وأخيراً تعترف الحكومة البحرينية بوضع العضو الإنساني عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين، وقد علمت مصادرنا الإنسانية من العناصر الإنسانيين ، ومن تصريحات وزير الخارجية البحريني على حسابه في تويتر والذي كان يريد "الرأي الشرعي في حديث الساعة ( من يجوّع نفسه حتى الموت" في إشارة إلى الحالة التي وصل إليها الخواجة الذي يشارف على الموت ) ، وهنا أستغرب بوصفي مؤسساً لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني التي تمنح للخواجة العضوية الفخرية لها اعتبارا من تاريخ توليه القضية البحرينية ، أتساءل كيف يسمح لنفسه هذا الوزير أن يوجه المسألة توجيهاً دينياً بهدف التنصل من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والحكومية والدولية ؟!

حكومتكم يا معالي الوزير هي المسئول الأول والأخير عن حياة الخواجة ، ونحن كإنسانيين لن نساوم على هذا الرمز الإنساني الذي أضحى عنوان للمظلومة البحرينية التي غدت مثالاً حياً بين الشعوب التواقة إلى التحرر والإنعتاق من هذه الديكتاتوريات المتعفنة ، للأسف يا معالي الوزير لم تستجيبوا لكافة المساعي الإنسانية ، لا بل لم تأبهوا بجميع قراراتنا المتعلقة بشعب البحرين البطل ، وقد رميتم بعرض الحائط كل ما صدر عن محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي سواء الصادر منها بطرق مباشرة أو عن طريق الهيئات والمنظمات الإنسانية ، وكأنكم الأعلون في الأرض ، وإذ نعتبر ما صدر عن الوزير بمثابة اعتراف من الحكومة البحرينية بتدهور وضع الرمز الإنساني الخالد عبد الهادي الخواجة ، فإننا نحذر الحكومة البحرينية من مغبة الاستمرار في السياسة الظالمة ضد الشعب البحريني المسالم ، والذي ما زال ضمن أطار الثورة السلمية ، والتي وللأسف الشديد تواجه بوحشية لم تشهدها الأرض منذ نهاية القرون الوسطى ، هذا في الوقت الذي نرصد فيه ذلك التورط الحكومي الذي يطال الشخصية البارزة لدى العالم الإسلامي الشيعي وعند الشعب البحريني بشقية الشيعي والسني ، الشخصية التي يعتبرها الشعب البحريني رمز القيادة الحكيمة ( سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم ) "دام ظله" الشريف ، محذرين من تنامي اللسان الطائفي البغيض ، والذي قد يؤدي إلى عواقب لن يطقها النظام البحريني ولا النظام السعودي ولا عموم الخليج ، وهنا أبقى في سياق وزير الخارجية خالد آل خليفة الذي كتب على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هذه العبارة: " آية الله عيسى قاسم السلام عليكم ، سمعنا منكم فتاوى السحق و المحق، و بالأمس وصفتنا بالغزاة و بأننا أهل جاهلية .اتق الله في وطنك .. اتق الله ".

وفي هذا السياق رد عليه المساعد لأمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة البحرينية النائب المستقيل الأستاذ خليل المرزوق مخاطباً وزير الخارجية : الأستاذ خليل المرزوق رداً على وزير الخارجية قائِلاً: - لولا وجود سماحة آية الله عيسى قاسم لكانت مخططاتكم المتكررة لضرب الوحدة الوطنية نجحت، فهو من يقف لها بالمرصاد ويفشلها، وكونك شخص مؤثر في أسرتك لماذا لا تنصح أسرتك أولا بأن تتقي الله ولا تحاربه بهدم مساجده واستباحة عباده ونهب أموالهم، لماذا لا يمارس وزراء الأسرة عملهم برقابة الله قبل رقابة الناس فيعملون من كونهم وزراء دولة لا وزراء أسرة ، وأسرة فوق البشر ! لما هذا الكلام هل الشعوب العربية والإسلامية حقاً لا تستحق الإنسانية والأمن الإنساني يا معالي الوزير؟ هل أنتم ومن عينكم وباقي الأسر الحاكمة في العالمين العربي والإسلامي أنصاف ألهه ، ونحن ماذا مجرد عبيد خدم لهذا الخدم الذي يخدم البسا طير الغربية ؟! لا يا سادة هذه معركة التحرر الإنساني، والتي لن تتوقف إلا بعد أن تخرج أخر القواعد الأمريكية والإسرائيلية من البحرين وعموم الخليج ، أنتم وبفعلكم العنصري والبغيض تجعلون الحكام العرب خارج التاريخ السياسي لهذه اللحظة المفصلية ، أنا لا اعرف كيف كزعامات تتغنى بالاستقلال في ظل هذه القواعد العسكرية في الخليج والسعودية التي تعطي الأوامر للقيادة العليا ؟!!

اخجلوا من سلوكياتكم التي تنضح برائحة العنصرية والازدراء ! الشعب يطالب بالديمقراطية بالحرية بالمساواة ، هنالك حقوق أسياسية للإنسان مفقودة في البحرين والخليج وعموم المنطقة العربية والإسلامية ، ومع ذلك فإن العاهات سياسياً والمعاقين إعلامياً ما زالوا يروجون لتلك العصابات التي تستبيح الدماء ، مستخفين بالشعوب ومقللين من ذكائهم الفطري ومن إنسانيتهم التي يستحقونها منذ بزغت شمس رسالة التحرر الإبراهيمي الخالدة لعموم الإنسانية ، والتي حملها جدنا الأعظم عليه الصلاة والسلام سيدنا محمد الأمين ليكون عنوان الإنسانية والأمن الإنساني في الدنيا والآخرة ، هذه الشعوب ناضلت منذ قرون وتحملت وصبرت وآن لها أن تقطف ثمار الحرية والديمقراطية التي نعمت بها أجدادها في المدينة أبان الحكومة النبوية ، نتحدث عن استحقاقات لا ولن نسمح لأي كان أن ينتزعها منها مهما كلف الأمر ، وليحذر الغرب الذي يدعمكم ( الحليم إذا غضب ) هؤلاء أبنائنا أيتها الأنظمة الديكتاتورية التي لا تستوعب معنى الإنسانية والأمن الإنساني ، ولا تتقن كيفية التوقف عن ممارسة القمع والتعذيب ضد الشعوب المؤمنة بحقها الرباني ، نحن نراقب جيداً التدخلات الأمريكية في كل من تونس واليمن وليبيا ومصر وسوريا والسودان والعراق وفلسطين والخليج والسعودية وعموم المنطقة ، ونحذر من التورط أكثر ضد هذه الشعوب التي قتل منها الملايين على يد الأمريكان ، وشرد وعذب والملايين أيضاً دون رحمة أو شفقة ومع ذلك تجد أمريكا متسعاً من الفكر لكي تتحدث عنه حقوق الإنسان أي حقوق إنسانية تلك التي تتحدثون عنها ، وأنتم من دفن حقوق الإنسان منذ غزوتم أفغانستان والعراق ، وهاهي نتائج فوضتكم الخلاقة تعيث في الأرض فساداً ، ولكن : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ! سيما وأن الشعوب ستنتصر ، وسيعلن الشعب البحرين نيل حقوقه المشروعة في القريب العاجل ، الشعب الذي رفض الديكتاتورية ، وطالب ليل نهار بالديمقراطية ، الشعب الذي جسد كل معاني الوعي الإنساني ، وقدم مئات الجرحى وعشرات الشهداء

ولا يزال صابراً على الجمر ، ومجمل رسائله أن المكابرة لا تزيد الوضع إلا تأزماً ، عام مضى عليك أيتها الدار الإنسانية وقد أثبتت أنك الأقدر على التلاحم بين كافة الأطياف وتحمّل أصناف المحن والآلام والعذابات والتضحيات ، إنك تطرزين أسمك في سجل كافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي لكي تعلن جميعاً تحررك الأبدي ، وأخيرً أطالب السلطات البحرينية بالإفراج الفوري عن المعتقلين وفي مقدمتهم الخواجة الذي يصارع الموت ، الرمز إنساني الذي لا يمكن المساومة عليه ! وستبقى نصرتنا كإنسانيين لكل المظلومين في العالم وعلى رأسهم الشعب البحريني وعموم شعوب الخليج والسعودية ! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية الأمن الإنساني على المستوى العالمي .