رمانة


أعجبني ذلك المثل القائل (الموضوع مش رمانه الموضوع قلوب مليانه) وهذا ينطبق تماماً على حال الحراكات الأردنية المقلدة لكل شيء فالشعارات مصرية والمسيرات تونسية والتنظيم يمني اما مايخفى خلف ذلك كله فهو دعوة لحالة سورية أو ليبية ينادي بها بعض الأبطال هنا وهناك.

بالأمس يحيي المئات ذكرى هبة نيسان وقبلها يحييون ذكرى دوار الداخلية وغدا سنحيي ذكرى معتقلي غوانتنامو وابو غريب ليستذكر المثقفون القائمون على هذه الفعاليات أمجادهم وبطولاتهم، فقد أصبح في هذا الوطن ذكرى لكل شيء، وأصبح للمتسلقين والوصوليين الذين أثبتوا فشلهم في الحياة السياسية والاجتماعية ولفظتهم قواعدهم الشعبية في انتخابات بلدية أو برلمانية أو حتى جمعيات خيرية أو (مختره) صوت عالي مستغلين ما يجري لعل أن يقوم حظهم من جديد،

المشاهد تكثر والمطالب التي تخلو من برامج للإصلاح تزداد وحتى الشعارات الجديدة لم نرى فيها شعاراً واحداً يذكر الإصلاح أو برامجه، فلم يخرج علينا واحد من الإصلاحيين الجدد ببرنامج مقنع يجلب الانتباه والإصلاحيون عبارة عن فئة لا تمثل إلا نفسها يجمعها سبب واحد هو من يدفع أكثر أو من يعرض لقادتها منصب أكبر فهل يقول لي أحدهم ما علاقة سيارات التربية التي حرقت بالإصلاح وما علاقة الشعارات عالية السقف بالإصلاح وما علاقة ذكرى هبة نيسان بالإصلاح وما علاقة قطع الطرق وفتح النار على رجال الأمن بالإصلاح، إذاً الموضوع ليس موضوع رمانة بل هو موضوع قلوب ملؤها الحقد وجيوب اتخمت بالأموال لتنفيذ كل ذلك، فالإصلاح ليس هكذا يا اصدقائي.

الإخوان المسلمين الان يتصدرون المشهد من جديد ويقتسمون الأدوار فيما بينهم فلا تخلو مسيرة أو اجتماع أو اعتصام من تواجدهم في مركز القيادة تاركين أحد (مثرثريهم) خلفهم واجهة إعلامية دون السيطرة عليه أو كبح جماحه، فتارة تجده يشكك بولاء الأردنيين لوطنهم ومليكهم ويقول أن مسيرات الولاء مدفوعة الثمن فهو خبير بالقبض والدفع فموارده الخارجية نبع لا ينضب وتارة تجده في حضن النظام وتارة تجده يهاجم النظام ولم يخرج علينا هذا الجهبذ أو رفاقه ببرنامج واحد يهم الوطن أو الإصلاح.

لم يبقى حجة الآن إلا قانون الانتخاب الجديد فالمحترم يطالب برده ولم يخبرنا ما المطلوب أو البديل ولم يذكر لنا سبب سكوته في الأيام التي خلت وثورته المفاجآة وعودته إلى الشارع ،هو الآن أتقن اللعبة جيداً وسيطر على كل الحراكات في الشارع صار يعرف متى يطلقها ومتى يعيدها إلى بيت الطاعة وليس عليها إلا الولاء والخضوع لأمره فهو صاحب الكلمة والخطابة وهو من يقرر متى يقوم الشارع ومتى يهدأ.

بالأمس ارسلت عشائر بدو الشمال والزرقاء والطفيلة رسائل واضحة وجلية الى كل الاردنيين الشرفاء ان لهذا الوطن رجال تحميه ولا تقبل المزاودة عليه نفس الرسائل التي اتت من الجنوب والشمال والغرب والشرق تقول اننا نحن الاردنيين ونحن من يضحي بالغالي والنفيس من اجل استقرار الاردن والمحافظة عليه ليكون نموذجا للتسامح ووحدة الصف، وبالامس ايضا اكتملت تلك الرسائل بلقاء جلالة الملك بأخوانه من محافظة الطفيلة الذي قال وبكل وضوح انني استمد عزيمتي واصراري على الاصلاح منكم انتم ربعي وعشيرتي وان الطاولة مفتوحة امام كل من يمتلك البرامج الاصلاحية،

اذا لا تتكلموا بلسان الاردنيين وهنا اوجه كلامي للقلة من ابناء العشائر الذين غرر بهم لأن من يسير معكم نهارا يذهب بالليل ليفاوض الحكومة على اقتسام المكتسبات او عدد المقاعد في مجلس النواب فان وصلت لما يرغب سيترككم كما ترككم في الاشهر الماضية عندما حصل على تطمينات من الحكومة على تفصيلة قانون الانتخاب الجديد فلا تكونوا الخنجر الذي يغرسه هؤلاء في خاصرة الوطن والتفتوا حولكم جيدا وحاولوا ان تقرأو المشهد من جديد فالوضع ابعد مما مما تظنون.

هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات