ماذا بعد الغياب المستمر؟


كثرة الغياب، وإشغال الوقت بأعمال أخرى، وترك مكان العمل بلا عذر.. مؤشر سلبي واضح على تدني إنتاجية الموظف الحكومي, ودائما ثلة من الموظفين السلبيين قد تؤثر على المتميزين من حولهم , ولكن على ما يبدوا ان الحديث هنا ليس عن طالب في المرحلة الابتدائية او الثانوية , وليس الحديث هنا عن عن طالب في الجامعة قد تجاوز الحد الأعلى للغياب حتى يتم فصله, ولكن على ما يبدو ان الحديث هنا هو عن نواب الشعب الذين تجاوزا الخطوط الحمراء بأعذارهم غير المشروعة, نائب الشعب الذي بذل كل جهده للحصول على هذا المقعد والذي كان مقعدٌ تشريفي ولم يكن تكليفي وهو الأوّلى ان يكون تحت هذا المسمى ( التكليفي ).

هي البداية دائما يملؤها الحماس والنشاط وهذا ما كان عليه نوابنا في البداية, حيث حماسهم الزائد أوصلهم لمنح الثقة باغلبية للحكومة السابقة, ولكن وعلى ما يبدوا ان نوابنا غير منسجمين مع هذه الحكومة ولم تعد لهم الرغبة في البقاء على هذه المقاعد أم أنهم انشغلوا في مصالحهم الخاصة أو أن الشعب مصالحه آخر ما يهم سعادة النائب.

التساؤل هنا غريب !! هل النواب الذين لم تزيد اعدادهم عن العشرة في حضور جلسات المجلس هم مجبرون على الحضور, أم هم مكلفون نيابة عن زملائهم بالحضور!!! هذه أسئلة مطروحة لا يجيب عليها سوى سعادة النائب الغائب والحاضر.
ما بعد الغياب؟ هل هناك حملة انتخابية جديدة تسعى الى اعدادها, هل هناك أملٌ بنجاحك في المرة القادمة؟ وعدسات الكاميرات خصصت من اجل اثبات الحضور والغياب تحت قبة البرلمان, فالشعب هذه المرة على علمٌ بما يجري تحت قبة البرلمان , " أجب أيها النائب حتى تسلم في المرة القادمة ".

هل هناك قوانين تلزم الحضور الاجباري للنواب الغائبين؟ وما العذر لدى النائب الكريم!! هل هناك عارضٌ صحي ألم به طوال موعد جلسات البرلمان , فهناك نواب حضروا بعض الجلسات وهم بحالة صحية حرجة في بعض الاحيان من أجل إيصال رسالة الشعب , أليس هناك فرق بين نائب الشعب والنائب ذو المصالح الخاصة.

من جديد ما العذر لدى النائب الكريم إن لم يكن عارض صحي أصابه هل هو مشغولٌ بأعماله الخاصة؟ أم هو لم يصل لمرحلة النضوج وبالتالي بدت عليه ملامح العشق متاخرة , يبدو ان السبب الرئيسي وراء غياب نوابنا الكرام هو عدم قدرتهم على القيام بواجباتهم اتجاه مجتمعهم وشعبهم الذي اوصلهم الى قبة البرلمان.
أيذكر النائب قوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا" صدق الله العظيم.

فهذا خلق الاسلام الجليل العمل بأمانة وحق, واداء الأمانة فريضة على كل مسلم فلتعمل بها أيها النائب الكريم, وفي الختام نسأل الله ان يهديكم لما فيه خيرٌ للأمة الاسلامية والشعب الأردني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات