمل واعتصموا وفي لحظه إندلعت أعمال شغب محدوده ،على إثرها خرج أحد المسؤولين بعد أقل من ساعه!! وصرح بأن حراك الطفيله هو المسؤول عن تلك الأحداث !!،تحولت الطفيله في اليوم الثاني الى ثكنه من قوات الدرك تقوم بإعتقال الناشطين بأسلوب قمعي حيث أكد المعتقل ابراهيم أبو عايشه أن قوات من الدرك فجرت باب منزله لإعتقاله وتم إعتقال المهندس مجدي القبالين وهو يعمل على إزالة مخلفات أحداث الشغب ، هنا تم إستغباء الشعب الأردني عبر توجيه تهم سياسيه للمتهمين مع أن سبب الأعتقال الذي صرح به المسؤول الحكومي هو جنائي !! ، لم يتوقف الأمر عند هذه الحادثه بل تطور في الأيام الأخيره، فقبل أيام قليله تم إحراق عدد من المركيات الحكوميه ،وبدأ بعدها هجوم غير مسبوق على الحراك وإتهامه بالمسؤوليه عن تلك الأحداث ،من المعلوم أن الطفيله هي من أقل المحافظات التي تشهد هذا النوع من الحوادث فلماذا الأن ؟؟ولم هذا التجييش ضد الحراك في الطفيله ؟؟ هل سنشهد حقا سيناريوا تبرير دخول الجيش السوري للمدن السوريه في الطفيله عبر تكرار هذه الأحداث وإلصاقها بالحراك ثم القول بأن المواطنون في الطفيله لا يشعرون بالأمانوهنالك عدم إستقرار في المحافظة ويكون ذالك مبررا لإنهاء الحراك بأسلوب 'الأمن الخشن ' ؟؟ هل قوى الفساد مستشريه في الدوله وتنخرها لتقوم بهذا التفكير السيطاني ؟؟ .

أخير هنالك رساله يجب أن يدركها كل من يختبئ وراء أحداث الطفيله الأخيره مفادها ،أن الحل الأمني لم يكن ولن يكون هو السبيل للخروج من الوضع الحالي ،وإن نجح الحل الأمني فإنه لن يدوم طويلا ،فالمواطن الأردني في حاله مستمره من الضجر والغليان ،ولن يهدأ حتى يرى من سرق قوت ابنائه وحرمهم من الدراسه الجامعيه ......،إلا وراء القضبان ،وبإعتقادي فإن هذا يتحقق بسن قوانين واضحه وصارمه وإعطاء القضاء صلاحيات تخوله بمحاسبة الفاسدين بدلا من دائرة مكافحة الفساد فالشعب الأردني يثق به وبنزاهته ،وبإجراء إنتخابات نيابية نزيهة تعبر عن إرادة الشعب ،حتى لو كانت بقانون .الأنتخاب الجديد الذي أرى انه عادل فعلى الأقل لم يميز ولم يفضل بين القوى السياسيه الأردنيه



تعليقات القراء

محمد الدعجه
الى الأخ الكاتب ارى بأن تحليلك واقعي فقوى الفساد هي من تسيطر على القرار الأردني
17-04-2012 08:59 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات