المجمع الإنساني الأعظم ( الأردن ) متحف جيولوجي غني بثوراته وفقير بإرادته


لست متخصصاً من الناحية الجيولوجية، ولكن لدينا في الأردن خبراء لهم حضور إقليمي وعالمي، ونمتلك مؤسسات وطنية متخصصة مثل سلطة مصادر الطبيعية والتي تحتاج إلى دعم نوعي ملكي وشعبي، حكومي ونيابي، رسمي وخاص، إضافة إلى طاقم وزارة الطاقة الذي يبدأ بمعالي الوزير المسئول عن الملف النووي الأردني ولا ينتهي عنده ، لكون الوزارة تمتلك العديد من الخبرات الوطنية ، علماً بأن أمر التنوع الجيولوجي لم يعد سراً ، وحسب تعبير المتخصصين فإن الأردن متحف جيولوجي متنوع يمكن أن يستغل لو أمتلك إرادة سياسية ، ففي الأردن صخور عمرها 800 مليون سنة كما توجد صخور حديثة وظاهرة للعيان ولا تحتاج إلى تنقيب ، وحسب الخبراء فإن أقدم صخور المنطقة في العقبة وهي أغنى صخور العالم بالخامات وتسمى الدرع الصخري ، أما بالنسبة للمواد فلو أخذنا مادة النحاس على سبيل المثال لعرفنا أنه يتواجد في مناطق مختلفة في الأردن وبشكل تجاري ، كما أن احتياطيات النحاس غير مستغلة تحت ذرائع بيئية ، والحقيقة أن المسألة حسب تقديرنا سياسية بالدرجة الأولى !

وعدا عن النحاس فقد تم اكتشاف عرق من الذهب في وادي أبو خشيبة ووادي الحور ووادي صبره وهناك 11 موقعا يمكن دراسة تواجد الذهب فيها وتم تحديد عرق الذهب الذي يمتد بطول 700 متر وعرض يتراوح من 0,5 إلى حوالي مترين، وبالنسبة للزيت الصخري قال أحد الخبراء الأردنيين المعروفين على المستوى العالمي انه يغطي مساحات واسعة من المملكة والأردن سادس دولة في العالم تمتلك احتياطيا للزيت الصخري ويتواجد اقتصاديا بشكل متكشف أو غير متكشف في 23 منطقة معظمها في وسط المملكة ، وبين أن احتياطي الصخر الزيتي يبلغ مجموعه 65 بليون طن ، وتحتوي اللجون 1,3 بليون طن بنسبة %10 من الزيت أي ما يقارب 110 ملايين طن من الزيت وهي تكفي الأردن لقرن من الزمان وان احتياطيات منطقة اللجون وحدها تكفي أكثر من 30 سنة ، أما بالنسبة لليورانيوم فإن الأردن في المرتبة العاشرة عالميا من حيث تواجد اليورانيوم وتوجد ثمانية مواقع استكشاف للخام تم تحديدها حتى الآن.

وأضاف”يبلغ الاحتياطي المقدر أوليا في وسط الأردن حوالي 65 ألف طن”، وقد تم اكتشاف مواقع جديدة تضم كميات من خامات اليورانيوم تقدر بحوالي 15 ألف طن في منطقة الحسا ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج لليورانيوم في موقع مناجم الوسط بسواقة حوالي 2000 طن سنويا وبقيمة تبلغ حوالي 3,2 مليار دولار سنويا مع العلم أن سعر الطن الحالي 160 ألف دولار وتبلغ تكلفة الاستخراج 40 دولار ـ كغم ، نتحدث عن بلد غاية في التنوع الفريد في المظاهر الجيولوجية، والتراكيب الجيولوجية المثالية (الصدوع والطيات)، والمقاطع الجيولوجية المثالية والتي تجملت بألوانها الزاهية.، وكذلك الصخور النارية والرسوبية والمعادن المنتشرة في المملكة ، إضافة إلى الرسوبيات الجليدية في جنوب الأردن ، بلد فيه حفرة الانهدام وما تحويه من تراكيب جيولوجية وتتابع طبقي فريد، والبحر الميت والذي يعد أخفض بقاع الأرض، و الأحافير النادرة والمميزة لكافة العصور الجيولوجية وأهمها الأشجار المتحجرة في جنوب الأردن، مضافاً لذلك الكهوف الطبيعية المميزة بصواعدها وهوابطها، والأنفاق البركانية في الحرة البازلتية، و الأودية السحيقة المطلة على حفرة الانهدام وما تحويه من سجلات صخرية فريدة، والأشكال الجيوموفولوجية الساحرة المنتشرة في مناطق متعددة من المملكة، والمياه المعدنية الحارة، موقع فريد وطبيعة جيولوجية خلابة تفرض فيها التشكيلات الجيولوجية نفسها رغماً عن الناظر، حيث تتكشف فيه سجلات صخرية لمعظم العصور الجيولوجية بدءاً من صخور الركيزة من دهر الحياة الخافية (800-550 مليون سنة) !لا شك في أن إلقاء نظرة علمية وواقعية على واقع الموارد والثروات الطبيعية الأردنية ، يعتبر أمرا ضروريا، بسبب أن الحكومات التي تعاقبت على حكم الأردن يمكن تسميتها بالحكومات التقليدية ، أو التي تفصل بينها وبين حقائق الأردن قرون من الزمن ، حكومات ما زالت تخضع في الذهنية العامة لها إلى ما يسمى بالتبعية التي تقوم على أداء دور وظيفي بائس ، لا يمكن أن يتقبل فكرة الشعب الأردني الثري الذي يستغني عن المعونات والمساعدات الخارجية ، وهذا ما يشكل أطر اعتقال الإرادة السياسية الأردنية ، المشكلة لدينا أن القائمين على السياسة العامة سواء فئة المستشارين والعاملين بكافة السلطات لا يشكلون في مجموعهم قوة واعية قادرة على صد الأخطار عن الوطن والمواطن والنظام الأردني الهاشمي ، هذه حقيقة علينا أن ندركها ونتقبلها ونتعامل معها ، ويعود ذلك إلى فقدان الشعب لحقوقه الإنسانية قبل السياسية ، إذاً عملياً عدم إعطاء الحقوق المدنية والديمقراطية يضعف الإرادة السياسية إن لم يلغياها ، وإلا كيف تزور الحقائق وتجد طبقة الوزراء والمدراء يروجون إلى وهم شح الموارد الأردنية ، وأن الشعب سيموت جوعا وعطشا إذا لم يخضع لكل ما تريد فعله الحكومات، لأنه لا يملك المياه الكافية لشربه وزراعتهٍ، وهو ما أثبتت كل الدراسات المتخصصة أنه غير صحيح على الإطلاق ، ما هذا ؟

ولصالح من ؟! بالله عليكم أليس من العار علينا جميعاً أن نقبل مبدأ المساعدات الخارجية ونحن من أغنى أغنياء المنطقة ، ولننظر ونمعن النظر أكثر ، نحن نمتلك أعلى درجة مياه قلوية في العالم ، ورواسب ترافتين غير عادية في الأردن ترسبت من مياه أسمنتية ، و معادن وصخور صناعية غير عادية في الأردن (فوسفات وسيليكا ومعادن مشعة)، معادن مشعة، و معادن طينية غير طبيعية في الأردن وصخر الزيتي وكيميائيته غير العادية ، وحرق الذاتي للصخر الزيتي ، لا بل و أكبر وأول تركيب نيزكي في الشرق الأوسط اكتُشِف في الأردن ، يا يا ساده نحن وبلا فخر جامعة لتعليم الجيولوجيا و لتعليم علم الآثار ، لأننا نمتلك الكثير مما لا يمكن حصره لا في مقال ولا في دراسة متخصصة ، وأي خبير متخصص في الأردن يعي أن ما قلته مجرد قشور خارجية لتلك الحقائق التي تجعل من الأردن ( مجمع إنساني أعظم ) ، الأردن العظيم بإنسانه وبموارده الطبيعية ، جنة الله على الأرض ، فلماذا يصر أولئك الفاسدون والمفسدون على نعتنا بالفقر المدقع والحاجة إلى الدول الغنية ، إنهم يستعبدون عقولنا وكفاءاتنا العلمية ، وإلا لماذا ينكرون علينا هذه الموارد والثروات الطبيعية ؟ في حين أننا نمتلكها وبكميات واحتياطيات تجارية هائلة حسب تقارير الخبراء المحليين والغربيين على حد سواء ، نحن بلد ثري وغني جداً ، وهنا ومن منطلق مسؤولياتي الإنسانية والأمنية على المستوى العالمي بوصفي مؤسساً لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي أقو ل : لم يعد هنالك وقت للحوار على الحقائق ، وإذا أردتم أن نعمل معاً فنحن على أتم استعداد، لكن ما يجب أن نعلمه جميعاً أن الظروف العربية في مجملها لصالح فقراء الأردن وتحديداً لصالح فقراء الجنوب المنكوب بهذه الحكومات ، يكفي لقد دفع الجنوب أثمان مركبة ولن يدفع أكثر من ذلك ، وإذا لم تتشكل إرادة سياسية لدى الفريق الرسمي في الدولة الأردنية ، فستكون الدولة الأردنية أمام مأزق تاريخي غير معهود ، مأزق مجرد الاجتهاد فيه مخيف ومرعب جداً ، أنا لا أعرف نمتلك ثروات طبيعية هائلة ولدينا كفاءات علمية قادرة على تحويل تلك الثروات إلى مردود ريعي ، سيما وأن المسألة لن تقتصر على استخراج الموارد وتعدينها ، وإنما تحويلها إلى مركبات تدخل في صناعات تركيبيه ، ولو أن سلطة المصادر الطبيعية كشفت النقاب عن الدراسات التي تمتلكها لتعرفنا على الكميات والاحتياطيات الهائلة من المعادن والفلزات والموارد الطبيعية التي نمتلها مثل “النحاس، المنغنيز، الحديد، الفوسفات، الصخر الزيتي، اليورانيوم والثوريوم والراديوم كمعادن مشعة، أملاح البحر الميت، رمال الكوارتز، الحجر الجيري النقي، الدياتومايت، التربولي، الزيولايت، الكاولين، البازلت”. وهي موارد طبيعية تمثل المدخلات اللازمة لإنتاج كافة مخرجات الصناعة الحديثة ــ حسبنا الله ونعم الوكيل ـــ ماذا أقول ؟! والعجيب الغريب أن سياسة تزييف الوعي الجمعي ما زالت تمارس وبكل هدوء أعصاب حتى في ظل الثورات العربية التي قلبت كل شيء رأساً على عقب ، صدقوني مشكلتنا ليست مع إسرائيل وليست مع أمريكا وليست مع أي قوة غربية أو إقليمية مشكلتنا معكم أنتم يا مافيا وقوى الشد العكسي ، هؤلاء يا ساده ليس مهماً عندهم لا الشعب الأردني ولا النظام الهاشمي ، المهم أن يستمروا في السرقة والنهب ، والقصر للعلم وإن يرى فإن يداً واحده لا تستطيع أن تصفق لوحدها ، نعم ، أقولها وأنا مسئول عن كلامي ، الملك لوحده لا يستطيع أن يحاسب هؤلاء المجرمين الذين قد يرتكبوا أبشع الجرائم السياسية والإقتصادية ، وهنا يجب أن نصل إلى المعادلة التالية: نحن الشعب الأردني جميعاً الملك عبد الله الثاني ، والملك عبد الله الثاني الشعب الأردني ، وهؤلاء المجرمين هم أعدائنا أعداء الوطن والأمة والملك ، كانوا وما زالوا يعملون على تغييب الحقائق من أجل مصالحهم وعلى حساب الشعب والنظام في آن معاً ، وعلينا أن نقف إلى جانب النظام للدفع في اتجاه تشكيل (حكومة إنسانية ) قادرة على حمل الهم الوطني وتشكيل الأرضية للممارسة الديمقراطية الحزبية والبرلمانية في الأردن الغني بقيادته وإنسانه وثرواته ذلك المجموع الجغرافي والتاريخي الذي شكل ما نسميه المجمع الإنساني الأعظم ، المتحف الجيولوجي الغني بثوراته والذي نأمل أن لا يبقى فقير بإرادته السياسية ! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .



تعليقات القراء

نزار الرجوب
صدقت يا معلم
15-04-2012 04:35 PM
سامي مسعود
يعتبر الاردن سادس دولة بالعالم بالبترول والذي يستخرج من الصخر الزيتي كما يوجد النحاس بضانة واليورانيوم والذهب والسيلكا والعديد من الثروات التي تجعل الاردن من الدول الغنية جدا في حال استخراجها مالذي يمنع استخراجها او حتى الحديث عنها ؟ هل هناك قوى خارجية تسيطرعلى هذا القرار تحديداً ليبقى المواطن يلهث وراء رغيف الخبز.
15-04-2012 04:38 PM
محمود أبو الحاج
الحيتان في هذه البلد يسعون لعرقلة الموضوع من خلال اختراع حجج منها ان استخراجها مكلف وان الاستيراد اقل كلفة... سعياً منهم لوضع أيديهم على هذه الأراضي بالفساد...
15-04-2012 04:39 PM
أبو أياد
في الحديث عن وجود ثروات طبيعية غير مستغلة في المملكة , يبرز توافق ملحوظ من خبراء أن التنقيب عن النحاس والنفط من أكثر المجالات التي تواجه عراقيل استثمارية حتى اليوم , بالرغم من كونها من أكثر الخامات التي تتوافر مؤشرات على وجودها في بعض المناطق بصورة مشجعة وجاذبة للاستثمارات الضخمة .
15-04-2012 04:45 PM
نبيل حمدان
نعم الاردن غني بثرواته فقير بإرادته السياسية
15-04-2012 04:46 PM
جريس ناصر
يعتبر الصخر الزيتي الذي يحظى باهتمام جيد حاليا من ناحية الترويج الاستثماري , والحجر الجيري , الرمل الزجاجي , النحاس , الذهب , البازلت بالاضافة الى النفط من الخامات التي اما تتوافر معلومات مؤكدة حول تواجدها في المملكة بصورة تجارية , او تحتاج الى المزيد من الدعم والدراسات لتقدير مدى توافرها بكميات تجارية قد تساهم بدرجة كبيرة في رفد الاقتصاد الوطني مستقبلا .
مديرعام سلطة المصادر الطبيعية السابق الدكتور ماهر حجازين أكد على تفاوت الاستغلال الامثل للثروات الطبيعية في المملكة , مضيفا : في الوقت الذي يحظى الصخر الزيتي باستثمار جيد لا بد من القول أن هنالك تقصيرا رسميا في استغلال خام النحاس والتنقيب عن النفط
15-04-2012 04:47 PM
جوعان
الأردن يعوم على بحر من النفط والمواطم ميت من الجوع
15-04-2012 04:50 PM
هيام
سيبنا كيف الطريقة أنت تستلم الحكومة يا جدع
15-04-2012 04:51 PM
.....................
..............
15-04-2012 04:52 PM
إنسان
ياريت أمثالك حكمونا
15-04-2012 04:52 PM
أبو شادي
ثروات بلادنا محرمة علينا
15-04-2012 04:53 PM
عامر الطفيلي
...
12-10-2013 12:53 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات