الحركة الإسلامية جرد حساب


منذ عام 1947 والدولة الأردنية ترعى حركة الإخوان المسلمين انطلاقاً من البعد الديني والقومي للشعب الأردني, على عكس دول العالم العربي حيث تعرضت هذه الحركة للاضطهاد والقمع والقتل والاعدامات نتيجة لاختلافات جذرية بين تلك الدول والحركة, وفي كل دولة كانت محاولات من تلك الانظمة تسعى لاخراط الحركة في العملية السياسية لكن كلها باءت بالفشل!!!.

في الأردن لا يزال مركز الجمعية شاهداً في وسط البلد منذ تلك المرحلة بل وتركت الحركة ترعى شؤونها كيفما شاءت وبأي طرق واموال حتى اصبحت الجمعية امبراطورية مالية متفرعة في عدة قطاعات.

وجاءت احداث نيسان في اواخر الثمانينيات واندلعت في جنوب المملكة وعمت كافة ارجاء الوطن ولم تتدخل الحركة في تلك الاحداث بل خرجت بعض التصريحات تصف ما يحدث بالفتنة وكانت نتيجة تلك الاحداث انتخابات نيابية نجح 21 نائباً من خلالها من الحركة من اصل 60 نائباً مجموع اعضاء ذلك المجلس وحصدوا المكتسبات على حساب الاخرين!! وشاركوا حكومة تلك الفترة وحصلوا على عدة حقائب وزارية...

استمرت مشاركة الإخوان بالانتخابات وكانت مقاعدهم في المجالس النيابية تقل في كل حملة انتخابية حتى وصلنا بهذا العام 1997 حين اعلنوا مقاطعة تلك الانتخابات. وفي كل انتخابات كانوا كما هم يعقدون صفقات ومقاعد!! حتى عام 2007 عندما ترشحوا للانتخابات بالتنسيق مع الاجهزة الحكومية ليحصدوا 20 مقعداً لكن واقع الحال جعلهم يفوزون بستة مقاعد فقط وارتضوا تلك النتيجة على عكس التوقعات التي كانت ترى انهم سيستقيلون من المجلس لكنهم لم يفعلوها!!.

وجاء الحراك عام 2010 وكانت الناس تهتف ضد الفساد والفاسدين وهم يفكرون بالكيفية التي سيتم حصد غنائم من خلال هذا الوضع ولم يتحركوا ولم يقدموا اي ورقة تتعلق بمحاربة الفساد بالقدر الذي يهمهم الانتخابات لحصد المقاعد والمكاسب.
وجاءت قبل ثلاثة شهور المسيرة التي دعوا اليها وسميت بالمليونية فكانت النتيجة انها تقارب الاربعة آلاف شخص ذهبوا الى منطقة الكرامة ثم جاء استعراض القوة من خلال مسيرة شارع طلال المشهورة بالعصب الخضراء!!! وبالمقابل كان الغزل الحكومي من الحكومة الحالية والتهالك على الحركة بطريقة مسيئة لكافة التيارات والعشائر في الأردن لدرجة اصبحت لا ترى هذه الحكومة الا الإخوان المسلمين.

والآن.. انقلب السحر على الساحر بعد خروج قانون الانتخابات بطريقة تختلف عما يفكر فيه الإخوان ونزلوا الى الشارع للضغط على الدولة لتعديل القانون وفق المقاسات الإخوانية لقناعتهم بأن رصيدهم في الشارع الأردني سيجعلهم يحصدون الاغلبية (!!). وكان الدافع وراء ذلك حصول الإخوان المضطهدين في مصر والمغرب وتونس وليبيا على مكتسبات كبيرة وغيرها ونسوا ان هناك تاريخاً من الدماء بين الإخوان وانظمة تلك الدول على عكس الأردن الذي ترعرعوا فيه وحصدوا المكتسبات المالية والسياسية.

الان نرى التصريحات النارية التي تخرج هنا وهناك والاجواء المشحونة التي يخلقونها جراء الاختلاف معهم بوجهة ا لنظر يصل الى حد الضرب بالايدي كما حدث في الشمال.. هل هذه هي الديمقراطية التي ينادون بها? وهل يعودون الى رشدهم? ام سيركبون الموجة ويظهرون انفسهم بأنهم يقودون الشارع!!.



تعليقات القراء

طفيلي ساكنها
الحكومة من فترة طويلة وهي تضطهد الإخوان وتزيف الإنتخابات ضدهم وهذا واحد من أسباب تعاطف الشارع معهم والقانون الجديد للإنتخابات لم يقتصر رفضه على الإخوان بل يرفضه جل الأردنيين حزبيين ومستقلين وكثير من العشائريين وهو قانون لانظير لهم مفصل ليخرج مجلس على نحو معين
16-04-2012 02:51 PM
عادل
اشكرك اخي على المقال الجميل ، وبما انني اخونجي منشق عن الحركة منذ زمن فانني اتوق الى اليوم الذي يشكل فية الاخوان المسلمون في الاردن الحكومة ، اتدري لماذا؟ لانهم كانوا يقولون لنا ان لنا حق على الدولة الاسلامية بالتالي: ببيت كريم ، ودخل كافي ، وظهر سيارة يعني) واخيرا زوجه . هذه الحقوق الاربعه هي حق للمواطن على الدولة بنظرهم ، لذلك انا اريدهم ان يشكلوا الحكومة لنرى صدقهم
ثم ماذا ايها الاخ الكريم ، اخبرونا ان الجهاد فرض عين على كل مسلم طالما ان اسرائيل تحتل شبر من ارض فلسطين ، اما وان فلسطين ما زالت تحت الاحتلال ولحق بها جنوب لبنان وجنوب السودان والسيلية بقطر والمحرق بالبحرين واستبيحت ليبيا فلعلهم اي الاخوان سيشعلوا حربا كونية . لذلك اخي الكريم حكومه بهذة المواصفات تستحق منا ان ننتظرها ونصفق لها وندعوا الله ليل نهار ان (يعجل بفرجها)
16-04-2012 03:33 PM
سلطي
مقال طويل فبه فكرة واحدة هي الهجوم على الاخوان ظلما وزورا

اتق الله يا ..... فاءن الله سيحاسبنا على كل كلمة

أليس الاخوان هم ابناء البلد ! الم يسهموا في بناءه وتنميته! هل وقف الاخوان ضد البلد في أي منعطف مر فيه !

ان كنت لا تعلم فاسأل من هم اكبر منك سنا يفيدوك

الاخوان لم يتاجروا بالوطن ولم يبعوا ثرواته

وكان الاحرى بك ايها ...........المحترم ان تهاجم الذين باعوا الوطن ونهبوا ثرواته

سامحك الله يا اخي
17-04-2012 12:48 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات