السلام باليمين ..


أهدافهم واحده وإن إختلفت طرق التعامل مع الفلسطينيين والعرب, كانت حملاتهم الإنتخابية كلها تجري على دماء الفلسطينين متوعدين حماس و سكان قطاع غزة و التوسع الإستيطاني في الضفة الغربية وضم ما تبقى من القدس لدولتهم والتوعد لفلسطيني 48 بالتهجير وصولاً لدولة ياهودية نقية لا تشوبها أي وجود للفلسطينيين . وإذا كان اليسار أو اليمين الإسرائيلي يماطل بالسلام التي هي نقطة ضعف الإسرائيليين فإنه الأن على إستعداد تحقيق البيانات الإنتخابية التي قطعوها على أنفسهم ليأتوا لنا بالدمار الذي طالما تحدثوا عنه.

وإذا كانت دولة الفلسطينية مقسمة الى قسمين دولة في الضفة الغربية ودولة في قطاع غزة وإنتهاء صلاحيات الرئيس محمود عباس ووصول حركة حماس في قطاع غزة فإنها أحدثت ذريعة لطالما حلم بها القادة الإسرائيليون لعدم إحلال السلام وتحقيق وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة حيث أنهم سوف يتذرعون بعدم وجود شريك للسلام من جانب الفلسطينيين وإستحالة إقامة سلام مع حركة حماس التي لطالما إعتبروها حركة إرهابية لا تريد السلام.

وإذا كان الخطر الإسرائيلي يواجه الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية فإن هذا الخطر سوف يطال كل من هو عربي فلسطيني في داخل إسرائيل وخصوصاً إذا تم تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع والذي بطبيعته يعشق الحرب على العرب وبالمقابل يكون شريكاً قوياً لرئيس الوزراء القادم ليفني أو نتنياهو وكلاهما يحمل في طياته وأجندته سياسة التهجير الفلسطيني من الداخل وعدم وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقضاء التام على حركة حماس وتهويد القدس ليتم تحويل المماطلات التي إتبعوها في السابق في عدم قيام دولة فلسطينية الى حقيقة تستوجب من القوى السياسية وحركات المقاومة الفلسطينية التعامل معها إما بالمثل وبشكل منفرد أي بالإنقسام والذي هو حاصل ألان أو تجميع الصف الفلسطيني لردع هذه المخططات الإسرائيلية.

كما أن الفلسطينيين لا يستطيعون لوحدهم أن يتعاملوا مع هذا المنهج الإسرائيلي القادم بل يحتاجون الى دعم عربي أيضاً يستطيع أن يتعامل مع الحكومة الإسرائيلية القادمة وعدم الإتكال على إدارة أوباما والذي هو بدوره سوف يجد صعوبة في التعامل مع حكومة يقودها نتنياهو المتعطش للحرب على الفلسطينيين والذي هو أساساً لا يتورع في رفض إتفاقيات السلام الموقعه في اوسلو. كما أن واقع المشهد السياسي القادم  يحتاج الى دراسة أكثر من بعض الساسة العرب والفلسطينيين من أجل التعامل مع هذا الواقع الجديد الذي فرض عليهم والتي أنجبت حكومة إسرائيلية لها أجندة سياسية لا تصب في مصلحة كل من يريد السلام وكيف يكون السلام مع أشخاص كانت حملاتهم الإنتخابية تجري على حساب دماء الفلسطينيين في قطاع غزة والإعتقالات في الضفة الغربية.

يبدو أن الإسرائيليين قد أوصلوا رسالتهم للعرب من خلال صناديق الإنتخابات وهي لا سلام معكم ونحن الذين أوصلنا اليمين الى رئاسة الحكومة.



تعليقات القراء

أحمد الحربي
والله يا أستاذي لا سلام لا باليمين ولا باليسار من هاإسرائيليين منتا شفت شو عملوا بهالدنيا خلوها عاليها واطيها من فعايلهم الوحشة والحروب الي شعلوا فيها المنطقة
14-02-2009 02:03 PM
احمد مناور العبادي
شكرا لك أخ عبدالله على هذا المقال وفعلا لا سلام مع اليمين الصهيوني ولا مع نتن ياهو ولا غولدا مائير 2 ليفني بل سوف يكون سلام دماء ودمار
15-02-2009 04:39 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات