هل يشترى الولاء والانتماءعلى حساب المواطنة في الأردن ؟


تعددت مصادر دخل المواطن الأردني للحد الذي جعل أحد المسؤولين يصرح قبل فترة أن هناك مداخيل مالية تصب في جيب المواطن الأردني ترفع من مستوى دخله مما يجعل من عمليات قياس مستوى الدخل عمليات ضبابية وغير واضحة المعالم ، والأمثلة على ذلك متعددة وكثيره أولها تعدد صناديق الدعم المباشر للمواطنين تحت مسميات عدة منها صندوق المعونة الوطنية ورواتب التنمية الاجتماعية ونظام التقاعد المبكر والعلوليه في المؤسسات الامنية والعسكرية ، وبالاضافة الى نظام التعينات في البلديات على مسمى مياومه والشيء الأخر والقاتل ما يتم منحه لأعضاء مجلسي النواب والاعيان من صلاحيات تعيين تحت قبة مجلس الأمة وتمتد هذه الاساليب لتصل عجز في ميزانية الدفع .
وهنا علينا ملاحظة أعداد المنتفعين من تلك الصناديق والطريقة التي يتم من خلالها صرف المبالغ النقدية لهم ، وفيما يخص صندوق المعونة الوطنية فقد كثر الحديث عن وجود تجاوزات كثيرة في صرف مبالغه من حيث الاستحقاق أم عدمه والطريقة التي يتم من خلالها تحديد المنتفعين من مبالغه المصروفة .
وهذا الشيء ينطبق على مصاريف وزارة التنمية الاجتماعية وحالات صرفها ، ومن خلال جولة بسيطة في شوارع مدننا وأزقتها والابتعاد عن ما يسمى بالشحادين والبحث في المنازل المستورة والتي فعلا بحاجة لتلك النقود ، من ذلك تجد أن اماكن صرف هذه المبالغ ليست في محلها بل نجد أن بلوغ عدد الجمعيات الخيرية ثلاثة الاف جمعية بدون رقابة من قبل الجهات المعنية وصاحبة الصلاحية بصرف المبالغ لجليل على ضبابية صرف تلك المبالغ.
وفي جانب المتقاعدين مبكرا من مدنيين وعسكريين والطريقة التي تمت بها نجد أن المواطن الأردني يتوقف عن الانتاج ( إن وجد ) في سن لايتجاوز الخمسة وأربعون عاما ويصبح متقاعد ويمارس مهنة أخرى تمثل بالنسبة له حالة من زيادة الدخل على حساب فرص أخرى لجيل قادم من الشباب وينطبق ذلك على قطاع المتقاعدين وعلينا أن لاننسى بند المعلوليه والكيفية التي تتم بها تقدير الحالات التي تستحق التقاعد بمعلوليه.
ما سبق هو محاولة للتوضيح والاجابة على سؤال واحد فقط هو هل يقاس الانتماء للوطن بمقدار ما يستفيد المواطن من مداخيل مالية يعطيها له هذا الوطن وبالذات جانب القطاع العام المدني والعسكري والأمني ؟ وتقف علاقته مع هذا الوطن عند هذا الحد ؟ .
وإذا في يوم ما من الايام الطويلة لعمر هذا الوطن لو عجزت الدولة عن دفع هذه المبالغ المالية ماذا يحدث ؟ ، وكيف سيتم التعامل مع مفهوم المواطنة والإنتماء ؟ ، وهل سيقف المواطن الأردني ويقول كلمة واحدة أن الانتماء قد توقف والولاء أصبح بعيد المنال ؟ .
إن الاسئلة كثيرة وتحتاج لإجابات وخصوصا أننا نراقب رقم الدين العام وهو ينطلق كالصاروخ إلى أعلى لوحة البيانات ، وارتفاع نسبة العجز على المدى الطويل وفي نفس الوقت لايوجد أية حلول لا آنية ولا مستقبلية لدى العقول المخططة لمستقبل هذا الوطن ، وهم يقولون أن افضل الحلول لإبقاء نسبة الولاء والانتماء عالية هي الَديِنْ ولاشيء غير الدَيِنْ وعلى الجيل القادم أن يتحمل تبعات عجزهم عن إيجاد حلول مستقبلية لمفهوم الولاء والانتماء وتضيع المواطنة وتبقى خارج هذه الدائرة المغلقة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات